استبعد الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين القيام بأي دور قتالي في مالي وقال حلف شمال الاطلسي إنه لم يتلق أي طلب فرنسي للمساعدة بعد أن تدخلت فرنسا في مواجهة الإسلاميين المرتبطين بتنظيم القاعدة في البلاد.الجزائر.


باماكو: افاد شهود عيان ان المقاتلين الاسلاميين اخلوا الاثنين المدن الكبرى في شمال مالي بعد تعرضها لقصف جوي من المقاتلات الفرنسية، في حين اعلن متحدث باسم الاسلاميين انهم قاموا بquot;انسحاب تكتيكيquot;.

الا ان الاسلاميين في المقابل تمكنوا من شن هجوم في غرب البلاد وسيطروا على مدينة ديابالي الواقعة على بعد 400 كلم شمال باماكو اثر معارك مع جيش مالي.

وشدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين على quot;ضرورة الاسراع في تطبيق كل بنودquot; القرار الدولي 2085 الصادر في 20 كانون الاول/ديسمبر حول مالي بما في ذلك جهود المصالحة والمصالحة السياسية.

وفي اشارة ضمنية الى التدخل الفرنسي quot;رحب بان كي مون باستجابة شركاء ثنائيين، بناء على طلب وموافقة حكومة مالي، لطلب المساعدة في صد التقدم المثير للقلق نحو الجنوب للقوات المسلحة والمجموعات الارهابيةquot;، حسب ما جاء في بيان للامم المتحدة.

واعلن وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا ان الولايات المتحدة على استعداد كي تقدم لفرنسا quot;دعما لوجستياquot; ومساعدة في مجال الاستخبارات خلال تدخلها العسكري ضد الاسلاميين المسلحين في مالي ومن بينهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.

وقال ليون بانيتا على متن طائرته التي نقلته الى لشبونة في اطار جولة اوروبية quot;اجريت محادثات مع وزير الدفاع (الفرنسي) وسوف اواصل مشاوراتي: يتركز الجهد على تقديم دعم لوجستي محدود ودعم في مجال الاستخبارات لفرنساquot;.

واكتفت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند بالقول quot;اننا نجري مشاورات مع الفرنسيين حول عدد من مطالب الدعم التي قدموها. اننا نبحث في هذه الطلبات لكن ليس لدي اي قرار اعلنه اليومquot;.

واشاد سفير فرنسا لدى الامم المتحدة جيرار ارو الاثنين بquot;تفهم ودعم جميع الشركاءquot; لفرنسا في مجلس الامن الدولي، وذلك في ختام مشاورات في المجلس حول التدخل الفرنسي في مالي.

وقال ان quot;جميع شركائنا اقروا بان فرنسا تتحرك طبقا للشرعية الدولية وشرعة الامم المتحدةquot;.

واضاف للصحافيين ان الهدف من مشاورات مجلس الامن هو quot;ابلاغ شركائناquot; بشان التقدم الذي احرزته عملية سيرفال، وكرر ان فرنسا quot;تدخلت على اساس المادة 51 من شرعةquot; الامم المتحدة.

وتنص المادة 51 quot;على حق الدفاع المشروع الفردي او الجماعي في حال تعرض عضو في الامم المتحدة لاعتداء مسلحquot;.

واعلنت الامم المتحدة ان مجموعات اسلامية مسلحة في شمال مالي تقوم بمنع الاف الماليين من الفرار من منطقة المعارك الى جنوب البلاد.

واعلنت الحكومة المالية ان quot;الاف اللاجئين في طريقهم من مالي الى الحدود الموريتانيةquot;.

من جهة اخرى، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية الاثنين ان بلاده اغلقت حدودها مع مالي. وقال المتحدث ردا على سؤال لوكالة فرانس برس quot;اؤكدquot; اغلاق الحدود مع مالي.

وقال ارو quot;لقد اضطررنا على التحرك بناء على طلب السلطات المالية لان مجموعات مسلحة كانت تشن هجوما باتجاه جنوب (مالي) لكن هدفنا هو العودة الى تطبيق القرار 2085 في اسرع وقت بما يؤدي الى ان تقوم القوات الافريقية والقوات المالية بتسوية المشكلة وان يحصل اتفاق سياسيquot; في باماكو.

والقرار 2085 الصادر عن الامم المتحدة في 20 كانون الاول/ديسمبر سمح بانشاء بعثة دولية لدعم مالي -- قوة دولية افريقية اساسا من 3300 رجل -- لكن انتشارها الفعلي لاستعادة شمال مالي قد يتطلب اشهرا، بحسب خبراء.

وسينعقد ايضا اجتماع استثنائي لمجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في الايام الثلاثة المقبلة، كما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يقول ان quot;فرنسا لا تريد البقاء وحدها الى جانب ماليquot;.

واعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان الاثنين ان المسلحين الاسلاميين سيطروا على بلدة ديابالي الصغيرة (وسط) على بعد 400 كلم شمال باماكو قرب الحدود مع موريتانيا.

واعاد الجيش الموريتاني الاثنين انتشاره quot;لاغلاق الحدودquot; مع مالي.

من جهته قال مصدر امني مالي لوكالة فرانس برس ان quot;ابو زيد احد قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي تولى شخصيا ادارة العملياتquot;.

وفرنسا التي اعلنت انها تخوض quot;حربا ضد الارهابquot; في مالي، اوقفت الجمعة تقدم مجموعات اسلامية مسلحة تسيطر على شمال مالي منذ تسعة اشهر، نحو وسط البلاد.

وقصف الطيران الفرنسي للمرة الاولى الاحد مواقعهم في الشمال في غاو وكيدال، معقل الجهاديين.

وتم الاثنين استهداف مقر قيادة حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا في دوينتزا على بعد 800 كلم شمال باماكو، لكن المقاتلين الاسلاميين فروا من المدينة، كما ذكرت مصادر متطابقة.

وقال وزير الخارجية المالي تيمان هوبير كوليبالي الذي يزور فرنسا، ان الامر لا يقتصر فقط على quot;الحاق هزيمةquot; بالجهاديين، بل ايضا quot;طردهمquot; من مالي لمنعهم من quot;اعادة تنظيمquot; صفوفهم.

وفي العاصمة المالية باماكو، اغلقت الاثنين المدرسة الفرنسية quot;على سبيل الوقاية والاحتياطquot; كما قال السفير الفرنسي كريستيان روييه الذي اوصى ستة الاف من الرعايا الفرنسيين في مالي quot;بتوخي الحذرquot;.

وتخيم تهديدات ايضا على الرهائن السبعة الذين تعتقلهم جماعات اسلامية في الساحل.

وقال ابو دردار احد مسؤولي حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا، بشمال مالي لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من باماكو quot;ان فرنسا هاجمت الاسلام، وسنضرب فرنسا في الصميمquot;.

من جهته اعلن رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك ايرولت الاثنين ان حكومته quot;مدركة للمخاطرquot; التي تخلفها العمليات العسكرية في مالي على الرهائن الفرنسيين في منطقة الساحل، لكن quot;عدم القيام باي شيءquot; لا يساهم في تحريرهم.

وقال ايرولت في ختام اجتماع مع كبار المسؤولين في الجمعية الوطنية ان quot;الحكومة مدركة منذ بدء العمليات للمخاطر المترتبة على رهائننا في الساحلquot;.

وعبرت عائلات الرهائن الفرنسيين السبعة المحتجزين لدى مجموعات اسلامية في منطقة الساحل عن مخاوفها من ان يعرض التدخل الفرنسي حياة الرهائن للخطر.

وردا على سؤال حول المكان الذي يقصده، قال ابو دردار الذي ترجم اقواله شخص قريب منه، quot;في كل مكان، في باماكو، وفي افريقيا واوروباquot;. ورفض ابو دردار اعطاء حصيلة للغارات الفرنسية على مواقع الاسلاميين المسلحين. واوضح quot;ليس لدي ما اقوله حول هذه الأمور، لكن كل المجاهدين الذين قتلوا مآلهم الجنةquot;.

وقد قتل اكثر من 60 جهاديا الاحد في مدينة غاو شمال مالي ومحيطها في قصف كثيف للقوات الفرنسية كما اعلن الاثنين سكان ومسؤول امني.

واعلن مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الاحمر لوكالة فرانس برس الاثنين ان اللجنة تعالج في مستشفيات موبتي وغاو بوسط وشمال مالي 86 شخصا كانوا جرحوا خلال المعارك وعمليات القصف الاخيرة، موضحا انه لا يملك حصيلة حول القتلى.

وقال جرمان مويهو من وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى مالي والنيجر، في اتصال هاتفي من داكار quot;في مستشفى موبتي هناك 71 جريحا اصيبوا خلال المعارك في كوناquot; التي تبعد 70 كلم الى اقصى الشمال والتي كانت مسرحا لمعارك عنيفة الاسبوع الماضي بين الجيش المالي واسلاميين.

من جهة اخرى، اعلن مسؤول في الحركة الوطنية لتحرير ازواد الاثنين لوكالة فرانس برس، ان متمردي حركة الطوارق quot;مستعدون لمساعدةquot; الجيش الفرنسي على التصدي للمجموعات الاسلامية المسلحة في شمال، من خلال quot;التحرك على الارضquot;.

وفي برلين، اعلن متحدث باسم الخارجية الالمانية عن امكان تقديم دعم لوجستي طبي او انساني للعملية الفرنسية في مالي والتي وصفها بانها مبررة.

ورغم ان التدخل الفرنسي في مالي يلقى دعما دوليا كبيرا، لكن الصين تحفظت الاثنين في دعمها مشددة على نشر القوة الدولية لدعم مالي التي وافق عليها مجلس الامن quot;في اسرع وقت ممكنquot;.

واعلنت كندا الاثنين انها ستقدم طائرة نقل لتامين دعم لوجستي للمهمة الفرنسية في مالي.

من جهته اعتبر رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي الاثنين انه quot;من الضروري وقف الارهابيين والمجموعات المتمردةquot; التي استانفت هجومها في مالي.

واشاد الحلف الاطلسي الاثنين بالعملية التي اطلقتها فرنسا في مالي موضحا في الوقت نفسه انه لم يتلق اي طلب للمساعدة من باريس.

واجرى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين محادثات مع نظيره النيجيري غودلاك جوناثان الذي يفترض ان تتولى بلاده قيادة القوة العسكرية الافريقية في مالي. كما سيلتقي الثلاثاء في ابوظبي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.