دبي: قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء انه حصل خلال زيارته للامارات على دعم هذه الدولة للعملية العسكرية الفرنسية في مالي.

وقال هولاند في مؤتمر صحافي في دبي بعد سلسلة من اللقاءات مع القادة الاماراتيين ان quot;السلطات الاماراتية اكدت لي دعمها الكامل للعملية التي نقودهاquot;.

وذكر هولاند ان الامارات قد تقدم quot;مساعدة انسانية، مادية، مالية وربما عسكريةquot;.

وبحسب هولاند، فانه quot;يعود للامارات ان تحدد كيف تريد ان تساعدناquot;.

وكان هولاند اشار في وقت سابق الى امكانية مشاركة تشاد والامارات quot;اما على الصعيد اللوجستي او الصعيد المالي لدعمquot; التدخل في مالي.

واجرى هولاند محادثات مع رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد ال نهاية وحاكم دبي الذي يشغل منصبي نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، اضافة الى ولي عهد ابوظبي ونائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد ال نهيان.

الاتحاد الاوروبي يسرع الاستعدادات لمهمته في مالي

اعلنت مصادر دبلوماسية ان مناقشات كثيفة تجرى الثلاثاء في بروكسيل لتمكين وزراء الخارجية الاوروبيين من الاتفاق الخميس على انطلاقة سريعة لمهمة الاتحاد الاوروبي في مالي وعلى دعم قوة التدخل الافريقية.

ومهمة الاتحاد الاوروبي تهدف الى نشر حوالى 500 جندي اوروبي منهم 200 مدرب لتدريب واعادة تنظيم وتقديم المشورة للجيش المالي.

وقال دبلوماسي سئل عن اهداف الاجتماع الاستثنائي للوزراء الذي اعلنت عنه الاثنين كاثرين اشتون وزيرة الخارجية الاوروبية ان quot;الهدف هو تسريع العملية للتأقلم مع الوضع الجديد الذي انشأه التدخل الفرنسيquot;.

وموعد هذا الاجتماع لم يعلن رسميا، لكن يفترض ان يعقد ظهر الخميس في بروكسل، كما يقول عدد من المسؤولين. ويمكن ان تطلب اشتون من الوزراء تثبيت المهمة رسميا قبل اسبوع من الموعد المحدد.

وذكر مسؤول ان quot;ذلك يمكن ان يتيح نشر المدربين ابتداء من منتصف شباط/فبرايرquot;.

ورئيس المهمة الجنرال فرنسوا لوكوانتر يمكن ان يعين بصورة رسمية الخميس ايضا. وهذا الفرنسي (50 عاما) الذي حارب في العراق ورواندا وساراييفو سيتوجه الاحد الى باماكو لوضع اللمسات الاخيرة على الخطة.

واعلنت عشرة بلدان اوروبية عزمها على المشاركة في المهمة التي تقدر ميزانيتها ب 12 مليون يورو، بمعزل عن الاعباء المتعلقة بالعناصر، فترة خمسة عشر شهرا.

والتدخل الفرنسي يرغم الخبراء على quot;تكييف المهمةquot; التي كانت تقضي في الاساس بفترة تدريب تستمر بضعة اشهر لتمكين الجيش المالي من استعادة شمال البلاد في الفصل الثالث من 2013.

وقال مسؤول quot;بات يتعين الان تدريب جيش منهمك بالقتالquot;.

من جهتهم، لن يضطر الجنود الاوروبيون المنتشرون في اطار المهمة quot;الى المشاركة في معاركquot;، كما قال المصدر نفسه.

وسيبت الوزراء ايضا الخميس مسألة الدعم اللوجستي والمالي الذي يتعين تقديمه الى القوة الدولية للتدخل المؤلفة من 3300 جندي التي انشأتها بلدان غرب افريقيا طبقا لقرار اتخذته الامم المتحدة. وقال دبلوماسي ان quot;الحاجات مختلفة حسب البلدان. البعض يحتاج الى مزيد من وسائل النقل، والاخر الى التمويلquot;.

واعلن عدد من البلدان الاوروبية من جهة اخرى الجمعة عن دعم لوجستي ثنائي للعملية الفرنسية سرفال التي سينتشر في اطارها بصورة تدريجية 2500 جندي. والمطالب الاساسية لباريس تتمحور حول وسائل عمليات النقل الجوية.

واعلنت بريطانيا والدنمارك وبلجيكا وضع طائرات وخصوصا طائرات نقل من طراز سي-130 في تصرف فرنسا.

اهداف العملية

واعلن هولاند الثلاثاء من دبي ان اهداف التدخل الفرنسي في مالي ثلاثة وهي quot;وقف الاعتداءquot; وتأمين باماكو والحفاظ على وحدة اراضي هذا البلد، مؤكدا في الوقت نفسه ان بلاده لا تنوي البقاء في مالي.

وقال هولاند في مؤتمر صحافي في نهاية زيارته الى الامارات quot;لدينا ثلاثة اهداف لتدخلنا الذي يتم في اطار الشرعية الدولية: وقف الاعتداء الارهابيquot; وquot;تأمين باماكو حيث لدينا الالاف من رعايانا والسماح لمالي باستعادة وحدة اراضيهاquot;.

وكانت فرنسا بدأت الجمعة عملية عسكرية في مالي بهدف صد المجموعات الاسلامية المسلحة التي سيطرت على شمال البلاد وكانت تتقدم نحو الجنوب والعاصمة باماكو.

وحظيت فرنسا بدعم وquot;تفهمquot; من قبل دول مجلس الامن.

الى ذلك، اكد هولاند ان فرنسا لا تنوي البقاء في مالي الا انها تريد ان يكون وضع هذه المستعمرة الفرنسية السابقة مستقرا مع مغادرة القوات الفرنسية البلاد.

وقال في المؤتمر الصحافي quot;لا نية لدى فرنسا بالبقاء في مالي لكن في المقابل لدينا هدف، وهو ان يكون هناك عند مغادرتنا امن في مالي وسلطات شرعية وعملية انتخابية والا يكون هناك ارهابيون يهددونquot; وحدة البلاد.

وفي موضوع الرهائن الفرنسيين المحتجزين في مالي، اكد هولاند ان فرنسا ستفعل quot;كل ما يمكن فعلهquot; لتحريرهم، مشيرا الى ان التدخل العسكري كان quot;الحل الوحيدquot;.

وقال quot;انا افكر (بالرهائن) في كل لحظة الا انني ارتأيت بان التدخل كان الحل الوحيدquot;، مضيفا quot;سنقوم بكل ما يمكن فعله لكي يتم الافراج عنهم. يتعين على الذين اختطفوهم ان يفكروا مليا. ما زال الوقت سانحا لاعادتهم الى عائلتهمquot;.