روما: كشفت صحيفة إيطالية أن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي قد قتل على يد عميل مخابرات فرنسية بعد تلقيه مساعدة من المخابرات السورية في صفقة كان هدفها تقليص الضغط الدولي على سوريا قدر الامكان مقابل تخليص ساركوزي من تهديدات القذافي المتلاحقة.
وبنت الصحيفة الإيطالية quot;كوريري ديلا سيراquot; فرضيتها الساخنة، والتي قد تجيب على الكثير من التساؤلات المعلقة منذ مقتل معمر القذافي، على تصريحات السياسي الليبي محمود جبريل الذي شغل منصب رئيس اللجنة التنفيذية في المجلس الوطني الانتقالي عند مقتل القذافي.
كما أشارت الصحيفة للتهديدات السابقة التي أطلقها القذافي على العلن ضد فرنسا بأنه سوف يكشف تفاصيل علاقته بالرئيس السابق ساركوزي بما في ذلك ملايين الدولارات التي دفعها لتمويل حملته الانتخابية الرئاسية في عام 2007 حيث ذكرت :quot;لقد كانت لدى ساركوزي كل الدوافع لمحاولة إسكات القذافي بأسرع ما يمكنquot;..
وبين رامي العبيدي المسؤول السابق بالمجلس الوطني الانتقالي عن التواصل مع وسائل الإعلام الأجنبية للصحيفة الايطالية: quot; حاول القذافي الاتصال عبر هاتفه المتصل بالأقمار الصناعية Iridium بعدد من أكثر الناس المقربين إليه ممن فروا إلى سورية تحت حماية الرئيس السوري بشار الأسد. وكان بينهم يوسف شاكر المسؤول عن الدعاية التلفزيونية.
وسلم الرئيس السوري بشار الأسد رقم هاتف القذافي الفضائي للأجهزة الخاصة الفرنسية، لقاء وعد من باريس على تحجيم الضغط الدولي على سورية الذي كان يهدف الى وقف قمع تظاهرات المواطنين السوريينquot;.
ونقلا عن وكالة الأنباء quot;نوفوستيquot; فإن توفر رقم القذافي الشخصي الفضائي كان هو نقطة التحول في عمليات البحث عنه اذ بات تحديد مكان تواجده الحقيقي سهلا على قوات حلف الناتو فبعد أن كان الاعتقاد السائد هو أن القذافي قد فر مع مجموعة من مناصريه عبر الصحراء إلى جنوب ليبيا حتى يقوم بتنظيم المقاومة، فشت الأقمار الصناعية سر تواجده في مدينة سرت.
وأشار محمود جبريل في حديث بثته فضائية دريم المصرية إلى أن اغتيال القذافي قد تم بعد القبض عليه في العشرين من شهر أكتوبر الماضي بقوله :ربما قد يكون بناء على رغبة أطراف خارجيةquot;، وقال quot;إن العقيد الراحل تورط في علاقات مع دول وقادة دولquot; كما أضاف quot;قتل عميل أجنبي القذافي بعد أن انخرط ضمن صفوف الثوار الليبيينquot;.
انتشرت هذه الفرضية غير الرسمية بلمح البصر لتصبح quot;الأكثر رواجاquot; في الدوائر الدبلوماسية الغربية بالعاصمة الليبية طرابلس في حال صحة رواية جبريل، أنه إذا كانت هناك يد قاتل لصالح مخابرات أجنبية quot;فمن شبه المؤكد أن تكون فرنسية quot;. وفق الصحيفة الايطالية .
ومن الجدير بالذكر أن القذافي الذي حكم ليبيا 42 عاما كان قد قتل في 20 اكتوبر عام 2011 في ضواحي مسقط رأسه quot;سرت quot;،وتشير الفرضية الرسمية أنه حاول الهروب في سيارة برفقة عقيد من المدينة المحاصرة بقوات الثوار المدعمة بحلف الناتو ،الا أن الثوار تمكنوا من القبض عليه جريحا، وبعد ثلاث ساعات من الاهانة والتعذيب، أطلق أحدهم النار عليه فقتله، وفق الفرضية الرسمية للأحداث، كما أن مكان قبره ما يزال سرا حتى الآن. ومع اقتراب السنوية الأولى على مقتل القذافي تتلبد سماء نهايته بالغيوم، ويتزايد عدد المشككين للفرضية الرسمية عن قاتل القذافي مع كل يوم، فالسؤال يبقى بلا جواب، ما الذي دفع الثوار إلى قتله بعد مضي وقت على اعتقاله بدلا من إطلاق النار عليه على الفور ؟
التعليقات