كراكاس: أدى تاكيد غياب الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز عن حفل اداء اليمين الخميس إلى تاجيج الجدل الدستوري الدائر في البلاد حول مسالة استمرارية النظام إلى ما بعد هذا التاريخ فيما تترقب الحكومة والمعارضة قرارا من محكمة العدل العليا ينتظر صدوره الاربعاء.

فقد أعلنت الحكومة مساء الثلاثاء على توتير عن عقد مؤتمر صحافي لمحكمة العدل العليا الاربعاء عند الساعة 9:00 بالتوقيت المحلي (13:30 ت.غ) لكن بدون اعطاء المزيد من التوضيحات. ولم يتسن لوكالة فرانس برس الاتصال بالمحكمة لتاكيد هذه المعلومات.

ومساء الثلاثاء كشف النظام الفنزويلي ان الرئيس تشافيز لن يؤدي اليمين الرئاسية الخميس في العاشر من كانون الثاني/يناير كما ينص الدستور، بتوصية من اطبائه وانه سيواصل علاجه في كوبا بعد العملية الرابعة للعلاج من السرطان التي خضع لها في 1 كانون الاول/ديسمبر.

فقد وضع رئيس الجمعية الوطنية ديوسدادو كابيو حدا للشكوك التي كانت تحوم حول حضور تشافيز او عدم حضوره إلى البرلمان الخميس قائلا ان تشافيز الموجود في المستشفى في كوبا منذ 10 كانون الاول/ديسمبر quot;طلب، بناء على توصية من فريقه الطبي (...) ان يتم الاعلان ان عملية النقاهة التي تلي الجراحة سيتم تمديدها إلى ما بعد العاشر من كانون الثاني/يناير من العام الحالي، الامر الذي لن يمكنه من الحضور في هذا الموعد امام الجمعية الوطنيةquot; لاداء اليمين الرئاسية.

وأضاف كابيو انه بناء عليه وبموجب المادة 231 من الدستور، quot;فان اداء اليمين سيتم في موعد لاحق امام المحكمةquot; العليا، وذلك اثناء تلاوته رسالة من نائب الرئيس نيكولاس مادورو الذي فوضه تشافيز جزءا من صلاحياته خلال غيابه. وبحسب الدستور يتعين على الرئيس ان يؤدي اليمين امام الجمعية الوطنية في العاشر من كانون الثاني/يناير في مراسم يجب ان تقام في فنزويلا ولا يمكن ارجاؤها.

غير ان الحكومة تعتبر انه بموجب القانون الاساسي، يمكن للرئيس الذي انتخب في 7 تشرين الاول/اكتوبر اداء اليمين ما ان تسمح له حالته الصحية امام محكمة العدل العليا، اذا لم يتمكن من القيام بذلك امام النواب. وفي هذه الحالة لا يتم ذكر اي موعد. وترفض المعارضة هذا التفسير للدستور مؤكدة ان الحكومة تقوم بما يشبه انقلاب مؤسساتي عبر محاولتها التمسك بالسلطة.

والثلاثاء حذر ابرز ائتلاف للمعارضة، في رسالة وجهها إلى منظمة الدول الاميركية من انه quot;اذا لم يؤد الرئيس اليمين في العاشر من كانون الثاني/يناير واذا لم يتم تفعيل الاجراءات الدستورية المتعلقة بالعجز الموقت لرئيس الجمهورية، فاننا سنكون ارتكبنا انتهاكا خطيرا للنظام الدستوري في فنزويلا سيؤثر على جوهر الديموقراطيةquot;.

ولاحقا، طلب زعيم المعارضة الفنزويلية انريكي كابريلس الثلاثاء من المحكمة العليا quot;اعلان موقفهاquot; من الازمة الدستورية التي قد تواجهها البلاد رغم ان هذه المؤسسة معروفة بقربها من الحكومة. وقال quot;في 10 كانون الثاني/يناير تنتهي ولاية رئاسية وتبدأ اخرىquot; و quot;اذا لم يؤد الرئيس اليمين، لا يكون رئيساquot;.

ورغم تاكيد غياب تشافيز عن حفل التنصيب الخميس، دعا اقطاب النظام إلى تظاهرة حاشدة في اليوم نفسه امام القصر الرئاسي في كراكاس لدعمه. كما أكد رئيس بوليفيا ايفو موراليس المقرب جدا من تشافيز ورئيس الاوروغواي خوسيه موخيكا حضورهما على هامش تظاهرة التاييد هذه.

اما رئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر فستتوجه الخميس إلى هافانا. وامام هذه الدعوة، قررت المعارضة عدم المجازفة بحصول مواجهة وطلبت من انصارها عدم النزول إلى الشارع الخميس. ولم يظهر الرئيس تشافيز منذ مغادرته إلى كوبا في العاشر من كانون الاول/ديسمبر ليخضع لرابع عملية للعلاج من السرطان في حوضه الذي شخصه الاطباء له في حزيران/يونيو 2011.

واخر صور للرئيس تعود إلى مغادرته إلى كوبا قبل شهر للخضوع للعملية الجراحية. وتتكتم السلطات الفنزويلية على طبيعة السرطان الذي اصيب به. وأعلنت الحكومة الاثنين ان وضعه الصحي quot;مستقرquot; وانه quot;يتجاوب مع العلاجquot; بعد اصابته بالتهاب رئوي حاد لكن بدون اعطاء المزيد من التوضيحات.