يلجأ بعض المتشددين إلى تدمير الأضرحة بينما تقف السلطات عاجزة أمام ذلك
تدلل تصريحات وزير الداخلية الليبي فوزي عبدالعالي، والذي تراجع عن قرار استقالته، على ضعف السلطات الليبية في مواجهة الإسلاميين المتشددين، حيث قال: quot;إذا دمرت كل الأضرحة في ليبيا لتجنب موت شخص واحد، فإن هذا ثمن نحن مستعدون لدفعهquot;.


تراجع وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العالي عن استقالته وسط ضجة متصاعدة اثارتها قضية تدمير اضرحة ومراقد صوفية ونداء وجهته الأمم المتحدة الى إنهاء مثل quot;هذه الاعتداءات الوحشيةquot;.
وقال محللون إن موجة الأعمال التدنيسية بعد اسقاط نظام معمر القذافي كشفت عن وجود تيارات دينية متشددة في المجتمع الليبي. وإذا كانت الغالبية الساحقة من الليبيين من المسلمين السنة إلا أن هناك اعدادًا لا يُستهان بها من اتباع التقاليد الصوفية الروحانية التي تقترن بالتعبد حول الأضرحة وقبور الأولياء.

وكان العاهل الليبي السابق الملك ادريس الذي اطاح القذافي بحكمه قبل 43 عامًا ينتمي الى الطريقة السنوسية التي كثيرًا ما تعتبر شكلاً من اشكال الصوفية.لكنّ مسلمين ليبيين آخرين ينظرون باستهجان الى الصوفيين بل ويذهبون الى حد تكفيرهم.

يضاف الى ذلك أن هناك عددًا غير معروف من الاسلاميين المتطرفين الذين رفعوا السلاح ضد القذافي وقاتل بعضهم في العراق أو افغانستان وقد يميل هؤلاء الى استخدام العنف ضد الصوفيين بوصفهم منحرفين عن الدين الاسلامي الحنيف.وهناك ايضًا سلفيون يتخذون موقفًا متزمتًا وطهرانيًا في تفسير تعاليم الاسلام ويرفضون الممارسات الصوفية.وكان السلفيون عمومًا ابتعدوا عن السياسة في ليبيا، وحتى عن المشاركة في الثورة ضد القذافي.وتسبب هذا الموقف حتى في استعداء بعض المقاتلين الذين حاربوا القذافي عليهم.

وزير الداخلية الليبي فوزي عبدالعالي
ولا يُعرف بصورة مؤكدة من المسؤول عن تدمير أضرحة الشيوخ الصوفيين منذ مقتل العقيد القذافي في تشرين الأول/ديسمبر، ولكن وزير الداخلية عبد العالي بدا عاجزًا عن وقف هذه الهجمات عندما اعلن عودته عن قرار الاستقالة يوم الثلاثاء.وقال عبد العالي مشيراً الى الجماعات الاسلامية المتطرفة quot;اذا تعاملنا معهم بحل أمني سنتوجه الى السلاح مع هذه التشكيلات، وهؤلاء الناس يمتلكون الاسلحة، وهم مجموعات كبيرةquot;.

واضاف عبد العالي أن quot;هؤلاء الناس قوة كبيرة من حيث العدد والعتاد موجودة في ليبيا. وانا لا ادخل في معركة خاسرة واقتل الناس من اجل قبرquot;.

وقال عبد العالي إنه إذا دمرت كل الأضرحة في ليبيا لتجنب موت شخص واحد فإن quot;هذا ثمن نحن مستعدون لدفعهquot;.

وجاءت تصريحات عبد العالي في وقت اصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة quot;اليونسكوquot; بيانًا شجبت فيه تخريب معالم تاريخية لافتة على وجه التحديد الى تدمير المركز الاسلامي للشيخ عبد السلام الأسمر في مدينة زليتن على بعد نحو 160 كلم شرقي العاصمة طرابلس، ومسجد سيد الشعاب في طرابلس، وضريح سيدي احمد زروق في مصراتة. وقالت ارينا بوكوفا مديرة اليونسكو إنها تشعر بقلق بالغ إزاء quot;هذه الاعتداءات الوحشية على اماكن ذات اهمية ثقافية ودينيةquot;.وطالبت بايقاف مثل هذه الأعمال quot;إذا كان المجتمع الليبي يريد انجاز انتقاله الى الديمقراطيةquot;.

وافادت وكالة رويترز أن افراد الشرطة في واقعة واحدة على الأقل وقفوا يتفرجون فيما كان المتطرفون يجرفون الضريح وأن عجز وزير الداخلية عن التصدي لهذه الاعتداءات على الأضرحة الى جانب اعمال عنف أخرى وقعت مؤخرًا، اثار انتقادات شديدة من اعضاء المؤتمر الوطني الليبي المنتخب حديثًا.

واعلن عبد العالي يوم الأحد استقالته إثر هذه الانتقادات، ولكنه قال الثلاثاء إنه عاد عن الاستقالة quot;لأسباب أمنيةquot;.