انتشار الجماعات المرتبطة بالقاعدة في سوريا تقلق الغرب

يشعر ثوار سوريا بالامتنان للدعم الذي يقدمه بعض المقاتلين الأجانب، لكنهم يعترضون على بعض الطرق التي يعتمدها هؤلاء في معاركهم، وخاصة أولئك الذين ينفذون الاعدام على سبيل المثال بشكل علني.


بيروت: كانت العدالة سريعة ووحشية عندما ألقى بعض مقاتلي ميليشيا quot;جبهة النصرةquot; القبض على رجل متهم باغتصاب وقتل فتاة أمام والدها. القصاص كان قطع رأس الرجل وترك جثته في الشارع من دون أي اعتبار لوجود النساء والأطفال أو الإصغاء إلى نداءات ثوار آخرين عند نقطة تفتيش في حي صلاح الدين المحاصر.
وقال أعضاء من الجيش السوري الحر إن الرجل كان عضواً في ميليشيا موالية للحكومة، وكان مذنباً من دون شك. لكن هذا لا يعني أنهم يوافقون على الطريقة التي عوقب بها. وعلى الرغم من أنهم لا يعترضون على قتله، إلا أنهم لم يرحبوا بقطع رأسه في العلن.

في هذا السياق، اشارت صحيفة الـ quot;لوس أنجلوس تايمزquot; إلى أن ظهور quot;جبهة النصرةquot; التي تتكون في معظمها من السوريين والبعض يقول إنها مرتبطة بتنظيم القاعدة، هو دليل على وجود المقاتلين الأجانب الذين يهددون بتعقيد الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد، والتي بدأت تتخذ منحى طائفياً اكثر حدة.
أطلق الأسد العنان لقواته، فقامت الدبابات والمروحيات والطائرات المقاتلة بتدمير البلدات والمدن، فيما حاول المجتمع الدولي البقاء على مسافة من الثوار، عبر تشجيع الدبلوماسية وإرسال كمية صغيرة من المساعدات العسكرية وغيرها. لكن يبدو أن هذا السلوك سيجعل تنظيم القاعدة أو مجموعة مماثلة أكثر قدرة على ملء الفراغ.
وفي الوقت الذي يبدو فيه الغرب متردداً في اللجوء إلى حملة عسكرية شبيهة بحملة الناتو التي اسقطت نظام العقيد الليبي معمر القذافي، يقول العديد من السوريين صراحة إنهم سيرحبون بتدخل مجموعة مثل القاعدة لمساعدتهم على التخلص من الأسد.

وأشارت الصحيفة إلى ارتفاع منسوب القلق الدولي إزاء هذه المجموعات، لا سيما بعد تفجيرين بواسطة سيارات ملغومة في أيار (مايو) الفائت، أديا إلى مقتل نحو 55 شخصاً بالقرب من مجمع المخابرات العسكرية في دمشق. ونفى الجيش السوري الحر مسؤوليته عن الهجوم، وكانت هناك تقارير متضاربة حول ما إذا كانت مجموعة quot;النصرةquot; مسؤولة عن تنفيذها.
quot;إن الصراع السوري بمثابة مغناطيس لهذه المجموعات،quot; يقول أندرو تابلر من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مضيفاً: quot;ما زالت هذه الفرق المتطرفة جزءاً صغيراً للغاية من المجموعات التي تقاتل النظام السوري، لكن من المرجح أن تنمو مع استمرار الصراعquot;.

واعتبر تابلر أن جبهة النصرة مرتبطة بتنظيم القاعدة، ومعترف بها من الجماعات الإرهابية كما أنها ذكرت في المواقع الالكترونية للجماعات المتطرفة على شبكة الإنترنت.
وسواء أكانت مرتبطة بالقاعدة أم لا، أدى الصراع بين الثوار الذين ينتمي معظمهم إلى الطائفة السنية ونظام الأسد العلوي، إلى اجتذاب بعض المتشددين الاسلاميين من خارج البلاد الذين يرون انفسهم quot;ملتزمينquot; بمساعدة المضطهدين من المسلمين السنة.

quot;وهي تهتم برفع الظلمquot;، وقال ماجد، واحد من المقاتلين بالقرب من خط الجبهة في صلاح الدين. quot;رأوا ما كان يحدث هنا وانهم جاؤوا للقتال معنا. ليست لديهم أي خطط أبعد من ذلك.quot;
يقدّر عبدالعزيز سلامة، الذي يرأس لواء التوحيد الذي يضم أكثر من ميليشيا تقاتل في حلب وضواحيها، أن هناك أقل من أربعة وعشرين أجنبياً بين مجموعته، معظمهم من ليبيا وتونس والشيشان.

وأشار المراقبون إلى تزايد انتشار العلم الأسود مع عبارة quot;لا اله الا اللهquot; باللون الأبيض، الذي يستخدم من قبل تنظيم القاعدة، في إشارة إلى أن المجموعة قد تسللت إلى النزاع السوري.
لكن الثوار يقولون إن هذه العلامة كانت تستخدم من قبل النبي محمد أثناء الحروب في القرن السابع، وأنها لا تعبر عن أي مجموعة إرهابية أو غيرها.
وعلى الرغم من أن مجموعته لم توافق على عمليات الإعدام في الشوارع، التي يقال إنها نادرة، يقول سلامة إنه ليس من السهل التحكم في سلوك الأشخاص الذين فقدوا أفراد أسرتهم ويسعون للانتقام.

لكن قلة في سوريا يشعرون بالقلق إزاء عواقب دخول عناصر أصولية بين الثوار على المدى الطويل.
quot;أنا لست قلقة بشأن إقامة دولة إسلامية لأن البرجوازية السورية لن تسمح بذلكquot;، تقول مارسيل شهوارو، ناشطة مسيحية في حلب، مشيرة إلى ان quot;المسلمين في سوريا لديهم فهم مختلف لا يتضمن أية محاولة لفرض الحجاب على المرأةquot;.
وتتصور شهوارو أن مستقبل سوريا سيكون مثل ليبيا التي انتخبت مؤخراً رئيساً ليبرالياً. وتضيف: quot;في النهاية، سوف يختار السوريون من يؤمن لهم الطعام والكرامة، وليس من يقول الله أكبرquot;.