صورة للأسد في أحد المحال في قرية حربية

يكاد الرئيس السوري بشار الأسد ينجح في انتخابات تركية، إذ يحظى بتأييد واسع بين العلويين الأتراك، يفوق أحيانًا التأييد الذي يلقاه بين العلويين في بلده الأم.


إعداد عبد الاله مجيد: في حين أن علويي سوريا قد لا يكونون موحدين في تأييدهم الرئيس السوري بشار الأسد الذي ينتمي الى طائفتهم، فإن دكتاتور سوريا يستطيع أن يراهن على تأييد يكاد يكون كاملاً بين العلويين على الجانب الآخر من الحدود، في تركيا.

ففي عام 1939 تنازلت فرنسا التي كانت تستعمر سوريا عن لواء الاسكندرونة وسكانه البالغ عددهم وقتذاك اكثر من 120 الفا غالبيتهم من العلويين، الى تركيا. وينقسم سكان محافظة هاتاي، كما يُسمى لواء الاسكندرونة الآن، بين علويين وسنة الى جانب عدد صغير من المسيحيين.

وعلى امتداد عقود، تعايشت الطائفتان الكبريان على مضض مع إحداهما الأخرى. ولكن منذ اندلاع الانتفاضة السورية في عام 2011 أخذ علويو هاتاي البالغ عددهم نحو 500 الف ينزلون الى الشوارع بصورة متزايدة تعبيرا عن تأييدهم لنظام الأسد.

وفي متجر لبيع السجاد في حربية، احدى قرى هاتاي، تحمل قطع من السجاد صور شخصيات مألوفة مثل مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك بعينيه الثاقبتين، يجلس بجانب الخليفة الرابع علي بن ابي طالب.

ولكن سجادة واحدة تتميز عن جميع الأخريات بصورة الأسد. ففي هذه القرية العلوية داخل تركيا يتمتع الأسد الذي يُعد مجرم حرب بنظر الغرب وقطاعات واسعة من السوريين أنفسهم، بشعبية اوسع من شعبية رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان، كما لاحظت مجلة تايم في تقرير من انطاكيا.

وأحدث النزاع شروخا في أوساط الطائفة العلوية في تركيا وسوريا. ففي تركيا رمى افراد الطائفة ثقلهم وراء النظام السوري رغم اتهام اردوغان الرئيس السوري بمحاولته quot;إبادةquot; مدنيين عزل.

ولا يشعر علويو قرية حربية بتأنيب لدعمهم الأسد بل يذهب رياض اصلان يوريك الذي يملك مطعما الى حد القول quot;هناك في سوريا ديمقراطية، هناك حرية غائبة في البلدان العربية الأخرىquot;. وبنظر يوريك فان ما يميز سوريا هو علمانيتها ويقارن بين الحريات المتاحة هناك والوضع في بلدان اسلامية محافظة.

ويجاهر العلويون بدعمهم الأسد في أنطاكيا مركز محافظة هاتاي. وكل يوم يجمع طلاب في العشرينات من العمر مدوا طاولة وسط المدينة تواقيع على مذكرة تدعو الى انهاء النزاع. ويتناوب الطلاب على ترديد هتافات مثل quot;لا نريد حرب اميركا الامبرياليةquot; وquot;لا لسفك الدماء في سورياquot;.

ويتجاهل بعض المارة الهتافات فيما يبدي آخرون فضولا بشأن حملة جمع التواقيع. وعندما توقف صحافي اميركي ليسأل عن نشاط المجموعة الطلابية يبعده رجل قوي البنية صارخا quot;اميركا تمول الارهابيين في سورياquot;

وتتحدث جوكسويلر التي تشارك في الحملة عن شعور مجموعتها الطلابية بالاحباط قائلة quot;نشاهد التلفزيون مساء ونرى ارهابيين (كما تسمي مقاتلي المعارضة المسلحة) يشنقون جنودا علويين على هتافات التكبير quot;الله أكبرquot;، كما تذهب الطالبة البالغة 25 عاما. واضافت لمجلة تايم quot;نحن خائفون على العلويين في سوريا وخائفون ان يحاول الارهابيون الأجانب عمل الشيء نفسه هنا في تركياquot;.

ورُصد مقاتلون اجانب من بلدان مثل ليبيا في مدينة انطاكيا. ولكن صحيفة الزمان اليوم التركية كشفت مؤخرا ان منظمة محلية تحاول تجنيد علويين اتراك للقتال الى جانب النظام السوري. وينفي العلويون في تركيا حدوث مثل هذه النشاطات التعبوية ولكنهم يتعاطفون مع حماية اشقائهم العلويين في سوريا.

ويدَّعي كثيرون في مدينة انطاكيا ان المقاتلين الأجانب الذين يدخلون سوريا يشيعون افكار التعصب في المجتمع السوري. ويقول نظام اوزار وهو صاحب متجر quot;ان بشار يقاتل تنظيم القاعدة الذي يريد اقامة امارة اسلامية في سوريا ويقتل ارهابيين يهددون امن الدولةquot;.

وما يقوله اوزار لازمة يرددها آخرون في عموم القرية السياحية التي تنتشر فيها الفنادق مرحبة بالزوار الأجانب الذين يأتون لمشاهدة الشلالات. ويذهب سكان الى ان اموال الخليج تُعطى الى متطرفين يريدون تدمير الدولة العلمانية التي رعتها أسرة الأسد طيلة اربعة عقود، بحسب اعتقادهم.

وقال اوزار لمجلة تايم quot;ان السوريين يستخدمون مخيمات اللاجئين لاقامة معسكرات تدريبquot; ثم يمضي معتذرا لاستقبال زبائن دخلوا متجره قبل ان يعود ليواصل الحديث قائلا quot;وفي الليل يتسلل المقاتلون الى سوريا ويقتلون الجنودquot;. واضاف quot;ان تركيا تسمح بذلك وهذا يثير غضبناquot;.