فيما تعرضت بعض البلدان العربية لعاصفة قوية خلال الأيام الماضية أدت الى شلّ الحركة فيها، تواجه أستراليا موجة حر قياسيّة أدت إلى حرائق في الغابات والتهمت النيران حوالى مائة منزل.
القاهرة: تشهد مناطق متفرقة من العالم خلال الآونة الأخيرة مجموعة من التقلبات المناخية شديدة الحدة، سواء بالارتفاع أو بالانخفاض، وهو ما تجلّى بوضوح في الموجة شديدة البرودة التي تعرّضت لها بعض بلدان المنطقة العربية خلال الأيام الماضية. التقلبات المناخية علقت عليها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير مطول أبرزت من خلاله تلك الأجواء المتقلبة، سواء كانت باردة أم حارة، في أماكن مختلفة حول العالم.
ولفتت في البداية لموجة الجفاف التي ضربت بريطانيا مطلع العام الماضي، ثم الأجواء الشتوية الباردة التي لم تشهدها الصين منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً، وكذلك موجة الحرارة المرعبة التي تعرضت لها البرازيل، ودرجات الحرارة المنخفضة للغاية (والتي وصلت حتى سالب 50 درجة فهرنهايت) في الجزء الشرقي من روسيا، لدرجة أن الأمر وصل لحد توقف إشارات المرور عن العمل في مدينة ياكوتسك.
حرائق في أستراليا
ثم أشارت الصحيفة إلى حرائق الغابات التي استعرت في استراليا، نتيجة تعرض البلاد لموجة حر قياسية، وتعرض باكستان لفيضانات غير متوقعة في أيلول (سبتمبر) الماضي.
ثلوج في الشرق الأوسط
وأخيرًا، تطرقت الصحيفة للعاصفة الشديدة التي هبت على منطقة الشرق الأوسط حاملةً معها أمطارًا وثلوجًا وفيضانات، وتأكيد العلماء أن 2012 كان أكثر الأعوام الذي تتعرض فيه الولايات المتحدة لطقس شديد الحرارة منذ أن بدأ تسجيل مثل هذه الأجواء. وأعقبت الصحيفة بنقلها عن عمر بدور، رئيس شعبة تطبيقات إدارة البيانات في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في جنيف، قوله quot;نشهد أجواء مناخية حادة كل عام، لكن ليس معتادًا أن نشهد هذا العدد الكبير من الأجواء الحادة حول العالم في وقت واحدquot;.
وتابع بدور حديثه بالقول quot;فأن نرى موجة حرارة كتلك التي حدثت في أستراليا وكذلك فيضانات في بريطانيا وفيضانات وعاصفة ثلجية قوية في منطقة الشرق الأوسط، فهذا عام كبير بالفعل من حيث الخسائر الناجمة عن الأجواء المناخية الحادةquot;. ولفت إلى أنّ quot;مثل هذه الحوادث تتزايد من حيث الشدة والتواتر، وهو ما يدل على أن التغير المناخي غير متعلق فحسب بدرجات الحرارة المرتفعة، وإنما متعلق أيضاً بالأجواء المناخية الشديدة وغير السارة والغريبة من مختلف الأنواعquot;.
وبينما أعلن مكتب الأرصاد الجوية في بريطانيا أن العام 2012 كان أكثر الأعوام المطيرة التي تعرضت لها انكلترا، وثاني أكثر الأعوام المطيرة التي تعرضت لها بريطانيا ككل، منذ أن بدأت السجلات قبل أكثر من 100 عام، فقد تبين كذلك أن أربعة من أكثر خمسة أعوام مطيرة حدثت في القرن الماضي قد وقعت في آخر 10 سنوات.
وأشار تشارلز باول، ناطق باسم مكتب الأرصاد الجوية، إلى أنّ التحدي الأكبر هو تكرار تعرض بريطانيا لأجواء مناخية حادة. وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على استراليا.
وبعد الحديث عن مختلف الأجواء المناخية التي تغمر مناطق متفرقة حول العالم، مضت الصحيفة لتلقي بالضوء على الأجواء شديدة البرودة التي تعرضت لها الأردن ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية بسبب الأمطار الغزيرة والرياح الباردة.
وأوضح باري لين، الذي يدير مشروعاً خاصاً بالتنبؤ بالأحوال الجوية ويعمل كمحاضر في قسم علوم الأرض في الجامعة العبرية، أن الجانب المهم في هذا الموضوع ككل هو البرد الشديد وطويل الأجل الموجود في الغلاف الجوي العلوي، وهو تحول كبير يشير إلى أن المحيط الأطلنطي لم يعد يحظى بالتأثير المعتدل على المناخ في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية الذي يحظى به من الناحية التاريخية.
وتابع لين حديثه في السياق نفسه بالقول: quot;حدة هذا الجو البارد غير معتادة. ويبدو أن المناخ سيصبح أكثر حدة، وأتوقع أن تظهر أجواء مناخية تكون أكثر حدةquot;.
التعليقات