توقعت دوائر اسرائيلية فوز نتانياهو بولاية جديدة، وسيحتفظ حزبه المندمج مع اسرائيل بيتنا بالحقائب الوزارية المهمة، مؤكدة انه سيقيم جداراً امنياً على الحدود الأردنية، ويواصل الاستيطان في المناطق الفلسطينية المصنفة E1.


توقعت دوائر سياسية في تل ابيب فوز رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامن نتنياهو بولاية جديدة، ليصبح بعد فترتين سابقتين quot;نتنياهو الثالثquot;، وأوضحت الدوائر عينها في تصريحات خاصة لصحيفة معاريف العبرية، أن نتنياهو سيعمُد إلى اتخاذ قرارات مصيرية داخلية وخارجية، ربما تحمل انعكاسات خطيرة على الصعيدين الاقليمي والدولي.

سياج أمني على الحدود الأردنية

وبحسب الدوائر يعتزم نتنياهو فور فوزه برئاسة الوزراء للمرة الثالثة بناء سياج أمني بالغ الارتفاع على الحدود الأردنية، يمتد من مدينة ايلات إلى وادي quot;بيت شانquot;، بتكلفة كبيرة تصل إلى مليارات الدولارات، للحيلولة دون تمكين المتسللين من دخول الدولة العبرية، ويرى نتنياهو أن هذه الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها منع مهاجري اريتريا ودول اخرى من دخول اسرائيل، وربما يدعم نتنياهو في هذه الخطوة، نجاحه في بناء السياج الأمني على الحدود المصرية.

وقبل ما يربو من عام، طرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خطته، الرامية إلى بناء سياج أمني على الحدود مع الأردن، الامر الذي اثار حالة من الغضب لدى الاوساط الأردنية، وقالت تقارير في عمّان إن الأردن لا يرغب في أن يظهر كدولة غير قادرة على حماية حدودها مع اسرائيل، إلا أن نتنياهو الذي طرح مشروعه امام المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والامنية، اصر على موقفه من بناء السياج، وسيشرع في بنائه فور توليه رئاسة الوزراء للمرة الثالثة، بحسب الصحيفة العبرية.

ووفقاً لمعاريف تشير نتائج استطلاعات الرأي في اسرائيل إلى أن نتنياهو هو الشخصية الانسب في المرحلة القادمة، لإنقاذ الدولة العبرية من اعدائها في الشمال والجنوب والشرق، فيستلزم ذلك وجود قوة سياسية في اسرائيل، ويؤمن نتنياهو بأن الحملات الانتخابية التي بدأها منذ الثلاثاء الماضي، ستمنحه الآلاف من الاصوات الانتخابية ليس في حزبي الليكود واسرائيل بيتنا فقط، وانما في احزاب اخرى مثل quot;البيت اليهوديquot; وquot;هناك مستقبلquot;، إضافة إلى quot;الحركةquot; وهو الحزب الذي تتزعمه تسيبي ليفني.

ويستخدم نتنياهو في سياسته الانتخابية المصطلح الاميركي المعروف quot;العمود الفقري الأساسيquot; الذي يجذب اليه جميع الحركات القادمة من الشوارع الجانبية، إذ يتحرك نتنياهو كما لو كان الرجل الوحيد الذي يحارب الربيع العربي ذا الخطر الاكبر على اسرائيل، كما أنه يصوّر نفسه على أنه المناضل الوحيد ضد ايران وحماس وحزب الله.

وفي النهاية بحسب التوقعات الاسرائيلية، سيحصل نتنياهو على 45 مقعداً في انتخابات الكنيست المقبلة، يتقاسمها الحزبان المندمجان quot;الليكودquot;، وquot;اسرائيل بيتناquot;، ووصلت ثقة نتنياهو في الفوز في الانتخابات المرتقبة إلى أنه يتدرب حالياً على الخطابات البلاغية، التي سيخرج بها على الجماهير داخل وخارج اسرائيل.

نتنياهو لا يختلف كثيراً عن غولدا مائير

كما يرى نتنياهو نفسه حالياً وهو جالس على مقعد رئاسة الوزراء وليس في حاجه إلى شركاء في الائتلاف، وهو الحال عينها التي كانت عليها رئيسة وزراء اسرائيل السابقة غولدا مائير بعد انتخابات 1969، وهي الانتخابات التي حصد فيها حزبها quot;العملquot; 56 مقعداً في الكنيست.

وفي ظل القوة السياسية التي يتمتع بها نتنياهو حالياً، يعتزم الاستحواذ على العديد من الحقائب الوزارية فور فوزه في الانتخابات، فمن الطبيعي أن يحصل على حقائب الدفاع، الخارجية، المالية، ومعظم الحقائب الوسيطة المهمة، مثل التعليم، المواصلات، العدل، التجارة والصناعة، الامن الداخلي، البنى التحتية وغيرها.

ومن اهم الحقائب التي تخطف ناظري نتنياهو في الوقت الراهن، هي حقيبة الاسكان والبناء، التي يهيمن عليها حزب شاس، فقرار نتنياهو الحصول على تلك الحقيبة من الوزير quot;ارئيل اتياسquot;، ونقلها إلى حزب الليكود ndash; بيتناquot;، يكمن في رغبته السيطرة على قرار البناء، وإقامة عشرات الآلاف من الوحدات السكنية دون الخضوع إلى اجراءات بيروقراطية.

كما يسعى نتنياهو لحصول حزبه على حقيبة الاديان، وذلك من اجل الاشراف والرقابة عن بُعد على تعيين الحاخامات، وعلى المساواة بين كافة التيارات، اما حقيبة الداخلية فستظل بحسب التقديرات بحوذة حزب شاس، حتى يضمن نتنياهو هدوء رئيس الحزب ايلي يشاي.

اما رئيس حزب اسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان، فيصر على الاحتفاظ بحقيبة الخارجية، ونقلت صحيفة معاريف العبرية عنه حديثه مع نتنياهو، حينما طلب منه الحفاظ على حقيبة الخارجية، فوعده نتنياهو بذلك شريطة تخلصه من الاتهامات المنسوبة اليه، والتي افضت إلى تقديمه الاستقالة من منصبه، اما حقيبة الدفاع فيخصصها نتنياهو فور فوزه لموشي يعالون، فرئيس الوزراء الاسرائيلي يعلم أنه اذا اعاد حقيبة الدفاع مرة أخرى لايهود باراك، فسيواجه بحملة شرسة من يعالون.

زعيم قادر على اتخاذ قرارات صعبة

وخلال الاسبوع الماضي، تصرف نتنياهو كأنه رئيس وزراء اسرائيل، واستعرض نفسه كزعيم قادر على اتخاذ القرارات الصعبة، معلناً أن اسرائيل ستواصل بناء الوحدات الاستيطانية في حي جيلو، رامت شلومو، جفعات هامتوس، وفي مدينة بيتار عيليت، وكذلك البناء في مستوطنات كارني شومرون وافرات.

اما في ما يتعلق بالدولة الفلسطينية ومستقبل اعلانها، فتؤكد التقديرات الاسرائيلية أن نتنياهو حال فوزه برئاسة الوزراء، سيواصل عمليات البناء الاستيطاني في المنطقة المصنفة E1، ويرى أن ذلك لن يضر الدولة الفلسطينية حال قيامها، وعن ذلك يقول في حديث مع صحيفة هاآرتس العبرية: quot;لا تحدثوني عن دولة فلسطينية ممزقة، فالفلسطينيون يمزقون انفسهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإذا ما وصلنا لإقامة دولة على هذه الشاكلة، فسنضطر إلى الربط بين القطاع والضفة الغربية عبر انفاق أو جسور ممتدة بين الجانبينquot;.

كما لا يخاف نتنياهو من اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، إلا أنه في الوقت ذاته قلق من هيمنة حماس على جدول اعمال نابلس والخليل خلال الاونة الأخيرة، كما يُعرب عن قلقه من عمليات اطلاق النار والتمرد في بعض القرى في الضفة الغربية، ويؤكد دوما أن اسرائيل نجحت في قطع دابر العناصر الارهابية القادمة من الخارج، كما أنها رفعت في المقابل المستوى الاقتصادي لسكان الضفة الغربية، واضاف: quot;لا نكترث بوجود محمود عباس، خاصة في اعقاب الخطوة احادية الجانب التي قام بها في الامم المتحدةquot;، واضاف: quot;من يرغب في خوض مفاوضات مع اسرائيل يجب عليه أن يجلس في الظلام مع نفسه ويفكر مجدداًquot;.