صورة علوية للقاعدة العسكرية في مدينة السفيرة السورية

أجرت سوريا أواخر شهر آب اختبارات لنظم إطلاق خاصة بالأسلحة الكيميائية في الصحراء حسب تقارير صحافية، مع الاشارة الى معلومات عن مشاركة ضباط ايرانيين قد يكونوا أعضاء في الحرس الثوري في هذه التجارب.


القاهرة: أفادت روايات لشهود عيان بأن الجيش السوري أجرى أواخر شهر آب (أغسطس) الماضي اختبارات لنظم إطلاق خاصة بالأسلحة الكيميائية في الصحراء. وقد أجريت تلك الاختبارات على ما يبدو بالقرب من أكبر منشأة لتلك النوعية من الأسلحة في مدينة السفيرة.

ويعتقد، وفقا لما ذكرته مجلة دير شبيغل الألمانية في هذا الصدد، أن الجيش السوري أجرى اختبارات خاصة بنظم الصواريخ لقذائف الغاز السام نهاية آب (أغسطس) الماضي.

وقال شهود عيان للمجلة إن الاختبارات أجريت بالقرب من مركز بحوث أسلحة كيميائية في مدينة السفيرة ( شرق حلب )، وأن إجمالي خمس أو ست قذائف فارغة تم تطويرها لنقل العناصر الكيميائية قد تم إطلاقها بواسطة دبابات وطائرة في موقع يطلق عليه درايهام في الصحراء على مقربة من إحدى القرى تعرف باسم quot;خناصرquot;.

وأشارت المعلومات التي نجحت المجلة في التحصل عليها إلى أن ضباط إيرانيين يعتقد أنهم أعضاء بالحرس الثوري الإيراني قد سافروا إلى هناك بمروحيات من أجل المشاركة في تلك الاختبارات. هذا ويعتبر مركز أبحاث السفيرة أكبر مقر اختبارات بسوريا للأسلحة الكيميائية. ويشار إليه رسمياً باعتباره quot;مركز بحوث علميquot;.

ويتردد، بحسب المجلة، أن علماء من إيران وكوريا الشمالية يعملون في ذلك المجمع الواسع المسيج، ويقومون بتطوير عناصر كيميائية مثل السارين والتابون وغاز الخردل، ويختبروها على الحيوانات، وفقاً لتأكيدات وكالات استخباراتية غربية.

ورغم أهمية ذلك المجمع، إلا أن المجلة أفادت بأن الثوار لا يخططون للاستيلاء عليه، ونقلت عن ضابط سابق في الجيش النظامي التحق قبل فترة بالجيش السوري الحر، قوله quot; نأمل أن تقوم القوات الأميركية بتأمين المحطة. فنحن لا نريد أن يتمكن النظام من استخدام الأسلحة، ولا نريدها أن تسقط أيضاً في يد المتطرفين بعد سقوط النظامquot;.

ولفتت في غضون ذلك صحيفة جيروزاليم بوست العبرية التي تصدر باللغة الإنكليزية إلى تفاصيل تقرير مجلة دير شبيغل، مؤكدةً أن سوريا عززت الناحية الأمنية عند المركز البحثي، وبذلت جهوداً من أجل تأمين إمدادات الكهرباء الموجودة هناك في الأشهر الأخيرة، وذلك تحسباً لاحتمالية قيام الثوار بشن هجوم في أي وقت.

وسبق للولايات المتحدة وإسرائيل أن عبرتا عن المخاوف التي تراودهما بشأن احتمالية وقوع المخزون السوري من الأسلحة الكيميائية في أيدي عابثة أو أن يتم استخدامها من جانب الرئيس السوري بشار الأسد في سحق الانتفاضة المشتعلة في البلاد.

وقد حذر الشهر الماضي الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن ظهور أي علامة تدل على أن الأسد بدأ يستعين بالأسلحة، أو بدأ في نقلها، سيكون quot;خط أحمرquot; من شأنه أن يثير التدخل العسكري من جانب الولايات المتحدة في ذلك الصراع القائم هناك.

وسبق لوزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، أن قال في تموز/ يوليو الماضي، إن إسرائيل ستتخذ إجراءات عسكرية إن لزم الأمر، لمنع وصول أسلحة سوريا الكيميائية لحزب الله.