اطمة: يتكدس اللاجئون السوريون بالعشرات في خيم مرتجلة معلقة بغصون الزيتون. الحدود التركية على بعد امتار لكن الاسابيع تمر وما زالوا سجناء بلادهم التي تشهد حربا.
في بلدة اطمة وميحطها حيث السيطرة للمعارضة المسلحة في اقصى شمال البلاد ينتظرون بالالاف في المدارس والملاجئ العشوائية ان تفتح تركيا ابوابها لهم وتنقلهم الى احد مخيمات اللاجئين لديها.
وفيما تناستهم جميع المنظمات الانسانية السورية والدولية على حد سواء، يعيش اللاجئون بفضل سخاء العائلات السورية ونشاط متطوعين وفدوا من جميع انحاء البلاد.
احمد نجار (41 عاما) كان بناء في بلدة الدانا على بعد 40 كلم من اطمة. بقي طوال شهر مختبئا مع عائلته في منزلهم، لكن مع اقتراب القصف ومقتل احد الجيران وضب بعض البسط والاغطية واخذ بدوره طريق الهجرة.
وقال quot;اننا هنا منذ 31 يوماquot; فيما كان يوقد نار حطب لتسخين المياه. وتابع quot;كل يوم يقولون لنا +غدا، غدا+ لكن لا يمكننا دخول تركيا. باتت الليالي باردة واصيب الاطفال بالمرضquot;.
ويقوم الجيش التركي المتمركز في موقع قريب على قمة التلة بفتح الحدود امام اللاجئين دوريا لكن بحسب قدرة الاستقبال في مخيمات اللائجين التركية التي بلغت حدها الاقصى مؤخرا بانتظار انشاء غيرها.
ففي بعض الايام تجري دعوة عشرين شخصا الى خيم كبرى منصوبة في الجهة الاخرى من الشريط الشائك وتؤخذ اسماؤهم قبل نقلهم بالشاحنات. في ايام اخرى يبلغ عدد هؤلاء المئات.
واوضح ايهاب استاذ الرياضيات البالغ 28 عاما في احدى مدارس اطمة حيث يدير عمليات التموين quot;لا يمكننا على الاطلاق معرفة شيء مسبقاquot;. وتابع quot;عندما يسمحون لعائلات كثيرة بالدخول يشيع الخبر ويتوافد الناس من كل الانحاء. وهؤلاء علينا اطعامهمquot;.
ويستضيف جميع سكان القرية اقارب لهم او اصدقاء. وقد يقيم في المنزل الواحد 20 او 30 شخصا. لذلك يتم العمل على اقامة مخيم يتسع ل500 شخص مجهز بالمياه والحمامات في الايام المقبلة في محيط اطمة.
تلجأ حوالى 200 عائلة الى المدرسة، حيث تنام النساء والاطفال في غرف الدراسة التي افرغت من مقاعدها، والرجال في الباحة.
في المطبخ تسمح اربعة مواقد بطبخ 225 كلغ من الأرز في قدور كبيرة كل مساء. واسندت الى الحائط اكياس من البطاطا وهبها مزارع في الجوار. اما المياه المنقطعة منذ شهرين فيتم سحبها من آبار وحفظها في خزانات. ونادرا ما تتوافر الكهرباء لاستخدام المضخات ...
واوضح ايهاب quot;مع بدء المعارك لم يكونوا يبقون فترة طويلةquot; متابعا quot;لكن عندما بدأت تركيا تستقبلهم بشكل محدود بات عدد الذين يعتمدون علينا كبيراquot;.
عمر البالغ 45 عاما ورفض الكشف عن اسمه كاملا يقيم في الباحة منذ اكثر من شهر، في خيمة بنيت من مقاعد دراسية مغطاة بالسجاد.
وقال quot;لو كنا نعرف احدا في تركيا لكنا عبرنا الحدود خلسة ...لكن لا نعرف احدا. والشاحنة التي نقلتنا الى هنا كلفتنا كل ما كان لدينا من مالquot;.
سميحة ربة المنزل البالغة 42 عاما تمكث هنا وحدها مع سبعة اولاد من بينهم مراهقتان محجبتان تخفضان النظر وتشيحان بوجهيهما امام كل غريب.
وقالت سميحة غاضبة quot;اذا تركنا الاتراك ندخل فسنبقى هناك حتى سقوط هذا النظام الذي يقصفنا ويقتلناquot;. وتابعت quot;بلدتنا دارة عزة استهدفتها الصواريخ والقذائف والطائرات! لم اتمكن من تهدئة الاطفال. هنا الوضع هادىء على الاقلquot;.
ـــــــــــــــــــــــ
التعليقات