تاريخ النشر: الأحد 13 أيار(مايو) 2012 - الساعة 8:36 غرينتش
سقط 14 جريحًا، بينهم عسكريان، ليل الاحد الاثنين في المواجهات المستمرة في طرابلس في شمال لبنان بين مجموعات مسلحة من السنة والعلويين، بحسب ما أفاد مصدر أمني وبيان للجيش اللبناني.
بيروت: قتل خمسة اشخاص منذ صباح الاثنين في الاشتباكات المستمرة بين سنة وعلويين في مدينة طرابلس في شمال لبنان، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.
وقال المصدر ان اربعة قتلى سقطوا في منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية المؤيدة للنظام السوري، فيما قتل آخر في منطقة المنكوبين المتاخمة لمنطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية المؤيدة لحركة الاحتجاج السورية.
وبذلك ترتفع حصيلة المواجهات التي اندلعت السبت الى ثمانية قتلى، بينهم ضابط في الجيش، وعشرات الجرحى، بينهم عسكريان.
وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان الرشاشات وقذائف الار بي جي تستخدم في الاشتباكات، فيما يقطع رصاص القنص الطريق الرئيسية التي تربط طرابلس، اكبر مدن الشمال، بمحافظة عكار والحدود الشمالية مع سوريا.
وسجلت حركة نزوح من المناطق القريبة من خط المواجهة ومن منطقة القبة شرق مدينة طرابلس، بينما بدت الحركة مشلولة في الاحياء والشوارع المجاورة لمناطق الاشتباكات.
ويتواجد الجيش اللبناني في المنطقة الفاصلة بين جبل محسن وباب التبانة وعلى اطراف المنطقتين.
وقتل شخص وأصيب تسعة آخرون بجروح صباح اليوم الاثنين في الاشتباكات المستمرة بين سنة وعلويين في مدينة طرابلس في شمال لبنان. وقال المصدر إن القتيل سقط في منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية المؤيدة للنظام السوري حيث جرح ايضًا سبعة أشخاص، فيما جرح شخصان في منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية المؤيدة لحركة الاحتجاج السورية.
وتسببت الاشتباكات ليلاً بإصابة 14 شخصًا بجروح، بينهم عسكريان. وقال مصدر أمني إن بين الجرحى اطفالاً وامرأة. وذكر بيان صادر عن قيادة الجيش-مديرية التوجيه أن quot;دورية من الجيش تعرضت أثناء قيامها بفتح الطريق الرئيسية بين محلتي باب التبانة وجبل محسن، لاطلاق نار من عناصر مسلحة ما ادى الى جرح عسكريين اثنين واصابة بعض الآليات بطلقات ناريةquot;.
واشار البيان الى أن قوى الجيش quot;ردت على مصادر النيران بالمثل، وهي تعمل على معالجة الوضع وملاحقة الفاعلينquot;. وبذلك ترتفع حصيلة المواجهات التي اندلعت السبت الى اربعة قتلى، بينهم ضابط في الجيش، و40 جريحًا.
وافاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان أن quot;تبادل اطلاق النار بالرشاشات مستمر وأن هناك قصفًا متقطعًا بقذائف الار بي جي وقنصًاquot;. وبسبب القنص، قطعت الطريق الرئيسية التي تربط طرابلس، اكبر مدن الشمال، بمحافظة عكار والحدود الشمالية مع سوريا.
ويتواجد الجيش اللبناني في المنطقة الفاصلة بين جبل محسن وباب التبانة وعلى اطراف المنطقتين. وعقد اجتماع في طرابلس الاحد ضم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المتحدر من المدينة وفاعليات سياسية وأمنية ودينية، تم خلاله الاتفاق على نشر الجيش في الاحياء التي شهدت مواجهات. الا أن تبادل اطلاق النار لا يزال يحول دون انتشار كامل للجيش في هذه المناطق.
وبدأت الاشتباكات بعد مواجهة مساء السبت بين الجيش اللبناني وشبان اسلاميين كانوا يتظاهرون في طرابلس، مطالبين بالافراج عن شادي المولوي (27 عامًا)، المتهم بـ quot;التواصل مع تنظيم ارهابيquot;، والذي كان اوقف قبل ساعات.
وكان رجل قضى صباح الاحد في باب التبانة اثناء مواجهات بين سكان هذا الحي، وبين سكان حي جبل محسن حيث غالبية السكان من العلويين المؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقتل احد سكان حي القبة ذي الغالبية السنية مساء السبت اثناء صدامات مماثلة اسفرت ايضًا عن اصابة 14 شخصًا بجروح.
عناصر من الجيش اللبناني منتشرون في طرابلس |
وكان مئة من الشبان الاسلاميين نصبوا السبت خيامًا عند المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس وحملوا رايات سوداء كتب عليها عبارة quot;لا اله الا الله محمد رسول اللهquot;، اضافة الى العلم السوري القديم الذي يستخدمه معارضو النظام في سوريا المجاورة.
وكانوا تجمعوا للمطالبة بالافراج عن شادي المولوي (27 عامًا) الذي اعتقلته السلطات بتهمة quot;تواصله مع تنظيم ارهابيquot;. واكد المتظاهرون من جهتهم أن المولوي من انصار الحركة الاحتجاجية في سوريا.
ولبنان منقسم بين المعارضة التي تدعمها واشنطن وتناهض النظام السوري، وبين معسكر موالٍ للنظام السوري وأحد ابرز اركانه حزب الله الذي يحظى بدعم دمشق وطهران.
وبدأت أحداث المواجهات التي يخشى تصاعدهامع اعتقال الشاب شادي المولوي على يد عناصر من جهاز الأمن العام، الذي قال في بيان رسمي إنه quot;بعد متابعة دقيقة قام بها مكتب شؤون المعلومات في المديرية، وبإشراف القضاء المختص، تمت ملاحقة المدعو شادي المولوي وتمكنت من توقيفه أثناء خروجه وعلى مدخل مركز الخدمات الإجتماعية التابع للوزير محمد الصفدي (وزير الاقتصاد) في طرابلس، وقد اقتيد الموقوف إلى التحقيق بتهمة تواصله مع تنظيم إرهابي.quot;
ولكن مكتب الوزير الصفدي أصدر بياناً نفى فيه ما أفاد به الأمن العام، وقال إن مولوي quot;استدرجquot; إلى مركز الخدمات الاجتماعية بواسطة اتصال هاتفي به بحجة منحه مساعدة صحية، مضيفاً أنه بعد دقائق من وصوله فوجئ الموظفون بدخول عناصر مسلحة من الأمن العام في طرابلس من دون إذن أو سابق إنذار.
وأضاف البيان أن العناصر الأمنية عمدوا إلى quot;توقيف المواطن وإخراجه بالقوة إلى جهة مجهولة ما اثار ذهول الموظفين والمواطنين الموجودين في مكتب الخدمات،quot; مشيراً إلى أن الوزير الصفدي quot;يربأ بجهاز الأمن العام استخدام مثل هذه الأساليب المستهجنة، ويعتبر أن هذه التصرفات مرفوضة رفضاً تاماً وهي تشكل خرقاً للقوانين.quot;
وأعقب ذلك خروج تظاهرات في مناطق عدةفي طرابلس، وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن معظم طرق طرابلس قطعت بالإطارات المشتعلة والسيارات، حيث نزل شبان المدينة الى الشوارع في مناطق، محتجين على توقيف المولوي، وطالبوا بالإفراج عنه فورًا، مهددين بخطوات تصعيدية.
واعتصم عدد من شبان طرابلس في ساحة عبد الحميد كرامي بجانب السرايا وقاموا بقطع الطريق الدولية في الاتجاهين. وبعد ذلك، صدرت بيانات تنديد من جهات عدة، بينها quot;اللقاء الإسلامي الوطنيquot; الذي انتقد طريقة اعتقال المولوي.
وطالبوا المعتصمين بالتروي والعمل سريعًا على فتح كل طرقات المدينة، وأصدروا بياناً قالوا فيه: quot;إذا كان الأمن العام يتابع الإرهاب فإننا نعلم أن هناك مطلوبين في جريمة العصر التي استهدفت الشهيد رفيق الحريري، ومعلوم لدى الجميع مكان وجود المطلوبين ومعروف من يحميهم،quot; بإشارة إلى المطلوبين الأربعة الذين يعتقد أنهم من عناصر حزب الله.
كما ندد البيان بما قال عنه quot;إنه ظلم لاحق بالإسلاميين في السجون اللبنانية،quot; داعين إلى quot; ضرورة وقف الممارسات الأمنية غير المسؤولة والتوقف عن استهداف طرابلس والساحة السنية بشكل عام.quot;
كما أصدر رئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، بياناً قال فيه إنه quot;لا يجوز تصوير مدينة طرابلس وكأنها خارجة على الشرعية والدولة،quot; محذرًا من quot;الانجرار إلى منطق الشارع الذي لا يتلاءم مع قيم طرابلس ومبادئها.quot; بينما طالبمؤسس التيار السلفي في لبنان، الشيخ داعي الاسلام الشهال، بـquot;الإفراج الفوريquot; عن مولوي.
وسرعان ما توتر الوضع الأمني بعد اندلاع اشتباكات بين منطقتي التبانة وجبل محسن عند الثانية من بعد منتصف الليل بسبب سقوط قذيفة في محلة quot;البقارquot; وأعقب ذلك إطلاق الرصاص بين المنطقتين طوال ساعات الليل وحتى صباح الأحد.
وبحسب الوكالة، فقد قتل أحد العسكريين بعملية قنص في أثناء وجوده داخل سيارة في طرابلس، كما قتل شاب يدعى محمود الدهيبي، وآخر جرى التعريف عنه باسم عيسى علي، بينما نقلت سيارات الإسعاف عددًا من الجرحى إلى المستشفيات.
وقال النائب السابق عن طرابلس، مصطفى علوش، والقيادي في تيار المستقبل صاحب النفوذ الكبير في المدينة، إن إطلاق النار توقف مع تراجع حدة الاشتباكات الكبيرة بين الأطراف الموجودة، ولكنه لم يستبعد استمرار حصول بعض الرشقات النارية وأعمال القنص quot;فالوضع متوتر وليس هناك من تهدئة كاملة بعد.quot; ونفى علوش وجود أي علاقة لتيار المستقبل بما جرى على الأرض، وحذر من صعوبة التوصل إلى حلول في القضايا العالقة.
وقال علوش، في اتصال مع CNN بالعربية: quot;ليس هناك من حل في الأفق بالنسبة إلى قضية الشاب مولوي، الذي تعرض للاختطاف من قبل الأمن العام، إذ يجب الإفراج عنه وحصول الإجراءات بشكل صحيح، وهذا الأمر سيخفف من التوتر، أما بالنسبة إلى الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة فالوضع في تلك المنطقة مرتبط بالأزمة في سوريا والوضع فيها، ما يجعل الحل في تلك المنطقةمرتبطاً بالتطورات الإقليمية.quot;
وأضاف علوش: quot;الوضع ككل مرتبط بما يجري في سوريا على صعيد التوتر الدائم الحاصل، ولكن ليس لدينا تأكيد أن ما جرى كان محالة لتفجير الوضع بشكل كامل أم أنه مجرد حادث، ولكن الطريقة التي جرى من خلالها توقيف مولوي تثير الكثير من علامات الاستفهام وتطرح إمكانية وجود إرادة لتخريب الوضع الأمني، أما بالنسبة إلى الوضع في جبل محسن فهو مفتوح أمام كل من يريد التفجير وإحداث الأزمات.quot;
ولفت علوش إلى أن الاعتصام في المدينة مستمر، ولكن بشكل رمزي، مضيفاً أن الطرقات باتت مفتوحة بعد أن جرى إغلاقها بشكل متزامن من قبل مجموعات من الشبان التي كانت تتواصل مع بعضها.
أما النائب خالد الضاهر، عضو كتلة تيار المستقبل والذي يرتبط بصلات مع التيارات الإسلامية في منطقة شمال لبنان فقد قال لـCNN بالعربية إن الأمور متوترة للغاية، متهماً من وصفه بـquot;الفريق المسيطر على منطقة جبل محسنquot; بممارسة القنص على المناطق المجاورة، في إشارة إلى التيارات السياسية التي تمسك بالوضع في تلك المنطقة ذات الغالبية العلوية.
وأضاف الضاهر: quot;لدينا الآن ثلاثة قتلى وأكثر من أربعة جرحى بسبب القنص على التبانة والبقاء، ونطلب من الجيش التدخل ووقف المتسببين الذين يقومون بتنفيذ أجندات النظام السوري.quot;
وعن هوية الجهات التي نفذت الاعتصام في طرابلس قال الضاهر: quot;هناك رجال دين وأئمة مساجد لهم دورهم في المدينة اعترضوا على أسلوب اعتقال الناس وممارسة التشبيح والتوقيفات العشوائية في طرابلس، وهم من تعرضوا للاعتداء من خلال إطلاق النار عليهم ليلاً، ويجب أن نعرف من يريد خطف المدينة إلى هذه الأجواء لأنه للأسف النظام السوري الذي يقوم بتفجير الأوضاع من خلال مليشيات جبل محسن.quot;
ولم يعترض الضاهر على إحالة مولويإلى القضاء بشكل طبيعي إذا كانت هناك ارتباكات قد أقدم عليها، مضيفاً: quot;يجب أن يتم ذلك من خلال القضاء، أما أسلوب العصابات بخطفه وإهانة نائب المدينة ووزير الاقتصاد، محمد الصفدي، باستدراجه إلى مكتبه من أجل تقديم مساعدات لابنته الحديثة الولادة واعتقاله داخل المكتب بعد ضرب الموظفين فيه فهذا يدل على أن بعض الأجهزة الأمنية تنفذ أجندة النظام السوري.quot;
واعتبر الضاهر أن quot;الساحة السنية ليست ساحة مفتوحة لمن يريد استهدافها والإساءة إليها، ويجب على الجميع أن يعرف ذلك،quot; مشيراً إلى أن الدولة اللبنانية تعجز عن دخول مناطق محسوبة على فئات أخرى، فالدولة ممنوعة من دخول مربعات أمنية لبعض القوى السياسية التي تتحدث اليوم باسم لبنان، فهل إهانة الدولة والجيش من قبل الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، وحصول عمليات خطف وتنفيذ مهام استخباراتية وسرقة سيارات أمر مباح؟quot;
التعليقات