يتضح من كتاب جديد أعدّه أحد أفراد القوة الخاصة الأميركية التي شاركت في اغتيال أسامة بن لادن في باكستان، أن الأخير كان أعزل حين دهمته القوة، ولم يكن حتى أعد دفاعاً.


كان أسامة بن لادن أعزل حين قُتل بإطلاق الرصاص على رأسه لدى خروجه من غرفة النوم لتبيّن ما يجري، بحسب أقوال أول شاهد عيان كان أحد افراد القوة البحرية الخاصة التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة.

وتتناقض هذه الشهادة مع الرواية الرسمية عن الغارة على منزل بن لادن في مدينة ابوت آباد شمال باكستان في 2 أيار/مايو العام الماضي. وتقول الرواية الرسمية إن بن لادن قُتل لأنه حاول أن يمتشق سلاحًا.

بن لادن لم يكن قد استعد للقتال

واثارت الرواية الجديدة عن مقتل بن لادن في كتاب quot;يوم عسيرquot; الذي كتبه احد افراد القوة الخاصة بالاسم المستعار مارك اون، تساؤلات عما إذا كان بن لادن يشكل تهديدًا واضحًا عندما رُمي بالرصاص المرة الأولى.

ويقول أون (36 عاما) في الكتاب الذي سيصدر في 4 ايلول/سبتمبر انه كان وراء رجل المقدمة مباشرة عندما تسلق افراد الفرقة الخاصة سُلمًا ضيقًا.
ويكتب اون quot;كنا نبعد أقل من 5 درجات عن الطابق الأعلى عندما سمعتُ طلقات مكتومة. بوب، بوب. ولم أتمكن من مكاني لأن أعرف إن كانت الطلقات اصابت هدفها أم لا. واختفى الرجل في الغرفة المعتمةquot;.

ولاحق افراد القوة المهاجمة بن لادن الى غرفة النوم حيث وجدوه طريح الأرض يختض في بركة من الدم وعلى الجانب الأيمن من رأسه ثقب مرئي، بحسب اون. وكانت امرأتان تنحبان فوقه.

وقال اون ان الرجل الذي كان في صدارة المجموعة المهاجمة أبعد المرأتين إلى ركن من الغرفة وان بن لادن الذي كان جسده ما زال ينتفض رُمي حينذاك بعدة طلقات أخرى.

وتابع اون quot;وجهنا اشعة الليزر التي كانت مثبتة على اسلحتنا صوب صدره وأطلقنا عدة رصاصات. واخترقته الطلقات صافقة جسده بالأرض الى أن خمدquot;.

ثم فحص المهاجمون وجهه وتأكدوا من هوية القتيل الذي كان يرتدي قميص تيـ شيرت بلا أكمام وسروالاً فضفاضا وصديريا.

وقال اون إنه عثر على قطعتي سلاح هما كلاشنكوف ومسدس من طراز ماكاروف في الغرفة، ولكنهما لم يكونا محشوين.

وكتب مؤلف quot;يوم عسيرquot; أن بن لادن quot;لم يكن حتى أعد دفاعاً، ولم يكن في نيته القتال. وكان طيلة عقود يطلب من أتباعه أن يرتدوا سترات انتحارية أو يقودوا طائرات يصدمونها بمبانٍ، ولكنه حتى لم يلتقط سلاحهquot;.

في الرواية الرسمية التي قدمتها الحكومة الاميركية لم يطلق افراد القوة البحرية الخاصة الرصاص على بن لادن إلا بعد أن عاد إلى غرفة النوم لأنهم افترضوا انه ربما ذهب لاستخدام سلاح. وامتنع البيت الأبيض عن التعليق على التناقض الظاهر بين الروايتين.

وتثير رواية اون تساؤلات عما إذا كان الهدف من الغارة إلقاء القبض على بن لادن أو قتله.

وقال اون نفسه إن محاميا من البيت الأبيض أو وزارة الدفاع ابلغ أفراد القوة الخاصة في ايجاز قبل الغارة انهم ليسوا في مهمة اغتيال.

ومما يكشفه اون في كتابه أن احد افراد القوة البحرية الخاصة جلس على صدر بن لادن في المروحية التي كانت مزدحمة خلال عملية الانسحاب من ابوت آباد، مشيرا الى ضيق المكان بعدما تحطمت احدى مروحياتهم خلال الهجوم الأول.

وقال اون ايضا إن لا احد من افراد القوة الخاصة كان من quot;المعجبينquot; بالرئيس باراك اوباما وشعروا بأنه سيجير الغارة لصالحه. ولكنهم احترموه لإعطائه الضوء الأخضر بتنفيذ العملية.

وقال احد افراد القوة المهاجمة معلقا quot;سنضمن اعادة انتخاب اوباما بكل تأكيد. واستطيع ان اراه الآن يتحدث كيف أنه قتل بن لادنquot;.
ولم ينل الكتاب موافقة مسبقة من مسؤولي وزارة الدفاع الأمر الذي يطرح إمكانية أن يحال المؤلف على التحقيق وأن يلاحق جنائيا.

وفي غمرة السجال الذي اثاره الكتاب كُشفت هوية اون الحقيقية في وسائل اعلام اميركية. وتعرض اون الذي ينفي تعريض الأمن القومي الأميركي للخطر بكتابه إلى تهديدات بالقتل على مواقع تابعة لتنظيم القاعدة.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض إنه quot;كما قال الرئيس اوباما في تلك الليلة فان quot;العدالة أُنزلت بحق اسامة بن لادن ونشكر الرجال الذين نفذوا هذه العملية، لأنهم مثال الاحتراف والوطنية والشجاعة الفائقة لمن يخدمون بلدناquot;quot;.