دايتون: كاثي لانكفورد المتقاعدة المتواضعة في ولاية اوهايو شمال الولايات المتحدة غير مدركة ان كلا من المرشحين للرئاسة الاميركية الديموقراطي باراك اوباما والجمهوري ميت رومني ينفق ثروات طائلة لاقناعها، هي والوسطيون مثلها، بالتصويت له في 6 تشرين الثاني/نوفمبر.
وبدأ الجمهوري رومني الثلاثاء جولة بالحافلة تستمر حتى الاربعاء في هذه الولاية الواقعة في وسط غرب الولايات المتحدة والتي تعتبر حاسمة في الانتخابات الرئاسية في وقت تفيد استطلاعات الرأي حاليا ان الرئيس المنتهية ولايته يتقدم عليه في هذه الولاية.
وهي الزيارة الرابعة لرومني الى اوهايو منذ مؤتمر الحزب الجمهوري لتنصيبه مرشحا رسميا في نهاية اب/اغسطس.
ولم ينتخب اي جمهوري رئيسا للولايات المتحدة بدون الفوز بولاية اوهايو. واخر رئيس ديموقراطي انتخب بدون الفوز في اوهايو كان جون كينيدي عام 1960. وبفضل هذه الولاية ضمن جورج بوش فوزه في عام 2004.
وبالنسبة لميت رومني فان الحاجة ملحة للفوز باوهايو. فقد اظهرت استطلاعات الرأي منذ اشهر ان باراك اوباما يتقدم عليه بفارق 4,4 نقاط في هذه الولاية بحسب متوسط استطلاعات الرأي الاخيرة التي جمعها موقع ريل-كلير-بوليتيكس المستقل.
لكن كبار مستشاري رومني اكدوا الثلاثاء ان استطلاعات الرأي التي تظهر تقدم اوباما على المرشح الجمهوري لا تؤثر على الحملة. وقال المدير السياسي لحملته ريش بيسوم للصحافيين quot;هذا سباق مفتوحquot;.
ويقول ماك مارياني استاذ العلوم السياسية في جامعة كسافيير في سينسيناتي quot;اذا فاز الرئيس في اوهايو فسيكون من شبه المستحيل لميت رومني ان يفوز بالرئاسةquot;.
وعلى غرار عشرات الاف الناخبين الاخرين في اوهايو، فان كاثي وسطية حيث انها دعمت جورج بوش لكنها صوتت لباراك اوباما عام 2008 لانها اعتبرت ان منافسه الجمهوري جون ماكين مسن جدا.
وتعد اوهايو حاليا الكثير من الناخبين مثل كاثي ولذلك اكتسبت لقب ولاية quot;متأرجحةquot;، من ضمن حوالى عشر ولايات تغير مواقفها بين الديموقراطيين والجمهوريين في كل اقتراع رئاسي وترجح لوحدها كفة النتيجة، وفي بعض الاحيان بفارق لا يتعدى الاف الاصوات.
وينتخب الرئيس الاميركي بتصويت كبار الناخبين الذين تعينهم كل ولاية بحصوله على الاصوات ال270 اللازمة. وتعد كاليفورنيا 55 من كبار الناخبين فيما اوهايو ممثلة ب18.
والرهان هو ان تمنح الولايات اصوات كبار ناخبيها quot;كتلة واحدةquot;، لانه يكفي وجود غالبية بصوت واحد لكي تصب كل اصوات كبار الناخبين في مصلحة احد المرشحين.
وهذا ما يحمل على انفاق ملايين الدولارات من اجل اقناع كاثي والوسطيين مثلها.
وحتى الان انفق الجانبان 125 مليون دولار في اعلانات تلفزيونية واذاعية على غرار ما انفقا في فلوريدا (129 مليون دولار) بحسب الارقام التي جمعتها quot;سي ام جي دلتاquot; وquot;ان بي سي نيوزquot;.
وكاثي لم تحسم امرها بين المرشحين، خلافا للعديد من الديموقراطيين او الجمهوريين في الولاية. وتقول هذه المتقاعدة البالغة من العمر 62 عاما quot;هناك نقاط قوة وضعف لدى كل منهماquot;.
فهي على سبيل المثال غير راضية على اداء اوباما في الازمة الاقتصادية حيث ان زوجها عاطل عن العمل منذ سنتين. لكنها لا تثق بميت رومني لاخراج البلاد من الازمة رغم ماضيه كرجل اعمال.
اما الضمان الصحي فهو يشكل اولوية بالنسبة لكاثي. فزوجها ليس لديه تامين صحي وعليها انتظار بلوغ 65 عاما للاستفادة من الضمان الصحي العام للمسنين quot;ميديكيرquot;، وهو اقل ثمنا من بوليصة التامين الخاصة التي تعتمدها اليوم.
وتقول هذه الجدة اثناء تنزهها مع حفيدها في مركز تجاري في دايتون quot;لا اعلم ما اذا كان ما يقترحه اوباما فكرة جيدة، لكنني لا احب ما يقترحه رومنيquot;.
والكثير من السكان خصوصا الطبقة العاملة من البيض والنقابيين ينسبون للرئيس انقاذه قطاع صناعة السيارات والخفض النسبي لمعدل البطالة في الولاية (7,2% في اب/اغسطس مقابل 8,1% على المستوى الوطني).
ويقول بول بيك استاذ العلوم السياسية في جامعة اوهايو العامة quot;انهم اشخاص لا يحبون فعليا اوباما لكنه لا يحبون ايضا ميت رومني لانه من نوع رجال الاعمال الذين قد ينقلون مراكز وظائفهمquot;.
وفي نهاية المطاف، فان فوز مرشح او اخر سيكون رهنا بقدرة كل حملة على تعبئة قواعدها الناخبة واقناع الناخبين امثال كاثي غير الراضين حتى الان بما يسمعونه