يتضح من معلومات جديدة أن الولايات المتحدة خططت لنشر قوات خاصة في ليبيا لحماية مصالحها وان سلاح البحرية الأميركية اخطر الكونغرس بأن القنصلية في بنغازي تحتاج إلى حراسة أكثر.


كشفت مصادر من سلاح مشاة البحرية الأميركي أنهم كانوا يناقشون مع وزارة الخارجية الأميركية إمكانية نشر قوات مارينز لحماية السفارة الأميركية في العاصمة الليبية طرابلس خلال وقت ما في الأعوام الخمس المقبلة، وذلك قبيل هذا الهجوم الذي وقع يوم الحادي عشر من الشهر الحالي على القنصلية الأميركية في بنغازي.

من اثار الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي

ونوهت في هذا الصدد مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى أن الاهتمام كان قد بدأ يتزايد بالحالة الأمنية حول المقار الدبلوماسية الأميركية في ليبيا، حيث كان يحقق الكونغرس ومعه جهات أخرى بشأن ما إن كانت تلك المنشآت محمية بالشكل الكاف قبل الهجوم الذي أسفر عن مقتل السفير كريستوفر ستيفنز ومعه ثلاثة أميركيين آخرين.

هذا ولم تناقش الخارجية الأميركية تفاصيل وضعيتها الأمنية في ليبيا قبل الهجوم، غير أن سلاح مشاة البحرية قد أخطر موظفي الكونغرس بالموضوع، كما وضح على سبيل المثال في رسالة عبر البريد الإلكتروني بتاريخ الـ 13 من الشهر الجاري.

حيث كتب فيها الكولونيل هارولد فان أوبدروب، مدير مكتب الاتصال بين سلاح البحرية ومجلس الشيوخ، في تلك الرسالة quot;حين تم تأسيس سفارة جديدة، تم استغراق بعض الوقت لتكوين كتيبة جديدة (جماعة أمنية تعني بتوفير الحماية للسفارة من أفراد مشاة سلاح البحرية). وجنباً إلى جنب مع وزارة الخارجية، كان هناك نقاشاً بشأن إنشاء كتيبة في طرابلس خلال وقت ما في الأعوام الخمسة المقبلةquot;.

ولم ترد الخارجية على التساؤلات التي تحدثت عن المدى الذي وصلت إليه النقاشات الخاصة بنشر قوات مارينز في ليبيا، ومن الجدير ذكره أن فريق quot;FASTquot; التابع للبحرية الأميركية قد توجه إلى ليبيا من اجل توفير الحماية للسفارة في الثاني عشر من الشهر الحالي عقب وقوع الهجوم وقد يبقى هناك لأجل غير مسمى.

وبحسب البحرية الأميركية، فإن من بين المنشآت الأمنية والدبلوماسية الأميركية التي يزيد عددها عن 285 منشأة حول العالم، هناك 152 منشأة يوجد بها كتائب تابعة لسلاح مشاة البحرية، هدفها الأساسي هو حماية المنشآت والمعلومات السرية.

وبحسب ما تحدث أحد المساعدين في الكونغرس إلى فورين بوليسي فان الخارجية الأميركية أحاطت الكونغرس في البداية علماً بأن الموظفين الأمنيين في السفارة يتألفون من قوة أمنية محلية غير مسلحة وستة موظفين مسلحين من الحكومة الليبية.

وأفادت تقارير صحافية يوم الأربعاء بأن العضوين السابقين بفريق SEAL الذين قتلوا في الهجوم لم يكونا جزءًا من الهيئة الأمنية للسفير، لكنهما كانا مكلفان بمسؤوليات أمنية غير محددة ذات صلة بالقنصلية واشتبكوا مع المهاجمين بعد أن بدأت أعمال القتال وقتها.

النيران تشتعل في مقر القنصلية في بنغازي

هذا ومازال يحاول النواب الأميركيون الحصول على تفاصيل متعلقة بالوضعية الأمنية لوزارة الخارجية في ليبيا، وقد طالب بالفعل رؤساء لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ وزارة الخارجية بالتحقيق في الإخفاقات الأمنية التي أحاطت بهجوم بنغازي.

وكان من المقرر أن تخطر هيلاري كلينتون الكونغرس بالموضوع يوم أمس، وسبق لها أن دافعت قبل أيام عن التواجد الأمني في بنغازي بقولها quot;دعوني أؤكد لكم أن جهازنا الأمني في بنغازي كان يضم وحدة من قوات الأمن الحكومية المضيفة، وكذلك قوة حماية محلية من النوع الذي نعتمد عليه في كثير من الأماكن حول العالمquot;.

وأخطر مسؤولو البنتاغون في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء الماضي أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي بتفاصيل متعلقة بالهجمات التي وقعت في ليبيا، والتي عقَّب عليها رئيس اللجنة، باك ماكيون، بقوله إنه كان قلقاً على نحو متزايد بشأن نقص الأمن عند المقرات والمنشآت الدبلوماسية الأميركية في ليبيا.