فتاة من حركة الجهاد الإسلامي تشارك في اجتماع حاشد في مدينة غزة

كافح المتطرفون الإسلاميون بعد أن تمت ملاحقتهم في جميع الوسائل عبر الانترنت، لكن موقع تويتر للتواصل الإجتماعي وفّر مساحة جديدة غير خاضعة للرقابة يستغلها العديد من المتطرفين الإسلاميين.


تستخدم المجموعات الإسلامية المتطرفة موقع quot;تويترquot; لتوفير المعلومات لـquot;الجهاديينquot; والحرص على اطلاعهم على الأحداث الجارية والصراعات.

وفي الأيام الخوالي، قبل 10 سنوات، تعهد الجهاديون بالموت للامبريالية الغربية من خلال الأشرطة الصوتية التي تم تهريبها من المخابئ الجبلية وتمريرها إلى المحطات التلفزيونية الفضائية. أما الجيل القادم من المتشددين، فلديه طريقة أبسط من أجل التبشير بالجهاد، وهي التغريد عبر تويتر.

وفي هذا السياق، أشارت صحيفة الـ quot;فورين بوليسيquot; إلى أن المتطرفين الإسلاميين كافحوا للتغلب على الرقابة المفروضة على المنتديات الإلكترونية، لا سيما بعد أن تمت ملاحقتهم في جميع الوسائل عبر الانترنت، فأزيلت أشرطة الفيديو الخاصة بهم عن يوتيوب، وأغلقت صفحاتهم على فايسبوك.

في المقابل، وفّر موقع تويتر مساحة نادرة للفئات التي لم يتم تصنيفها على أنها إرهابية أو متشددة، وفقاً للمحللين الذين يراقبون المتشددين على الإنترنت.

وعلى سبيل المثال، أرسلت المجموعة السورية الجهادية quot;جبهة النصرةquot;مجموعة من التغريدات عبر حسابها الرسمي على تويتر، فانضمت في ذلك اليوم إلى المتشددين الصوماليين من مجموعة quot;الشبابquot; المتطرفة في طالبان الأفغانية، إضافة إلى غيرهم من المقاتلين الاسلاميين المتشددين من كينيا واليمن الذين يستخدمون الموقع.

وقال محللون إن الجماعات تستخدم موقع تويتر لخدمة إضافية، وهي تحليل الأحداث الجهادية الجارية مثل الصراع في سوريا، أو للوصول إلى المسلمين والشباب الساخطين الذين قد يكونون على الحياد، من أجل إقناعهم على حمل السلاح لمحاربة السياسات الغربية أو الأنظمة الاستبدادية.

وقال مراد بطل الشيشاني، وهو باحث مهتم بالجهاديين في لندن ويراقب تحركاتهم على تويتر منذ أشهر، إن quot;الجهاديين يحصلون عبر تويتر على مساحة تضمن لهم توسيع دعايتهم. ويحاولون جذب المزيد من المتعاطفينquot;.

وأضاف: quot;إنهم يركزون على الأحداث الأخيرة الجارية، مثل الثورة السورية وغيرها من الحركات، لكنهم لا يستخدمون موقع التواصل للتخطيط لنشاطاتهم وعملياتهم أو للتواصل في ما بينهمquot;.

ولم يستجب أي من المسؤولين عن موقع تويتر لطلبات للحصول على تعليق حول هذه المسألة. واعتبرت الصحيفة أنه من المستبعد أن يكون هناك أي خطة أو نية للتحرك من أجل كبح الحسابات المتطرفة، كما قاومت الشركة حتى الآن النقاد الذين يطالبون بمنع او شطب المستخدمين الجهاديين من الموقع.

وفي وقت سابق من هذا العام، درست الحكومة الأميركية احتمال تعطيل حسابات تويتر التابعة لحركة الشباب الصومالية، لكن المجموعة لا تزال نشطة، لا سيما بعد أن عبّر العديد من المتشددين في الاسبوع الماضي عن ابتهاجهم، بواسطة التغريد عبر تويتر عن وفاة عدوهم، رئيس وزراء اثيوبيا ملس زيناوي.

وعندما أصبح واضحاً أن حركة طالبان باقية على تويتر، اشتركت القوات الاميركية في هجمات عبر تويتر تحولت إلى انتقادات لاذعة متبادلة، في انعكاس غير دموي للحرب على أرض الواقع.

وقبل عامين فقط، قال ويل مكانتس، وهو مستشار حكومي سابق متخصص في شؤون التطرف العنيف والباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية، إن المتشددين يستخدمون وسائل الاعلام الاجتماعية فقط، مشيراً إلى أنهم لم يتعلموا حتى الساعة استخدام تويتر وغيره من الخدمات لنشر كلمتهم. أما اليوم فقد تغير كل شيء، إذ يقول مكانتس: quot;هؤلاء الرجال يستخدمون تويتر بلا خوفquot;.

ويضيف: quot;على سبيل المثال، مجموعة أحرار الشام السورية، تتكون من الإسلاميين السلفيين المتشددين الذين يقاتلون ضد نظام بشار الأسد. وتقوم هذه المجموعة الجهادية بالتغريد يومياً عن عملياتها ونشاطاتها، وتعمل تقريبا كما تعمل الخدمة الاخبارية الخاصة القائمة بذاتها لتأكيد أو دحض التقارير من الوكالات الأخرىquot;. أما النتيجة فهي صورة أكثر وضوحاً عن تطورات الحرب الاهلية الغامضة في سوريا.

وخلافا لبعض المجموعات الأخرى والناشطين، يقول مكانتس إن quot;هذه المجموعات لا تغرد بأخبار مبالغ بها عن انتصارات في ساحة المعركة. كما أن مجموعة أحرار الشام تنشر الصور ومقاطع الفيديو عن مجريات الثورة في سورياquot;.

ويعتقد مكانتس ومحللون آخرون أن أي تحرك لإقفال هذه الحسابات من المؤكد أن يؤدي إلى مناقشة شائكة عن quot;متى تنتهي حرية التعبير ومتى يبدأ التحريض على الإرهابquot;، كما أن هكذا خطوة ستحرم العديد من محللي الاستخبارات الغربية من نافذة نادرة وقيمة إلى عقول الجهاديين.