أميركا لا تريد أن تعرف موعد الهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران

لم تطلب الولايات المتحدة الأميركية من إسرائيل إبلاغها رسميا قبل تنفيذ أي هجمات محتملة ضد المفاعل النووي الإيراني، لأنها لا تريد أن تتورط وتصبح جزءا من هذا الهجوم، فواشنطن لديها الآن اهتمامات أخرى.


اهتمت تقارير صحافية بالتصريحات التي أدلى بها الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، خلال نقاش إعلامي في سفارة الولايات المتحدة في لندن في الثلاثين من الشهر الماضي، خاصة عندما تطرق إلى جانب رئيس بالإستراتيجية الأميركية الكبرى، التي لا يتطرق إليها عادةً المسؤولون بشكل علني.
فبسؤاله عما إن كان سيحصل على إنذار مسبق من الجيش الإسرائيلي، في حال اتخذ القادة الإسرائيليون قرارهم بمهاجمة منشآت إيران النووية، قال ديمبسي إنه لم يطلب ذلك من نظيره الإسرائيلي، موضحاً :quot; أنا لا أريد أن أُتّهم بأني أحاول التأثير، ولا أريد أن أتورط إذا قرروا اتخاذ تلك الخطوة. ولهذا بالفعل لم أتقدم بهذا الطلبquot;.
وحين سُئل عن المخاوف الإسرائيلية بخصوص quot;منطقة الحصانةquot;، حين يخلص القادة الإسرائيليون أن خياراتهم العسكرية ضد إيران لم تعد مجدية، عبر ديمبسي عن ثقته في قدرة العقوبات الاقتصادية على الردع، وأضاف :quot; لا أعتقد أن منطقة الحصانة التي تشعر إسرائيل أنها ملتزمة بها ليست بتلك الأهميةquot;. وشدد ديمبسي كذلك على أنه لم يحضر أي خيارات عسكرية في حال شنّ إسرائيل هجوم على إيران.
واعتبرت في هذا السياق مجلة فورين بوليسي الأميركية إن تعليقات ديمبسي هذه جاءت لتكشف عن نهج جديد في تعامل مسؤولي القيادة المركزية مع القضايا الأمنية. حيث كان يستخدم من قبل العمل الهجومي من أجل حلّ المشكلات المتصورة.
وأضافت المجلة أن تصريحات ديمبسي في لندن تظهر جهداً مبذولاً للفصل بأكبر قدر ممكن بين الولايات المتحدة والهجوم الإسرائيلي المحتمل على منشآت إيران النووية.
وأشارت المجلة إلى أن النهج الأميركي الجديد، المتمثل في عدة أمور منها تطوير موقع رادار دفاعي صاروخي جديد في قطر والتحضر لتدريبات ضخمة تعنى بالتنقيب عن الألغام في الخليج خلال وقت لاحق من الشهر الجاري وإجراء تدريبات دفاع صاروخي مع إسرائيل في
مهام ثقيلة ومتعددة على كاهل البحرية الأميركية
وقت لاحق من فصل الخريف، هو نهجمهم وتفاعلي ومغاير للنهج الذي كانت تسير الولايات المتحدة على خطاه طوال العقد الماضي.
ونقلت المجلة في غضون ذلك عن بعض مسؤولي إدارة أوباما قولهم إن إسرائيل تضغط على الولايات المتحدة لكي تصدر إنذاراً نهائياً، مدعوماً بالتزام عسكري عام، رداً على البرنامج النووي الإيراني، التي خلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخراً إلى أنه يشهد حالة من التباطؤ. وجاءت تصريحات ديمبسي لتدفع ضد الضغوط التي تمارسها إسرائيل من أجل الحصول على تعهد بشن عملية هجومية.
وعلى عكس تل أبيب، ترى واشنطن أن إيران مشكلة بعيدة ويمكن السيطرة عليها، مشيرةً إلى أن ذكريات إخفاقها في العثور على أسلحة دمار شامل في العراق ما زالت حاضرة، وأنها لهذا السبب لن تخوض مغامرة جديدة في المجهول.
كما أن كل المؤشرات الحالية توضح أن quot;الاحتواءquot; سيكون الإستراتيجية التي سترتكز عليها الولايات المتحدة على المدى الزمني الطويل، وأن المهم في ذلك الجانب هو تنفيذ الإستراتيجية بموارد عسكرية أقل من تلك المستخدمة حالياً.
ثم تحدثت المجلة عن المسؤوليات الأمنية الملقاة على كاهل البنتاغون ومدى ارتباط ذلك بالصعوبات التي تواجهها لتغطية مخاطر معلومة منذ فترة طويلة كما في حالة إيران.
وختمت بقولها إن الخبراء الإستراتيجيين والساسة لطالما تناقشوا بشأن المهام التي يجب أن تكون مدرجة بقائمة اهتمام البنتاغون، وكذلك مدى أولوية تلك المهام، وأن كبار مسؤولي البنتاغون هم من يتحملون مسؤولية تراكم النواقص ومواطن الخلل.