القاهرة:ألمح سفير مصر الأسبق في إسرائيل إلى ضرورة تعديل البنود الأمنية في اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين لمواجهة المتغيرات الجديدة على الأرض في شبه جزيرة سيناء.

وقال محمد عاصم، في تصريح لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، إن quot;مصر لكي تتمكن من مواجهة الانفلات الأمني بسيناء يتعين وجود قوات تتجاوز في عددها وقوتها ومجال تحركها ما نص عليه ملحق الأمن بمعاهدة السلامquot;.
وأشار إلى أن المعاهدة التي تم توقيعها قبل أكثر من 30 سنة كانت بين دولتين لمنع الاشتباك بين قواتهما quot;والآن توجد متغيرات جديدة منها تسلل الأفارقة داخل إسرائيل، فمسئولية مصر ألا تكون بوابة لمن يريد العبور إلى إسرائيلquot;.
وأوضح الدبلوماسي المصري أن المحك الرئيسي في العلاقة بين مصر وإسرائيل هو تحقيق الأمن في سيناء بما يؤصل لمبدأ الاستقرار للدولتين وهذا المطلب يتم بأكثر من عامل أهمها القضاء على quot;انتشار الإرهاب الذي تمارسه الجماعات الجهادية المتشددةquot;.
وأكد أن بلاده quot;أكثر قلقا من إسرائيل على مستقبل سيناء لأنها أرضنا وسكانها أهلناquot;.
وتشن قوات مشتركة من الجيش والشرطة حملة أمنية منذ نحو شهر ، على المناطق التي تقطنها الجماعات المسلحة بسيناء، بعد قيام مسلحين مجهولين بشن هجوم على نقطة حدودية مصرية قرب معبر كرم أبو سالم الواقع على الحدود بين مصر وإسرائيل يوم 5 أغسطس/ آب الجاري؛ ما أسفر عن مقتل 16 ضابطًا ومجندًا وإصابة 7 آخرين.
واتهمت إسرائيل مصر بانتهاك اتفاق السلام بإدخال أسلحة ثقيلة إلى سيناء بالمخالفة للجوانب الأمنية بالاتفاقية، وهو ما نفته القاهرة وأكدت أنها quot;تنفذ عملية أمنية لاستعادة السيطرة على سيناءquot;.
واستبعد عاصم تطوير العلاقات بين البلدين عقب تعيين القاهرة سفيرا جديدا بتل أبيب، وقال quot;التطبيع منذ بداية المعاهدة وحتى الآن متوقفا بسبب التوتر الدائم في العلاقات على خلفية الاستيطان في الضفة وغيرها وجميع سفراء مصر في إسرائيل لم يكن لديهم برنامج للتطبيع لأنه في الأساس ليس مطروحا على أجندة السفيرquot;.
ووصف دور السفير المصري في إسرائيل بأنه quot;مندوب لدى جار وهذا الجار بيننا وبينه معاهدة سلامquot;، مضيفا quot;الجار الاسرائيلي قام ببناء سور لمنع تسلل أي ضرر يأتيه من سيناء وفي مثل هذا الجو لا توجد علاقات .. فالعلاقات سياسية فقطquot;.
وكان السفير المصري عاطف سالم سيد الأهل قد وصل إلى إسرائيل أمس لتسلم مهام منصبه الجديد سفيرا لمصر، ومن المقرر أن يتقدم بأوراق اعتماده إلى الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز، في 17 سبتمبر/أيلول الجاري، بحسب ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية، ليخلف السفير السابق ياسر رضا الذي انتهت مدة عمله في إسرائيل.
وسبق للسفير المصري الجديد أن العمل بإسرائيل حيث شغل منصب قنصل مصر العام في إيلات، كما أنه عمل موظفاً كبيراً في وزارة الخارجية المصرية مؤخراً.
وشهدت العلاقات بين مصر وإسرائيل تراجعاً حاداً خلال العام الماضي، حيث بلغت أدنى مستوى لها منذ توقيع اتفاق السلام التاريخي بين البلدين عام 1979، إثر قيام محتجين غاضبين باقتحام مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة، في سبتمبر/أيلول العام الماضي.
وتفجرت الأحداث التي تسببت بمهاجمة السفارة، والتي أسفرت عن سقوط قتيلين وأكثر من ألف جريح، بعد حادث مقتل خمسة من الجنود المصريين برصاص القوات الإسرائيلية في سيناء، في أغسطس/آب من العام الماضي.