حسن نصر الله خلال مشاركته في مسيرات الإثنين

رحل قداسة البابا عن لبنان، فانقضت فترة السماح الهادئة، وعاد لبنان إلى غليانه السياسي، خصوصًا بعد تأكيد قائد الحرس الثوري وجود عناصره في سوريا ولبنان، ما نفاه السفير الإيراني. وكانت المفاجأة الكبرى ظهور حسن نصرالله شخصيًا ليخطب في حشود ملعب الراية المحتجة على براءة المسلمين.


أمين الجميل
عقد رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل مؤتمرًا صحفياً في دارته في بكفيا، تناول فيه أهم الأحداث الجارية على الساحتين اللبنانية والاقليمية، خصوصًا زيارة قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر إلى لبنان، التي وصفها الجميل بأنها كانت quot;جيدة جدًا وناجحةquot;.
ابتدأ الجميل مؤتمره الصحفي متوقفًا عند خطف المواطن يوسف بشارة، ومتضامنًا مع أهله، مؤكدًا أن نجله النائب سامي الجميل quot;يقوم بكل جهوده لكي يتحررquot;. وأضاف: quot;أصبحت عملية الخطف حالة منتظمة وكأنها حالة طبيعية في لبنان، تحدث وكأن شيئًا لم يكن، وهذا شيء غير مقبول ولم نتعود عليهquot;، مطالبًا الأجهزة الأمنية بذل كل الجهود لوضع حد لهذه الظاهرة.

مسؤولية مضاعفة
ثم تطرق الجميل مطولًا لزيارة البابا إلى لبنان، التي كانت موجهة الى كل ابناء المنطقة وكانت دعوة الى السلام والتلاقي والى السلام وهذا لا يهم المسيحيين فقط في الشرق وانما يهم كل انسان في العالمquot;.مثمنًا لقاء اللبنانيين مع قداسته، quot;وقد كنا في أمس الحاجة إليه في ظل القلق وعدم الطمأنينة حيث اتى البابا ليقول لنا لا تيأسوا ولا بد ان تنجلي الحقيقة وتنعم المنطقة بالسلام المنشودquot;. وسأل اللبنانيين تلقف معنى رسالة البابا الوجدانية التي تتسع على مساحة لبنان، داعيًا لتحرك على صعيد لبنان والمنطقة لحث الأنظمة الناتجة عن الثورات العربية على العمل وفق ثقافة الحرية والديمقراطية والحوار.
وحول الرسالة التي شكلتها هذه الرسالة، قال النائب وليد جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريد الأنباء الناطقة باسم الحزب التقدمي الاشتراكي، إن المسؤولية على اللبنانيين مضاعفة لتلقف مضامين الارشاد الرسولي وترجمته في سعي حثيث لإزالة مخاوف شرائح كبيرة من اللبنانيين، لا سيما المسيحيين منهم، بهدف الخروج التدريجي من عقدة الخوفquot;.

نصرالله يحتج شخصيًا
وعلى الضفة السياسية اللبنانية الأخرى، كانت المفاجأة اليوم إطلالة مباشرة لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على المحتشدين في ملعب الراية بالضاحية الجنوبية، تلبية لدعوة حزب الله للتظاهر السلمي احتجاجًا على نشر فيلم quot;براءة المسلمينquot; المسيء للرسول (ص). فقد فاجأ نصرالله الجمع الغفير وأطل عليهم ليكون بينهم، بعدما انتظروه على الشاشة العملاقة كالمعتاد.
وفي خطاب مزج بين الحماسة والتميّز، نصح نصرالله الولايات المتحدة أن تفهم quot;أن بث الفيلم كاملًا سيكون له في العالم تداعيات خطيرة جدًاquot;، وجدد الدعوة لسنّ قرار دولي وقوانين وطنية تجرم الإساءة للأديان السماوية.
وكان نصرالله قد ظهر في كلمة متلفزة مساء الأحد الفائت، بعد مغادرة قداسة البابا لبنان، داعيًا أنصاره لسلسلة من التظاهرات الاحتجاجية السلمية رفضًا لهذا الفيلم. هذه الكلمة التي انتقدها الجميل في مؤتمره الصحفي، قائلًا إن هذا الخطاب quot;كأنه يريد ضرب الطمأنينة التي حصل عليها الشعب اللبناني جراء زيارة الباباquot;، مستنكرًا في الوقت نفسه quot;كل الإساءات التي حصلت للنبي محمد وللدين الإسلاميquot;.
واستمر الجميل في انتقاد المظاهرات التي عمت بعض المناطق اللبنانية، متسائلًا: quot;هل بهذه الطريقة ندافع عن القرآن وعن النبي؟ نعلم أن في طرابلس قتل أحد الأشخاص وجرح عدد كبير من المواطنين، فهل يا ترى أفاد هذا الشيء القرآن والرموز الإسلامية؟quot;
والجدير بالذكر أن مظاهرات غاضبة في طرابلس خرجت يوم الجمعة الماضي وأحرقت مطعم quot;كانتاكيquot;، ما أدى إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى. وهذا ما حدا بالجميل إلى سؤال السيد نصرالله إن كان يستطيع أن يضمن بقاء المظاهرات التي يدعو إليها ضمن الإطار السلمي.

لا إيراني في لبنان
إلى ذلك، أثار تصريح القائد الأعلى للحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري، حول وجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان بصفة مستشارين، مواقف رافضة أبرزها موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي بادر إلى طلب توضيح رسمي إيراني عن وجود عناصر إيرانية في لبنان، وذلك في لقاء مع السفير الإيراني لبنان، محمد ركن ابادي.
وكان أبادي قد نفى وجود اي عناصر تابعة للحرس الثوري افيراني على الأراضي اللبنانية، واضعًا جواب القائد الإيراني في الفلك السوري. إلا أن الجميل استذكر عهده الرئاسي، يقول: quot;وصلتني حينها تقارير بوجود قوات نظامية غير لبنانية على الأراضي اللبنانية، وقد اخذنا القرار في سحب السفراء الإيراني والليبي من لبنان وهذا الأمر يبقى في رسم الرئيس ميشال سليمانquot;.

طيران سوريا يقصف عرسال
وعلى الحدود اللبنانية السورية، استمر انهمار القذائف السورية على القرى اللبنانية المجاورة للحدود، وهذا ما أثار حفيظة الجميل الذي قال: quot;هل يا ترى الإنتصار على وادي خالد والقاع هو انتصار للنظام السوري على الشعب السوري؟ لقد آن الآوان لأن نضع حدا لهذه الممارسات، لا سيما وإننا نعلم الهيجان الإسرائيلي الذي يضعنا كل يوم في هاجس العدوان، وهذا الأمر لا يخدم مصلحة لبنان وعلينا ان نعتبر مصلحة لبنان فوق اي مصلحة اخرى. فاذا سقط الهيكل لن يوفر اي مذهب او دين . كحزب كتائب مستنفرين بالكامل لمواجهة هذه التحديات وهذا الأمر يتطلب مزيدا من التوحدquot;.
وكانت الطائرات الحربية السورية قد قصفت عرسال، في تطور يأذن بتصعيد جديد في العلاقات اللبنانية السورية المتأزمة أصلًا على خلفية قضية سماحة ndash; السيد ndash; مملوك، التي تبدو أن فصولها مرشّحة للتصاعد في الأيام القليلة المقبلة، خصوصًا في ظل معلومات متواترة باحتمال إلقاء القبض على مدير عام الأمن العام السابق جميل السيد.