اعلنت هيئة التنسيق الوطني السورية المعارضة اختطاف اثنين من قيادييها لدى مغادرتهم مطار دمشق الدولي اثر عودتهم الى العاصمة من الصين التي اجروا فيها مباحثات مع مسؤوليها حول تطورات الأوضاع السورية، فيما حمل المرصد السوري لحقوق الانسان السلطات السورية مسؤولية الحفاظ على حياتهم والافراج الفوري عنهم.

اجتماع سابق لهيئة التنسيق الوطنية

وقال المكتب الاعلامي للهيئة اليوم الجمعة ان خمسة من اعضائها قد عادوا الى دمشق الليلة الماضية قادمين من جمهورية الصين الشعبية التي اجروا مباحثات مع المسؤولين فيها حول تطورات الاوضاع في سوريا وإثر مغادرتهم مطار دمشق الدولي على متن سيارتين وصلت إحداهما لكنه تم فقد الاتصال بالسيارة الثانية التي يستقلها الدكتور عبد العزيز الخير رئيس مكتب العلاقات الخارجية في الهيئة وإياس عياش عضو المكتب التنفيذي للهيئة والقيادي في حركة الاشتراكيين العرب وعضو الهيئة ماهر طحان الذي حضر الى الى المطار لاصطحابهم، ولم يعد لدى الهيئة وعائلاتهم أي اتصال معهم.

واضافت الهيئة انها باشرت على الفور اتصالاتها بكل الأطراف المعنية للاطمئنان على مكان وسلامة الأشخاص الذين استقلوا السيارة quot;إلا أنها لم تتمكن حتى اللحظة من معرفة ما حدث وبالضبط بما يضمن لها معرفة مكان ومصير الزملاء الثلاثةquot;، كما قالت في بيان تسلمته quot;ايلافquot; الجمعة. واوضحت أنها تأخرت في نشر الخبر quot;أملا في معرفة ما حدث، وباشرنا بإعلام عدد من سفارات الدول الصديقة وعدد من الشخصيات الوطنية والعربية داخل وخارج البلادquot;.

وحذرت من quot;أن أي تعدٍ على حرية وسلامة إياس عياش وعبد العزيز الخير وماهر طحان هو تعد على سلامة المواطنة والالتزام الأخلاقي والسياسي بقضايا الإنسان السوري وحقه الطبيعي في الأمن والحرية والكرامةquot;. وطالبت quot;كل من يستطيع وضع حد لاختفاء المواطنين الثلاثة أن يقوم بما يحتمه عليه واجبه الوطني في احترام الآخر وضمان حريته وسلامته. فأية اساءة تصيب زملاءنا من أية جهة كانت تشكل اساءة لسوريا وسمعتها ولحمة أبنائها في وقت تحتاج سوريا فيه لهذه الرموز الكبيرة التي تشكل مصدر اعتزاز لكل سوري بغض النظر عن انتمائه السياسي أو الجغرافي أو الطائفيquot;.

وحملت هيئة التنسيق الوطنية الجهة التي قامت باختطاف الثلاثة، كامل المسؤولية الأخلاقية والقانونية والسياسية عن كل أذى يمكن أن يصيبهم وطالبت بمعرفة كل ملابسات فقدان التواصل معهم مهما كانت الدوافع والأسباب وعودتهم فورًا لأهلهم آمنين.

ومن جانبه اوضح المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اكد عملية الاختطاف أن عبد العزيز الخير من مواليد مدينة القرداحة واعتقل في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد في شباط فبراير عام 1992 بتهمة الانتساب الى حزب العمل الشيوعي وخرج من الاعتقال في عهد الاسد الابن في نهاية عام 2005.

وحمل المرصد السوري لحقوق الانسان السلطات السورية مسؤولية الحفاظ على حياته والافراج الفوري عنه وعن رفيقيه ماهر طحان واياس عياش.

وكان وفد الهيئة قد اجتمع الاثنين الماضي في بكين مع وزير الخارجية يانغ جيتشي، ووفد هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي إحدى المنظمات المعارضة في سوريا كانبرئاسة المنسق العام حسن عبد العظيم الزائر للصين بناء على دعوة من جمعية الشؤون الخارجية للشعب الصيني.

وأوضح يانغ جيتشي رؤية الصين وموقفها من الوضع الراهن في سوريا.

مشيرًا إلى أن الوضع الراهن في سوريا بات أكثر خطورة، ولكن اللجوء إلى القوة لن يحل المشكلة، وينبغي التمسك بالحل السياسي كالتوجه الصحيح بموقف ثابت لا يتزعزع. واشار الى أنه يتعين على الأطراف المعنية السورية إجراء التعاون الإيجابي مع جهود الوساطة التي يقوم بها الممثل الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي، ونبذ أعمال العنف بكافة أشكالها، وإطلاق الحوار السياسي ودفع عملية الانتقال السياسي في أسرع وقت ممكن.

واكد على ضرورة احترام إرادة الشعب السوري وخياره احترامًا كاملاً، وقال إن عملية الانتقال السياسي ينبغي أن يقودها الشعب السوري ولا يجوز فرضها من الخارج.

واضاف أن الصين تحترم وتدعم أي حل سياسي طالما حظي بالقبول الواسع النطاق من قبل الأطراف المعنية السورية. وقال إن الصين تهتم بالدور الهام الذي تلعبه quot;هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطيquot; في المسألة السورية، وتستعد للحفاظ على الاتصالات معها.

ومن جهته شرح حسن عبد العظيم المبادرة ذات النقاط الاربع المطروحة من قبل هيئة التنسيق والتي تشمل وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين وضمان دخول المساعدات الإنسانية وإطلاق عملية الانتقال السياسي، وأكد على أن الهيئة تدعو إلى حل المسألة السورية سياسيًا وتدعم وساطة الممثل الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي.