بيروت: شدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس على اهمية التحضير لعملية انتقالية سياسية في سوريا، مشيرا الى ان هناك اتصالات بين عدد من الدول في هذا الاطار، والى ان quot;المسالة العسكرية هي شأن السوريينquot;.

وقال فابيوس الذي وصل الى بيروت قادما من عمان للصحافيين في مطار رفيق الحريري الدولي ان quot;المسألة العسكريةquot; في النزاع السوري quot;هي شأن السوريين. هناك مقاومة تنظم نفسهاquot;. واضاف quot;هناك ايضا المسألة السياسية. اذا كنا نرغب بان يتم استبدال النظام الحالي، لا بد من عملية انتقالية سياسيةquot;.

واشار الى ان هناك سلسلة اتصالات حول هذا الموضوع quot;تجري حاليا وتشمل دولا عربية والقوى المختلفة من اجل تشجيع هذه العمليةquot;، مشددا في الوقت نفسه ان quot;القرار يعود للسوريين انفسهمquot;. وتابع الوزير الفرنسي quot;ما اتمناه بالطبع هو قيام سوريا حرة وديموقراطية تقدم الضمانات لكل الطوائف والمجموعاتquot;. ورأى ان كل المجموعات quot;يجب ان تتمكن من العيش بحرية، وهذا ليس وضع سوريا حالياquot;.

وتتألف سوريا من 80% من السنة، و10% من العلويين، و5% من المسيحيين، و3% من الدروز، و1% من الاسماعيليين، واقل من 0,5% من الشيعة. ودعا فابيوس الخميس من الاردن الى رحيل الرئيس السوري بشار الاسد والانتقال السياسي السريع في سوريا.

وقال خلال زيارة الى مخيم الزعتري في شمال المملكة الذي يستقبل اكثر من ستة آلاف لاجىء سوري ان quot;موقف فرنسا واضح: نحن نعتبر ان بشار الأسد هو جلاد شعبه وانه يجب ان يرحل وكلما رحل مبكرا كان ذلك افضلquot;.

وشدد فابيوس على ان الهدف الاول لجولته quot;انسانيquot;. وقد التقى في لبنان وزير الخارجية عدنان منصور، وسيلتقي رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. وتطالب المعارضة السورية الدول الصديقة لها بتسليحها لتتمكن مجموعاتها على الارض من مواجهة قوات النظام التي تملك ترسانة سلاح ضخمة تشمل طائرات حربية ومدفعية ثقيلة.

اموس: العرب لم يتبرعوا بدولار واحد لمساعدة الشعب السوري

من جانب آخر، كشف وزير الخارجية السوري وليد المعلم الخميس ان وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس اكدت له ان العرب لم يتبرعوا بدولار واحد لمساعدة الشعب السوري. وقال المعلم في لقاء مع التلفزيون الرسمي السوري يبث في المساء ونشرت مقاطع منه على شريط اخباري على شاشة التلفزيون quot;خلال لقائي باموس امس سالتها عن الدول التي تبرعت لمساعدة الشعب السوري انسانيا، وقالت ان هناك اربع دول ولم ياتنا دولار واحد من العربquot;.

واضاف المعلم quot;قلت لاموس لديهم المال لدعم المسلحين بالسلاح وتدمير المنازل والبنى التحتية في سوريا وتهجير الناس، لكنهم لا يدفعون دولارا واحدا من اجل مساعدة هؤلاء او اعادة بناء ما دمره المخربونquot;.

وكانت اموس اعلنت صباح الخميس في ختام زيارة الى سوريا استغرقت ثلاثة ايام ان اكثر من مليون لاجئ سوري يعانون من quot;فقر مدقعquot;، وان مليونا آخرين في حاجة الى quot;مساعدة عاجلةquot; بسبب تاثير الازمة المتزايد على quot;الاقتصاد وظروف المعيشةquot;.

واعلنت انها ستواصل ضغوطها على دمشق كي تسمح لمنظمات الإغاثة الدولية بالعمل في سوريا. وقالت اموس ان الحكومة اعربت لها عن قلقها من quot;ان تقع المساعدات في نهاية المطاف بايدي الجماعات المسلحة أو الارهابيينquot;، مشيرة الى ان هذه القضية اثيرت معها في كل لقاءاتها مع الوزراء السوريين.

واكدت اموس انها quot;ستستمر بالضغط على الحكومة لكي تصبح اكثر مرونة في تعاملها مع العمليات الانسانيةquot;، لافتة الى quot;عدم وجود سبب يحول دون حصول السوريين العاديين على القدر الممكن عمليا من المساعدةquot;.

وتعاني مناطق عدة في سوريا، لا سيما تلك التي تشهد عمليات عسكرية واسعة، من نقص في المواد الغذائية والاستهلاكية الاساسية والادوية والرعاية الصحية. وذكرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في بيان الثلاثاء ان عدد السوريين الذين لجأوا الى الاردن وتركيا ولبنان والمسجلين لديها بلغ حوالى 158 الفا، مشيرة الى ان هذا العدد هو دون العدد الحقيقي للاجئين.