تسبب التراجع الذي طرأ أخيراً على أسهم شركة فايسبوك في إثارة موجة من الشكوك بشأن الدور الذي يقوم به مارك زوكربيرغ كرئيس تنفيذي للشركة. حيث بدأ يتحدث البعض عن ضرورة تخليه عن هذا المنصب لمصلحة مدير تنفيذي يكون أكثر حنكة.


مارك زوكربيرغ

أشرف أبوجلالة من القاهرة: اعتبرت تقارير صحافية أميركية في هذا السياق أن العثرة التي تعرضت لها الشركة خلال الآونة الأخيرة في أعقاب طرح أسهمها لصفقة اكتتاب عام جاءت لتطرح تساؤلاً لم يكن محتملاً في وول ستريت وفي وادي السيلكون، بخصوص ما إن كان من الممكن أن يتنحّى زوكربيرغ، ويترك الفرصة لمسؤول آخر يكون أكثر نضجاً.

قالت في هذا الصدد صحيفة لوس أنغلوس تايمز الأميركية إن زوكربيرغ سيبقى بموجب تلك الفرضية باعتباره القوة الإبداعية التي تدعم الابتكار التقني لفايسبوك، وإن كان سيتنازل عن لقب الرئيس التنفيذي لثمة شخص يكون أفضل على صعيد الإشراف على العمليات وتكوين علاقات مع مستثمرين، وهي المهام التي لم يؤدها بشكل جيد.

وأوضح سام حمادة، رئيس شركة بريفكو المتخصصة في مجال الأبحاث: quot;هناك شعور متزايد بأن مارك زوكربيرغ، رغم موهبته، ربما يكون في أواخر أيامه، باعتباره رئيساً تنفيذياً لواحدة من الشركات العامة التي تقدر قيمتها بمليارات الدولاراتquot;.

وأعقب سام حديثه بالقول: quot;وبينما يمكن في كثير من الحالات لمؤسس الشركة، وهو ما يحدث، أن يرتقي في السلم الوظيفي، فإن الأمور تمضي بصورة سريعة للغاية، لدرجة إنه لا يوجد سوى قدر ضئيل من الوقت الثمين المتاح أمام زوكربيرغ للقيام بذلكquot;.

بدأت تحتدم الشكوك حول مستقبل زوكربيرغ أول أمس الخميس بعد تراجع قيمة أسهم الشركة دون مستوى الـ 20 دولار للسهم الواحد، وذلك للمرة الأولى. حيث فقد السهم، بعد وصوله إلى 19.87 دولار، حوالى نصف قيمته عند بدء صفقة الاكتتاب قبل 3 أشهر. وقال هنا باري ريثولتز وهو رئيس شركة Fusion IQ البحثية: quot;كانت تلك الصفقة الأكثر ترقباً منذ سنوات عدة، وكانت مثل السيجار المتفجر. وظن جميع المستثمرين أنهم على وشك أن يكونوا أثرياء، وقد انفجر ذلك في وجوههمquot;.

مضى ريثولتز يقول إن الخطر يتمثل في أن يلصق سعر السهم المتراجع بالشركة صفة quot;الفشلquot; التي قد تجعل المعلنين أقل رغبةً في استخدام منصة فايسبوك.

وأوضحت أنغلوس تايمز من جانبها أن هناك عواملعدة تقف وراء المشكلات التي يعانيها فايسبوك: توقعات المستثمرين المبالغ فيها، إستراتيجية الشركة التي لم تثبت صحتها بعد بالنسبة إلى إعلانات الموبايل وصفقة الاكتتاب العام التي فسدت بفضل سوق الأسهم في بورصة ناسداك وكذلك مصارف فايسبوك الاستثمارية. وذلك في الوقت الذي عزا فيه المحللون بعض من تلك المشكلات فقط إلى مارك زوكربيرغ.

مع ذلك، لاقى زوكربيرغ بعض الانتقادات، خاصة من جانب المستثمرين المضطربين، حيث حملوه مسؤولية بعض الخطوات الخاطئة، كإقدامه مثلاً على تسعير صفقة الاكتتاب العام بـ 100 مليار دولار، قبل بضعة أيام من طرح الأسهم للاكتتاب.

أعقبت الصحيفة بنقلها عن كريس والين، العضو المنتدب البارز لدى تانغينت كابيتال بارتنرز في نيويورك، قوله: quot;تصرفاته لم تفاجئني لأني أتوقعها من شخص في سنه. فهو يحاول أن يبدو جذاباً لجمهوره بدلاً من أن يكون مسؤولاً تجاه مستثمريه. والمهمة الموكلة إليه في الوقت الحالي هو أن يقوم بتبديل الشركةquot;.

بالرغم من هذا كله، أشار بعض الخبراء إلى أن الانتقادات التي يتعرّض لها زوكربيرغ تعتبر انتقادات مبالغًا فيها، مرجعين سبب تراجع قيمة أسهم الشركة إلى إدراك المستثمرين أن قدرة فايسبوك على النمو ليست كبيرة كما كانوا يتصورون أو يعتقدون.

وقال دان ألبيرت من بنك ويستوود كابيتال الاستثماري في نيويورك: quot;هل من الممكن أن تُحَسِّن تغييرات الإدارة تلك الجوانب؟، ربما، لكني لا أظن أنها رهان مؤكد. وزوكربيرغ رجل لطيف على ما يبدو، ويجب أن يحصل على فرصة أكبر لكي يثبت معدنهquot;.