إثر تصاعد التفجيرات الدموية التي تضرب المدن العراقية منذ أيام، طالب مواطنون عراقيون وزراء الدفاع والداخلية والامن الوطني بالإستقالة من الحكومة العراقية خلال 24 ساعة، وحمّلوهم مسؤولية الخلل الأمني واتهموهم بالتواني عن أداء واجباتهم الوطنية تجاه شعبهم ووطنهم.


بغداد: هزّت التفجيرات بغداد وبعض المحافظات العراقية خلال الساعات الاخيرة، وحصدت أرواح المواطنين العراقيين، وجعلت البعض منهم يصرخ عاليًا، مثلما كان البعض يعلن صراخه بالبكاء والاسى على الضحايا الذين خطفت

العراق شهد سلسلة تفجيرات دموية خلال الأيام القليلة الماضية

ارواحهم السيارات المفخخة والعبوات الناسفة. وتبلور هذا الصراخ دعوة صريحة لاستقالة القائمين على الوضع الأمني، عسى أن تجد البلاد من يستطيع حماية الناس من الشر المحدق بهم.

ويتهكّم المطالبون باستقالة الوزراء الأمنيين ويسخرون من واقعهم الحزين، لأنهم يعرفون جيدًا ان هذه الوزارات تعمل بلا وزراء فعليين، وأن رئيس مجلس الوزراء هو القائم عليها واللآمر الناهي فيها.

مخطّط ما!

قال المواطن عباس شمخي: quot;وجع اليوم كبيرٌ جدًا، فالانفجارات هزّت قلبي وجعلتني أبكي وأقول يا ربّ إلى متى يموت شبابنا هذه الميتة؟ أما تكفي السنوات التسع؟ من يتحمل مسؤولية دم هؤلاء المساكين؟ أعرف من يتحملها، إنهم المسؤولون عن الأمن، فليقدموا استقالاتهم جميعًا ولو كنت أعرف أنهم لا يمونون على شيئ، أطالب بكل وجع عيوني التي بكت اليوم حزنًا أن يستقيل من لا يستطيع أن يحمي الناسquot;.

أما حسان الشمري فقال متأثرًا: quot;بين حين وآخر، يعود الارهابيون لقتل إخواننا وأصدقائنا، فلا رادّ لهم ولا محبط لأعمالهم الاجرامية، يلعبون كما يشاؤون، ولا أعرف ما فائدة الأجهزة الكاشفة العمياء والجنود المدججين بالسلاحquot;.

ويتساءل الشمري: quot;كيف تمر هذه المتفجرات ومن أين تأتي؟ وإن لم يستطع القادة الأمنيون تحرّي ذلك ومنعه فعليهم ترك الأمر لغيرهم، ففي العراق كفاءات كبيرة قادرة على أن تمسك بالامنquot;. وهو يعتقد أن التفجيرات الأخيرة هذه تخفي أمرًا ما، quot;فلا بدّ من وجود شيء كبير يحضّر للعراق، ومخطط تشترك فيه أطراف عدةquot;.

إستقل... سيدي القائد

يدعو المواطن شاكر الربيعي إلى وقفة جادة أمام ما يحدث اليوم، بعد هذه التفجيرات الكبيرة في العديد من المحافظات. يقول: quot;هذا يؤكد أن أمن الوطن والمواطن مباحان، وفي تدهور يتفاقم اكثر فأكثر، خلافًا لما نتمناه ونطلبه من الحكومة، التي تثبت يومًا بعد يوم عجزها عن التصدي للارهاب، وعن القيام بواجب رئيس هو توفير الأمن لمواطنيها، ولذلك لا بدّ أن نقف ونقول لمن مهمته حفظ الأمن... عليك الاستقالة سيدي القائدquot;.

برأي نصير محمد، تدلّ هذه التفجيرات على أمرين مهمّين جدًا. أولًا، لا وجود لحكومة عراقية، ولا لشرطة أو جيش أو استخبارات، فلو كانوا موجودين، لأدوا واجبهم، كل ما لدينا دمى تتحرك في الشوارع، تؤدي أدوار الاستعلام في المؤسسات الحكومية سائلةً المواطنين وين رايح ومن اين جاي؟ لا أكثرquot;.
ثانيًا، ليس ثمة دليل أقوى من متفجرات اليوم على أن الهاشمي وأعوانه ارهابيون للنخاع، وقتلة ماهرون قادرون على اختراق الوضع الامني الآمن بكل سهولة ويسر وأمام أنظار الأجهزة الأمنية جمعاء، quot;وإلا لماذا يستشهد العشرات أو المئات؟ أهو ثمن الحكم على سيادة النائب بالاعدام؟ إلى متى يبقى الوضع على هذا النحو؟ إلى متى يستمر الاستهتار بدماء الابرياء؟ إلى متى نصفق ونطبّل لحكام خذلونا؟ إلى متى تبتسم الضحية لجلادها وترفعه إلى سدة القرار والمسؤولية؟quot;

لك الله يا عراق!

من جهته، طالب الكاتب أحمد السعداوي وزراء الداخلية والدفاع والأمن الوطني بالإستقالة خلال 24 ساعة. يقول: quot;لا بدّ أن جملتي هذه تهكمية، فأنا أطالب أشخاصاً غير موجودين أصلًا بالاستقالة من مناصب لا يشغلونها أصلًا. فكلها في جيب رئيس مجلس الوزراء، ولا أعرف لمَ لا يعترفون بالفشل ويفضون الحكومةquot;.

ويتوجّه السعداوي إلى المسؤولين الحكوميين ساخرًا: quot;أنتم فاشلون يا سادة، فاشلون حتى النخاع، ولو ينزل عليكم الوحي ما تسطيعون تدبيره، فالشغلة ليست شغلتكمquot;.

أما الكاتب جلال حسن فقال: quot;بعد قليل، تعلن القيادة العسكرية الحكيمة تشكيل لجنة تحقيق في مذابح يوم الجمعة، وبعد ربع ساعة يصرّح مسؤول يرفض الكشف عن اسمه إلقاء القبض على العناصر الأرهابية وسوقهم إلى العدالةquot;. بينما يدعو الكاتب علي لفتة سعيد إلى إعلان الحداد الليلة على ما تساقط من دم عراقي، quot;ولنلعن من فجرها وخطط لها وشارك فيها وحمل ادواتها. ثمة دم أريق، وساقول إن الحداد هو التحدي لأن أغبياء السياسة والموت وأصحاب الفتاوى يحزنون إذا رأونا نحب فيزيدون من قتلنا. أرجوكم أعلنوا الحداد، ثمة أطفال تبكي الآن موت آباء وأمهات وأخوان، لك الله يا عراقquot;.