يرى المعارض السوري ثائر الناشف أنّ أي فصيل من المعارضة السورية غير قادر على إدارة مرحلة ما بعد الأسد الإنتقالية بمفرده، مشيراً إلى ضرورة توحد المعارضة، أو إنشاء إئتلاف من أجل وضع سيناريو لسوريا بعد سقوط النظام، ولفت إلى أن المعارضة في الداخل هي صاحبة الحق الأول في تقرير مصير سوريا.


يقول المعارض السوري في القاهرة ثائر الناشف في مقابلة خاصة مع quot;إيلافquot; إن معركة حلب التي تدور رحاها حالياً هي المعركة الفاصلة، متوقعاً انتصار الجيش الحرّ فيها، والإنطلاق منها نحو تحرير دمشق أيضاً على حد قوله. وأشار إلى أن مخطط إقامة الدولة العلوية يجري تنفيذه حالياً، عبر تهجير السوريين من غير الطائفة العلوية من المدن والبلدات المستهدف إنشاء الدويلة الجديدة عليها.

ثائر الناشف

معركة فاصلة

ووصف الناشف معركة حلب التي تدور رحاها حالياً بين النظام والجيش الحر بأنها معركة فاصلة في تاريخ سوريا، مشيراً إلى أن المعارك تدور في أكثر من حي وقرية، ولفت إلى أن هناك معارك أخرى تدور رحاها بالتوازي مع معركة حلب في مدن حماة ودير الزور ودرعا.

وأضاف أن حلب تعتبر الأهم في المرحلة الحالية، واصفاً إياها بأنها quot;خزان بشريquot;، نظراً لارتفاع الكثافة السكانية فيها، بالإضافة إلى أنها العاصمة الإقتصادية لسوريا، فضلاً عن ارتباطها بمنافذ حدودية مع تركيا ما يسهل عملية توصيل الإمدادات الغذائية والأدوية للثوار وغيرها من صنوف الدعم اللوجيستي، وإقامة مناطق آمنة للاجئين الفارين من باقي المدن، وجعلها قاعدة عسكرية للثورة.

وأعلن أن المجلس العسكري وقوات الجيش الحر نجحوا في تحرير نحو 50% من أرض مدينة حلب، وهناك تقدم للمعارضين في شتى الجبهات، غير أن الناشف دعا إلى ضرورة فرض حظر جوي، أو إمداد الجيش الحر بمضادات الطائرات، وكشف أن الجيش الحر أسقط الكثير من الطائرات التي يستخدمها النظام في قصف حلب والمدن والبلدات، مشيراً إلى أن الأرض تنكمش من تحت أقدام الجيش النظامي حالياً.

كرّ وفرّ

وكشف الناشف أيضاً أن هناك معارك تدور رحاها في دمشق أيضاً، لافتاً إلى أن معركة دمشق لم تنته بدحر الجيش الحر كما يروّج البعض، وأوضح أن الجيش الحر أجرى انسحاباً تكتيكياً من دمشق بعد أن قصف الجيش الأسدي الأحياء بالطائرات، وذلك من أجل تقليل الخسائر البشرية في صفوف المدنيين.

وأضاف أن معركة دمشق مستمرة بين كرّ وفرّ، وهناك العديد من العمليات النوعية التي يقوم بها المقاتلون في دمشق، متوقعاً أن تستغرق معركة دمشق بعض الوقت نظراً لعدم تكافؤ القوة بين الجيش الحر الذي يقاتل بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، والجيش الأسدي الذي يستخدم أحدث الأسلحة الثقيلة، معتبراً أن المعارك الجارية في باقي المدن والبلدات الهدف منها التخفيف عن المقاتلين في دمشق وتشتيت قوى الجيش النظامي.

وحول ما يقال عن قتال تنظيم القاعدة إلى جانب الجيش الحر في سوريا، قال الناشف إن هذه الأحاديث يروّجها النظام السوري منذ اندلاع الثورة بغية إثارة قلق ورعب الغرب، وحمله على عدم دعم الثورة، مشيراً إلى أن الغرب يحلو له ترديد مثل هذه الأقاويل، لأنه لا يريد إسقاط النظام، الذي يعمل منذ أكثر من أربعين عاماً على حماية أمن إسرائيل، نافياً أي وجود لما يسمى القاعدة في سوريا، وأن معركة التحرير يقودها أبناء سوريا من الشرفاء والمقاتلين الشجعان.

إئتلاف للمعارضة

وفي ما يخص خلافات المعارضة السورية في الخارج، وعدم جاهزيتها لتولي قيادة البلاد في حالة سقوط نظام الأسد، قال الناشف إنه لا بد من الإعتراف بأن أي فصيل معارض لا يمكنه قيادة البلاد في المرحلة الانتقالية بمفرده.

حلب.. المعركة الفاصلة

مشيراً إلى ضرورة إقامة إئتلاف للمعارضة يضم فصائل الخارج والداخل من أجل الإعداد لمرحلة ما بعد الأسد، وتشكيل حكومة إنتقالية تدير المرحلة الإنتقالية، على أن تكون الفصائل الميدانية في طليعة المشاركين في تلك الحكومة، تتكون من الجيش الحر والمجالس العسكرية التي تقاتل على الأرض لتحرير سوريا حالياً، إضافة إلى أطراف المعارضة السياسية في الداخل والخارج.

مشدداً على ضرورة أن تتولى هذه الحكومة عملية وضع دستور جديد للبلاد، وتنظيم انتخابات برلمانية ثم رئاسية. وأضاف الناشف أنه كلّما اقتربت مرحلة الحسم في عمر الثورة تجد المعارضة نفسها أكثر تماسكاً من أجل الوصول إلى بر الأمان.

لا لحكومة طلاس

ورفض الناشف السيناريو الذي يتحدث عن حكومة انتقالية برئاسة العميد مناف طلاس، وقال إن سيناريو طلاس مطروح على الساحة السياسية منذ انشقاقه، معتبراً أن المعارض السوري بشير كيلو أول من دعا إلى هذا السيناريو، ولفت إلى أن هذا الأمر ليس مطروحاً من المعارضة السورية، بل ترفضه بشكل تام.

وأضاف أن مناف طلاس كغيره من الضباط جاء انشقاقه متأخراً عندما ترنح النظام وبدأت مرحلة الإنهيار، وقال إن مستقبل الثورة السورية ومستقبل البلاد يحدده الشارع السوري وحده، مشيراً إلى أنه هو من سيحدد طريقة التعامل مع أركان ورموز النظام، بمن فيهم المنشقون، إما أن يحاكمهم أو يعفو عنهم، مشيراً إلى أن إنشقاق طلاس أضرّ بالنظام السوري، لكنه لم يفد الثورة كثيراً، لاسيما أن النظام بدأ فعلياً في الانهيار.

الدولة العلوية

ورداً على سؤال حول ما يثار عن قرب إقامة دولة للعلويين في سوريا في حالة عجز النظام عن السيطرة على البلاد، قال الناشف إن هذا السيناريو قائم بالفعل، ويجرى تفريغ الكثير من المدن والقرى من أهلها غير العلويين، وتهجيرهم منها قسرا، معتبراً أن هذا السيناريو تم تنفيذه بالفعل في حمص، واللاذقية وطرطوس.

ولفت إلى أن المجازر التي وقعت في الحولة وحماة كان الهدف منها إثارة الذعر في قلوب السوريين من غير الطائفة العلوية وإجبارهم على الرحيل، ولفت إلى أن المعارضة تعلم جيداً خطورة على السيناريو على مستقبل سوريا، وقال إن هذا السيناريو يجري بدعم من إيران التي تريد أن تقيم دولة للشيعة في سوريا، ويجري بدعم من إسرائيل والغرب أيضاً، لأنهم يريدون الإبقاء على هذا النظام، من أجل حماية إسرائيل، وعدم المطالبة بالجولان. مشدداً على أن السوريين لن يسمحوا بحصول هذا السيناريو، وسوف يحرصون على أن تظل سوريا دولة موحدة.