تحدثت تقارير عن مشاركة عضو في الكونغرس من ولاية كنساس في حفل سباحة عاريًا ضمن رحلات تنظمها quot;إيباكquot; لأعضاء مجلس النواب الأميركي، أثارت اهتمامًا، وكانت هذه الرحلات مبعث انتقادات كثيرة في السابق.
بحيرة طبريا في إسرائيل |
إعداد عبد الإله مجيد: نظمت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية quot;إيباكquot;، التي تعتبر أقوى لوبي مؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، مئات الرحلات لأعضاء في الكونغرس الأميركي على نفقتها بهدف واحد هو تعزيز دعم الكونغرس للدولة العبرية في وقت تعيش منطقة الشرق الأوسط وضعًا متفجرًا.
كانت الرحلة التي نظمتها quot;ايباكquot; أخيرًا واحدة من هذه الرحلات، حيث أمضى أعضاء في مجلس النواب عن الحزب الجمهوري ثمانية أيام مدفوعة الثمن من الزيارات للأماكن المقدسة والحديث في السياسة الخارجية مع كبار المسؤولين الإسرائيليين وارتياد أشهر مطاعم إسرائيل، بما في ذلك مطعم quot;ديكسquot; المعروف بلحم البقر المشوي، والتمتع بالمناظر الخلابة لبحيرة طبريا، وإقامة حفلة سباحة في مياهها.
شملت quot;ايباكquot; ببرنامجها هذا مئات من أعضاء الكونغرس، حتى إن عضوًا في اللوبي المؤيد لإسرائيل في واشنطن قال: quot;نحن نسميها رحلة إلى ملاهي ديزني لاند اليهوديةquot;.
لكن التقارير التي تحدثت عن مشاركة عضو في الكونغرس من ولاية كنساس في حفلة السباحة عاريًا، أثارت اهتمامًا بالرحلة، لم يكن أعضاء الوفد الآخرون يريدونه، لا سيما وأنها سلطت الضوء مرة أخرى على ممارسة منظمات خاصة في تنظيم رحلات إلى الخارج على حسابها، رغم أن هذه الرحلات كانت مبعث انتقادات كثيرة في السابق.
من أشهر هذه الرحلات الدعائية رحلة إلى مضمار غولف في اسكتلندا لأعضاء في الكونغرس وموظفيه، استضافهم جاك أبراموف، الذي يرأس جماعة ضغط. إذ دفعت تلك السفرة الكونغرس في عام 2007 إلى تشديد القيود على من يجوز له تمويل الرحلات ولأي فترة.
لكن رغم القيود الجديدة، فإن عدد الرحلات التي تتكفل بتمويلها منظمات أجنبية لأعضاء الكونغرس ارتفع في الواقع من نحو 1300 رحلة في عام 2007 إلى أكثر من 1600 رحلة، بحسب مؤسسة ليغستروم للأبحاث المختصة برصد أنشطة الكونغرس. وبسبب القيود الجديدة لجأت منظمات سياسية وجماعات ضغط عديدة إلى منظمات غير ربحية، أنشأتها وتولت تمويلها لاستضافة أعضاء الكونغرس في الرحلات إياها.
ومنذ عام 2000 كانت مؤسسة التربية الإسرائيلية الأميركية الأكثر نشاطًا في تمويل رحلات إلى الخارج لأعضاء الكونغرس وموظفيه بلغت 733 رحلة لجمهوريين وديمقراطيين على السواء، كلفت أكثر من7 ملايين دولار. وفي العام الماضي أنفقت المؤسسة مليوني دولار لتمويل 146 رحلة متخطية منظمة تركية جاءت في المركز الثاني بتمويل 32 رحلة.
وفي الصيف الماضي سافر عدد كبير من أعضاء الكونغرس ـ نحو 80 عضوًا ـ حتى إن مؤسسة التربية موّلت رحلتين منفصلتين. وقال مسؤولون إسرائيليون التقوا أعضاء وفد الكونغرس، الذي ضم المشاركين في حفلة السباحة، إن الوفد ضم على ما يبدو أعضاء كانت هذه رحلتهم الأولى، ولا يعرفون الكثير عن إسرائيل، وأبدوا قدرًا من السذاجة بشأن سياساتها وتقاليدها. وكان العديد منهم جددًا على الكونغرس انتُخبوا عام 2010 بدعم من حزب الشاي.
من بين المتبرعين الذين أسهموا في تمويل الرحلات شيلدون أيدلسون بارون الكازينوهات الذي يدعم إسرائيل بحماسة، وتعهد بانفاق 100 مليون دولار لإلحاق الهزيمة بالرئيس أوباما. وتبرعت منظمة خيرية يديرها إيدلسون مع زوجته بـ 1.2 مليون دولار في عام 2006 لمؤسسة التربية الإسرائيلية الأميركية، كما تبين السجلات ذات العلاقة.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن بيل أليسون مدير التحرير في مؤسسة quot;ضوء الشمسquot;، وهي منظمة تعمل من أجل الشفافية مقرها في واشنطن، أن السجال الجديد حول هذه الرحلات يشير إلى استمرار المشاكل مع رحلات أعضاء الكونغرس، رغم القيود التي يُراد بها الحدّ من الخروقات.
وقال أليسون إن ما يبينه هذا هو استمرار الرحلات، لأن هذه المنظمات تريد التأثير في أعضاء الكونغرس باتجاه تعاطفهم مع مصالح الجهة التي تستضيفهم.
كيفين يودر عضو الكونغرس الأميركي قدم اعتذاره وأعرب عن quot;خالص أسفهquot; لسباحته عاريًا |
وفي معرض الرد على الضجة التي أثارها عضو مجلس النواب كيفن يودر عن الحزب الجمهوري من ولاية كنساس بسباحته في بحيرة طبريا عاريًا، وصفت مؤسسة التربية الإسرائيلية الأميركية رحلاتها بأنها quot;فعاليات مكثفة مليئة من الصباح حتى المساء بالنقاشات التربوية واللقاءات مع مسؤولين حكوميينquot; حول التهديدات الإقليمية وغيرها من القضايا الأخرى. وردد زعماء في مجلس النواب، بينهم ديمقراطيون، وجهة النظر هذه.
وانتقد عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي ستيني هوير سلوك بعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين على شواطئ بحيرة طبريا بوصفه سلوكًا quot;لا ينمّ عن احترامquot;، ولكنه قال إن مثل هذه التصرفات يجب ألا تؤثر سلبًا على الرحلات التي تنظمها مؤسسة التربية الإسرائيلية الأميركية.
وشارك نظيره الجمهوري عضو مجلس النواب إريك كانتور، المعروف بدعمه القوي لإسرائيل، في خمس رحلات منذ عام 2003، بينها رحلة في الصيف الماضي، بلغت كلفتها الإجمالية أكثر من 57 ألف دولار.
واجتمع أعضاء الوفد خلال رحلة الصيف الماضي مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس شمعون بيريز وعدد من كبار الدبلوماسيين الإسرائيليين. والمعروف أن أعضاء الكونغرس يقيمون خلال هذه الرحلات في فنادق فاخرة، مثل فندق الملك داود في القدس، وتُنظم لهم سفريات خاصة إلى بيت لحم والبحر الميت ومتحف ضحايا المحرقة وأماكن تاريخية ودينية أخرى.
لكنّ الإسرائيليين ليسوا جميعهم يفهمون سبب الضجة التي أثارها مثل هذا الاهتمام بأعضاء الكونغرس هذه المرة. وسخرت صحف إسرائيلية من quot;القصة المروعةquot; لعضو الكونغرس الذي سبح عاريًا. وقال المسؤول الإسرائيلي، الذي التقى وفد الحزب الجمهوري، إنه نفسه سبح عاريًا في البحر وإن شبابًا إسرائيليين أيضًا يسبحون عراة في بعض الأحيان.
التعليقات