تباينت ردود الأفعال بين القوى السياسية المصرية حول قدرة حزب quot;الدستورquot; بزعامة الدكتور محمد البرادعي على زعامة المعارضة لوقف هيمنة الإخوان المسلمين على المشهد السياسي.
محمد البرادعي |
أحمد حسن من القاهرة: يضع الكثير من قوى الشعب المصري الأمل على قدرة حزب quot;الدستورquot; بزعامة الدكتور محمد البرادعي، مديرالوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا، لقيادة المعارضة خلال الفترة المقبلة أمام هيمنة الإخوان على المشهد السياسي.
ويرى الخبراء أن الدكتور البرادعي كان أول من دعا إلى الخروج على النظام السابق، إلى جانب أن شباب الثورة يثقون فيه، مما يسهل الأمر له في قيادة المعارضة، خاصة بعد وجود جهة شرعية يتحرك من خلالها بعد تأسيس حزب quot;الدستورquot;، متوقعين أن تكون الانتخابات البرلمانية المقبلة الاختبار الحقيقي أمام حزب quot;الدستورquot; والبرادعي لإثبات الوجود في الشارع، والحصول على عدد مرضٍ في مقاعد البرلمان.
يشير الدكتور حسن أبو طالب الخبير السياسي في مركز الأهرام إلى أن الأحزاب المعارضة الموجودة حاليًا على الساحة السياسية ضعيفة للغاية، وتكاد تكون منعدمة، وليس لها تأييد شعبي في الشارع، على الرغم من وجودها على الساحة السياسية من عشرات السنين، مثل حزب الناصري والتجمع، بدليل فشلهم عندما دخلوا في أول اختبار شعبي، في ظل أجواء ديمقراطية حقيقية ضمن انتخابات مجلس الشعب والشورى، فلم يمثل منهم سوى شخص أو اثنين تحت القبة.
وأضاف quot;أبو طالبquot;: إن هناك أملاً في الأحزاب الجديدة التي يتم إنشاؤها الآن، ومن أهم أولوياتها وضع حد لهيمنة الإخوانوالتيار الحاكم في مصر، ويأتي على رأس تلك الأحزاب الجديدة حزب الدستور، الذي أنشأه الدكتور محمد البرادعي، والذي يضم مختلف التيارات من إعلاميين ومثقفين وحركة 6 إبريل، إلى جانب شخصيات ثورية لديها قبول لدى الشارع المصري، مما يؤكد على قدرتهم على تكوين جبهة معارضة قوية في مواجهة هيمنة التيار الديني في الانتخابات البرلمانية.
مشيرًا إلى أن كل الأحزاب التي نشأت بعد الثورة اهتمت بإنشاء الحزب، ودخول الانتخابات، وتأسيس الأعضاء، وتجاهلت التأييد الشعبي لها في الشارع المصري، والذي يعطي للحزب ثقله، وتكون له جبهة معارضة قوية في مواجهة التيار الاسلامي، وبالتالي فحزب الدستور والبرادعي لا بد أن يتعلما من أخطاء الماضي، وينزلا إلى الشارع، ويتواصلا مع الناخبين، ويعملا على حل أزماتهم بشكل حقيقي من دون الاستناد إلى مهاجمة الإخوان فقط.
وأكد أبو طالب أن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين هو من أبرز الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية، والذي يحظى بتأييد شعبي كبير، إضافة إلى تحالفه مع حزب النور وحزب الأصالة وباقي الأحزاب الإسلامية، فتجمع هؤلاء أعطاهم القدرة على المنافسة مع تلك الأحزاب الضعيفة، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين كانت أقوى جبهة معارضة موجودة على الساحة السياسية أيام النظام البائد، يليها حزب الوفد، والغد، و6 إبريل، ولكن مع ظهور حزب الدستور على الساحة السياسية والالتفاف الشعبي والشبابي حوله سيكون البرداعي وحزبه في مقدمة المعارضين للإخوان والسلفيين.
وقال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس، لـquot;إيلافquot;: منذ أن عرفت مصر الأحزاب السياسية بمعناها الحديث في مطلع القرن الماضي لم يحدث مثل هذا الحراك الحزبي الذي تشهده مصر الآن بعد ثورة 25 يناير المجيدةrlm;، ويتجلى هذا الحراك في إقبال مدهش على خوض تجربة تأسيس أحزاب سياسيةrlm; من دون النظر إلى دور المعارضة.
مشيرًا إلى أن الدكتور محمد البرادعي وحزب الدستور سيكون لهما دور كبير في الحياة السياسية في الفترة المقبلة، خاصة بعدما شاهد المواطنون الأداء السياسي للقوى الإسلامية، ومن بينها الإخوان المسلمون، والتي جاءت مخيبة للآمال. والدليل على ذلك ما حدث في الانتخابات الرئاسية، والنتيجة التي حصل عليها الرئيس مرسي.
إحدى التظاهرات المنددة بحكم الاخوان في مصر |
وأضافquot;زهرانquot;: إن هناك شواهد تؤكد تفوق حزب الدستور في قيادة المعارضة تتمثل في ما يثار الآن عن هيمنة الإخوان، ومصادر تمويل الجماعة والمطالبة بحلها، إضافة إلى مساندة عدد كبير من الشباب والحركات الثورية التي كانت تعتمد على ترشح البرادعي للرئاسة في دعم الحزب، كما يجب أن لا نتجاهل دعاة الدولة المدينة وأصحاب المواقف المناهضة ضد الإخوان والهيمنة الإخوانية، فكل تلك القطاعات سوف تسرع للانضمام إلى جبهة البرادعي وحزب الدستور، مما يؤكد أن الانتخابات البرلمانية المقبلة سوف تشهد مفاجآت في النتائج، ولن يحقق التيار الإسلامي نتائج الانتخابات الماضية.
أما الناشط السياسي جورج إسحاق والعضو المؤسس لحزب الدستور فقد قال لـquot;إيلافquot;: إن الشعب الآن في حاجة ماسة إلى وجود حزب سياسي قوي قادر على المنافسة مع حزب الحرية والعدالة، بحيث لا تترك الساحة خاوية له، بما يعيد نظام الحزب الوطني المنحل.
مشيرًا إلى أن طموح حزب الدستور كبير في تحقيق التوازن في المشهد السياسي، بحيث تكون أمام الناخب فرصة للاختيار عند ذهابه للتصويت، وحزب الدستور بما يحمله من برنامج سياسي متكامل وبوجود خبرات في مختلف التخصصات قادر على حمل الأمانة، وعلى أن يكون البديل أمام سيطرة الإسلاميين على المشهد السياسي منذ سقوط النظام البائد.
مؤكدًا أن الحزب يرحّب بالمنافسة الشريفة بعيدًا عن سياسة التخوين وتضليل الشعب، ولن ننشئ الحزب من أجل فصيل سياسي معين، فحزب الدستور حزب لكل المصريين، وينطلق من مبادئ الثورة.
وأكد إسحاق أن حزب الدستور بدأ بالفعل في النزول إلى الشارع، والتواصل معهم استعدادًا لخوض الانتخابات البرلمانية، والتي سنحقق فيها نتائج سوف تكشف للتيار الإسلامي حجمهم الحقيقي في الشارع.
ولفت إلى أن الحزب سيخوض الانتخابات عبر تحالف قوي، يضم مختلف القوى السياسية والمدنية؛ لكون ذلك الأفضل، فلا بد من التعلم من تجربة الانتخابات الرئاسية، وسعي كل مرشح إلى العمل لمصلحته، فكانت النتيجة الاختيار بين مرشح الفلول والإخوان وكلاهما كانا مرّين على الشعب.
التعليقات