الرئيس مرسي مطالب بالإعتذار بسبب فشل برنامج المائة يوم

يواجه الرئيس محمد مرسي أزمة شعبية مع قرب نهاية أول مئة يوم من حكمه، إذ وعد خلالها بحل العديد من الأزمات التى تواجه المواطن، من دون أن يشعر هذا المواطن بأي تحسن اقتصادي أو اجتماعي.


القاهرة:طالب عدد من القوى السياسية والتيارات الشعبية بضرورة قيام الرئيس محمد مرسي بتقديم إعتذار رسمي للشعب المصري، بسبب فشل برنامج أول مئة يوم من حكمه، التي وعد الناخبين بحل أزمات القمامة والمرور والإنفلات الأمنى والبنزين ورغيف العيش خلالها. ومع قرب نهاية هذه المئة يوم، لم يشعر المواطن بأي تحسن، بل تعرضت البلاد لأزمة نقص البنزين والسولار.

فليعتذر!

وفقاً لوجهة نظر أبو العز الحريري، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، فإن الرئيس مرسي في مأزق شديد بعدما ألزم نفسه بحل أزمات القمامة والمرور والإنفلات الأمني ورغيف العيش في مئة يوم، quot;وهذا ضرب من الخيال، إذ تحتاج هذه الأزمات لسنوات، ولكن الرئيس اعتقد أن الشعب سينسي وعوده الإنتخابية، تمامًا كما اتبعت جماعته اسلوب تقديم الإغراءات للناخبين على أساس لما ينجح ويتولى السلطة يبقى ربنا يسهلquot;.

وقال الحريري لـ quot;إيلافquot; إن مرسي مطالبٌ حاليًا بالخروج إلى الشعب والإعتذار له رسميًا عن فشله في تنفيذ ما وعد به، وتقديم الأسباب الحقيقية التى حالت دون ذلك، بعيدًا عن مبررات الفشل التي بدأ الاخوان المسلمون يسوقونها كاتهام المظاهرات الفئوية.

وأشار الحريري إلى أن الشعب والقوى السياسية quot;لن تقتنع بمبررات وهمية من قبيل عرقلة الدولة العميقة للبرنامج أو فلول النظام السابق، خصوصًا أن الرئيس أمسك بيده السلطة كاملة بعد شهر، لا وأقال المشير حسين طنطاوي والمجلس العسكري، وجاء بحكومة إخوانية وفريق رئاسي من جماعة الإخوان فلا يوجد ما يبرير الفشلquot;.

لا خطط بل تضليل

اتهم باسل عادل، القيادى بحزب المصريين الأحرار، جماعة الإخوان بالتلاعب بالشعب المصرى في تحديد نهاية هذه المئة يوم. وأضاف لـ quot;إيلافquot; أن الرئيس قال quot;حاسبونى منذ تولى السلطةquot;، بما يعنى أن المئة يوم بدأت من الأول من تموز (يوليو) الماضي. أضاف: quot;خرجت قيادات إخوانية وقالت إن المئة يوم بدأت منذ تشكيل الحكومة، وقيل ايضًا منذ تعيين المحافظين، إلى أن خرج علينا المستشار القانونى للرئاسة وقال إن المئة يوم بدأت منذ إقاله المشير طنطاوى في 12 آب (أغسطس) الماضي.

قال عادل: quot;مهما كان عمليات التضليل التى يقوم بها الإخوان لإخفاء فشلهم في حلّ الأزمات التى أعلن الرئيس عن حلها، فإن المواطن لم يشعر بأى دور للحكومة حتى الآن، فلم تتحسن المعيشة ولم يستتب الأمن، ولم تزد المرتبات كما وعد الرئيس، وهناك تراجع إقتصادي مستمر، ويكفي انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار وأرتفاع أسعار الذهب بشكل مخيف، فحالة البلاد تنحدر نحو الأسوأ بسبب غياب خطط ثابتة للحكومة والرئيس بشأن إدارة البلادquot;.

همّهم السلطة

من جانبه، أكد حسين عبد الرازق، نائب رئيس حزب التجمع، لـ quot;إيلافquot; أن واجب مرسي وجماعة الإخوان المسلمين تقديم الإعتذار للشعب عن فشل برنامج المئة يوم، مشيراً إلى أن الإتهامات التى كانوا يوجهونها لحكومة الجنزورى quot;بإفتعال أزمات السولار والبنزين والإنفلات الأمني لا محل لها من الإعراب بعد اليوم، لا سيما أن الرئاسة والحكومة والمحافظين أيضاً في يد جماعة الإخوان، وقد فشلت في حل أزمة السولار والبنزين أو وضع حدّ للإنفلات الأمنى بالشارعquot;.

ولفت عبد الرازق إلى أن الشعب لم يجد أي نتائج ملموسة بشأن علاج أزمة القمامة والمرور وعودة الأمن وتحسن المعيشة، معتبرًا أن الرئيس إكتفى على مدار الشهور الماضية بتقديم وعود فقط. وأضاف: quot;هم الرئيس وجماعته السيطرة على السلطة من دون النظر لمصالح الشعب، فهم الآن يسعون للحصول على الأغلبية في الانتخابات القادمة وكل تفكيرهم خروج قانون الإنتخابات بما يصب في صالحهم، وصياغة دستور يخدم الرئيس ومستقبل الجماعة ويمكنهم من السلطة أطول فترة ممكنةquot;.

تحسّن ملموس

من جانب الآخر، قال جمال حشمت القيادى بحزب الحرية والعدالة لـ quot;إيلافquot; إن الرئيس مرسي لم يعد بحل جذرى لجميع الأزمات السابقة، ولكنه رأى أن أزمة العيش والقمامة والمرور وعودة الأمن والسولار من الأزمات التى عانى منها الشعب بعد الثورة ، فوعد بأن تكون لها الأولوية في المئة يوم الأولى من حكمه، ليحرز تحسنًا كبيرًا مع نهاية تلك المدة، وهذا ما حدث بالفعل على أرض الواقع. قال: quot;ثمة تحسن كبير بشأن عودة الأمن والمرور ومعالجة القمامة، لكن هذا لا يعني أن كل شيئ على ما يرام، فهناك تقصير بدليل ما نعانيه حاليا من أزمة نقص السولارquot;.

وأضاف حشمت: quot;هناك عوامل أخرى تقف دون تحقيق الحكومة أعلى درجات الأداء، ومنها تعطيل الإنتاج بالوقفات الإحتجاجية اليومية، فلا بد أن يعرف الشعب أن الرئيس مرسي تولّى السلطة والبلاد في خراب إقتصادي، ورفع المرتبات أمر صعب تحقيقه اليوم فالموازنة العامة لا تتحمل هذه الأعباءquot;.