بمناسبة عيد الفطر المبارك حوّل أطفال سوريون معارضون دبابة محترقة إلى أرجوحات لزملائهم، وقال طبيب نفسي إن أطفال سوريا سيحتاجون تأهيلاً نفسيًا بسبب حجم العنف الذي تعرّضوا له.


أطفال سوريون يلعبون بأراجيح صنعوها منصوبة على دبابات النظام يوم العيد

القاهرة: quot;كنا نتمنى توجيهها إلى العدو الصهيوني.. ولكن قدرنا أن تتحول إلى أرجوحات للأطفالquot;.. بهذه العبارة علق المستشار السياسي للجيش الحر بسام الدادة على المشاهد التي انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي quot;فايسبوكquot;، والتي تظهر فيها دبابات محترقة، وقد تحولت إلى quot;أرجوحاتquot; للأطفال السوريين بمناسبة عيد الفطر المبارك.

تظهر هذه المشاهد في ريف إدلب وريف حلب، وهي المناطق التي أصبحت تحت سيطرة الجيش الحر بالكامل، حيث قام أطفال بتعليق حبال في مدافع الدبابات ليستخدموها كأراجيح.

تنتشر في غالبية الدول العربية الساحات التي تمتلىء بالأرجوحات ومختلف ألعاب الأطفال في الأعياد. أما في سوريا، ومع غياب هذه الساحات بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد، لم يجد الأطفال أمامهم سوى دبابات النظام السوري المحترقة لاستخدامها لهذا الغرض.

وقال الدادة في تصريحات هاتفية لمراسل وكالة الأناضول للأنباء: quot;على قدر سعادتي بهذا المشهد الذي يكشف عن إرادة الشعب السوري، لكنني حزين على دبابات كان من المفترض أن تستخدم في موضعهاquot;.

وتابع: quot;بدلاً من أن يوجّهها (الرئيس السوري) بشار (الأسد) إلى العدو الصهيوني.. وجّهها إلى شعبه، فكان مصيرها أن تتحول إلى أرجوحاتquot;.
واستبعد الدادة أن يكون لمثل هذه السلوكيات أثر سلبي على الأطفال في المستقبل يتعلق بعدم احترامهم لإحدى معدات الجيش الوطني، وقال: quot;هم يهينون رمزًا من رموز النظام، وليس الجيش السوريquot;.

وأضاف أن quot;الجيش السوري منه أعضاء الجيش الحر الذي يكافح من أجل تخليص سوريا من نظام بشار الوحشيquot;. من ناحيته، قال الدكتور وائل هندي، رئيس شعبة طب نفس الطوارئ والأزمات في اتحاد الأطباء النفسيين العرب، إنه ليس سعيدًا بهذه المشاهد.

وأشار في تصريحات للأناضول إلى أن quot;ذلك يكشف عن سلوك عدواني، سيكون لدى هؤلاء الأطفال، بسبب ما تعرضوا له على مدى عام ونصف عامquot;.

وأوضح هندي أن quot;هؤلاء الأطفال سيحتاجون تأهيلاً نفسيًا بعد انتهاء الأزمة، لافتًا إلى أن الأطباء النفسيين سيحتاجون بذل المزيد من الجهد معهم، لأن ما شهدته سوريا على مدى عام ونصف عام هو الأعنف في التاريخ، ولا توجد لدى أطباء علم النفس نماذج جاهزة للتطبيق مع هؤلاء الأطفالquot;.

وكشف هندي عن مشروع يخطط له الاتحاد لتأهيل أطفال سوريا نفسيًا بالتواصل مع الاختصاصيين النفسيين في الدول المجاورة لسوريا، ومنها تركيا.