الافتراق بين أميركا وإسرائيل حول الملف النووي بلغ مرحلة متقدمة

إسرائيل تتعجّل الضربة العسكرية القاصمة لطموح إيران النووي، بينما تفسح الادارة الأميركية مجالًا أوسع للحل السلمي. هذا ما يؤرق القادة الاسرائيليين، وهم لا يرون الخط الأحمر الذي تتحرك أميركا عسكريًا متى تجاوزته إيران.


لندن: لا مفرّ من الاعتراف بأن الافتراق بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول مسألة التعاطي مع الملف النووي الإيراني قد بلغ مرحلة متقدّمة من التأزم. فقد دخل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في مشادة كلامية حامية الوطيس مع السفير الاميركي في إسرائيل دان شابيرو، وذلك خلال جلسة لبحث التعاون الاستخباراتي بين الدولتين في مواجهة ايران، عقد في إسرائيل في الرابع والعشرين من آب (أغسطس) الماضي.

وكشف مايك روجرز، عضو الكونغرس الأميركي ورئيس لجنة الاستخبارات فيه، أن نتنياهو وصل إلى طريق مسدود في كل محاولاته تغيير ما يراه غياب التصميم والوضوح في موقف الولايات المتحدة من التهديد النووي الايراني. واندلعت المشادة الكلامية خلال جلسة كانت متوترة جدًا، كما كشف روجرز لاذاعة دبليو جي آر المحلية في مدينة ديترويت. وقال: quot;كان من الواضح جدًا أن صبر الاسرائيليين مع الادارة الأميركية قد نفدquot;.

شابيرو ينفي

لكن هذه الرواية تتناقض مع تأكيدات الادارة الأميركية بأن الولايات المتحدة واسرائيل متفقتان على الموقف من إيران، ومع قول السفير شابيرو للقناة الاسرائيلية الثانية إنها لم تحدث، حين سُئل عن المشادة الكلامية.

غير أن شابيرو أوضح أن نتنياهو مقتنع بأن الرئيس الأميركي لن يأمر بشن هجوم عسكري لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، وإنه محبط لأنّ الولايات المتحدة لم ترسم لإيران حتى الآن خطوطًا حمراء واضحة المعالم، يؤدي تجاوزها إلى تعرّضها لهجوم أميركي. وكان نتنياهو قد أعلن يوم الأثنين الماضي أنه بالامكان تجنب العمل العسكري ضد برنامج إيران النووي إذا رسم العالم حدودًا واضحة لا يُسمح لإيران بتخطيها.

بموازاة نفي شابيرو، إمتنع إدغار فاسكويز، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، عن التعليق على ما كشفه روجزر، ولكنه قال إن العلاقة بين الولايات المتحدة واسرائيل تبقى متينة للغاية.

الضربة حاصلة

وقال روجرز، المعروف بانتقاده سياسة اوباما في الملف النووي الإيراني وملفات أخرى، إنه يعتقد أن اسرائيل ستوجه ضربة عسكرية إستباقية ضد إيران في وقت قريب، عندما تلوح للجيش الاسرائيلي الفرصة المثلى لالحاق بالغ الضرر بالبرنامج النووي الايراني. وأضاف: quot;يمكن هذا الاحتمال أن يتغير إذا تمكن البيت الأبيض من إقناع القادة الاسرائيليين بأن الولايات المتحدة ستتولى المهمة حقًا في وقت لاحقquot;.

وقال القادة الاسرائيليون والاميركيون مرارًا إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة لاحتواء طموحات إيران النووية، بما في ذلك الضربة العسكرية. وكان نتنياهو قد قال لوزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في مطلع آب (أغسطس) الماضي إن الوقت يمرّ سريعًا وقد بدأ ينفد من أمام الحل السلمي لبرنامج ايران النووي.