تعتبر quot;القمة العالمية لطاقة المستقبل 2013quot; المنعقدة في أبوظبي الحدث السنوي العالمي الأبرز الذي يناقش مستقبل الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وخارجها. وتحظى القمة التي تناقش نتائج مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخي والجوانب الاستثمارية للطاقة المتجددة باهتمام عالمي غير مسبوق.


أبوظبي: تستمر اليوم فعاليات quot;القمة العالمية لطاقة المستقبل 2013quot; التي بدأت أمس في مركز أبو ظبي للمعارض. وتعتبر القمة، التي تختتم أعمالها غدًا، الأضخم في تاريخها حيث شهدت إقبالا كبيرًا من المتخصصين والمهتمين بالطاقة المتجددة والمياه.

وتعد quot;القمة العالمية لطاقة المستقبلquot;، إحدى الفعاليات الرئيسية لأسبوع أبوظبي للاستدامة، الحدث البارز الذي يقام على مدى خمسة أيام ويتضمن أيضًا الاجتماع الثالث للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة quot;آيريناquot; والقمة العالمية الأولى للمياه وحفل توزيع جائزة زايد لطاقة المستقبل في دورتها الخامسة، إضافة إلى المؤتمر الدولي للطاقة المتجددة.

وأكد عدد من المسؤولين والخبراء المشاركين في إعمال القمة أن مبادرات الإمارات أعطت دفعة كبيرة للتحول العالمي للطاقة المتجددة ورسخت موقع أبوظبي كعاصمة عالمية للطاقة المتجددة.

وبدأت فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل والقمة العالمية للمياه بمشاركة نحو 150 دولة ونحو 30 ألف مشارك من الزعماء والمسؤولين الحكوميين والمدراء التنفيذيين لأكبر الشركات العالمية، وذلك في إطار أسبوع أبوظبي للاستدامة.

مستقبل الطاقة

وتتضمن مناقشات هذه الدورة نتائج مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخي والجوانب الاستثمارية للطاقة المتجددة وأحدث التقنيات في مجال توليد الطاقة المتجددة والقطاع الصاعد لتخزين الكربون وحبسه، فضلاً عن فرص العمل المتنامية في قطاع الطاقة وقضايا تتعلق بالهندسة والتصاميم المستدامة.

ويناقش المشاركون الجوانب الاجتماعية والسياسية والثقافية المتصلة بتحول المجتمعات الإنسانية إلى مجتمعات منخفضة الانبعاثات الكربونية.

وتوقع مشاركون في اعمال القمة أن يتم التحول بشكل اكثر تسارعًا في المرحلة المقبلة في العديد من دول العالم التي بدأت تدرك اهمية هذا التحول، اضافة للخطوة التاريخية بانطلاق اعمال الوكالة الدولية للطاقة المتجددة quot;إيريناquot; من مقرها في أبوظبي.

وأشار المشاركون إلى أن ابوظبي متمثلة في مبادرة quot;مصدرquot; وتواصل الالتزام بدعم تشجيع وتحفيز التحول نحو الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة وتحافظ على مكانتها الاقليمية والدولية كرائدة في هذا المجال.

وشارك في جلسة العمل الأولى بأعمال القمة وزراء في مجال الطاقة والبيئة من شمال اميركا واوروبا والشرق الاوسط وأفريقيا وتركزت النقاشات حول الاجراءات اللازم اتخاذها لايجاد توازن بين الطلب على الطاقة والمقتضيات الاجتماعية والاقتصادية لتعزيز البنى التحتية للطاقة لدفع النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة لضمان تنمية مستدامة وشاملة.

توقيع اتفاقية إطارية بين الأردن وquot; مصدرquot;

وأعلنت quot;مصدرquot; اليوم عن توقيع اتفاقية إطارية مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية في الأردن وذلك في خطوة ستتيح للشركة لعب دور بارز في تطوير مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة في عمان. وتعتبر الأردن من أهم أسواق الطاقة النظيفة الواعدة في منطقة الشرق الأوسط، ويعود الفضل في ذلك إلى برنامج السعر التشجيعي الجديد الذي أعلنت عنه الحكومة مؤخرًا لدعم الإنتاج المحلي للطاقة المتجددة.

واتفقت الأردن وquot; مصدرquot; على العمل جنبًا إلى جنب لمساعدة المملكة في تحقيق أهدافها المستقبلية الطموحة في مجال الطاقة حيث تتضمن الاتفاقية خطة تعاونية تتيح لـquot;مصدرquot; القيام بدور استراتيجي في تحول الأردن من الاعتماد على النفط والغاز إلى مزيج أكثر تنوعًا وأمانًا من الطاقة.

وقال المهندس علاء البطاينة وزير الطاقة والثروة المعدنية في الأردن إن رغبة بلاده الثابتة بالمضي قدمًا نحو تحقيق أمن الطاقة والاستدامة تشكل أهمية بالغة بالنسبة لعمان، حيث من المتوقع أن يوفر قطاع الطاقة المتجددة دعمًا قويًا لاقتصادنا المحلي فضلاً عن تأمين احتياجاتنا المستقبلية من الطاقةquot;.

من جانبه أعرب الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة مصدر عن سعادته بالتوقيع على هذه الاتفاقية. وأوضح أن هذه الخطوة تشكل أرضية صلبة لمزيد من الشراكة والتعاون مع المملكة الأردنية وتتيح لنا تقديم خبراتنا الواسعة في مشاريع الطاقة المتجددة لتعزيز نمو القطاع في عمانquot;.

quot;مصدرquot; وفرنسا توقعان إعلاناً للتعاون في الطاقة المتجددة

ووقّعت quot;مصدرquot; في أبوظبي إعلاناً مشتركاً مع فرنسا، يشمل تطوير تقنيات جديدة في قطاع الطاقة المتجددة، وتبادل الخبرات في السياسات والقوانين، وإجراء البحوث المشتركة.

وتشمل مجالات التعاون المحتملة في إطار الإعلان تسهيل التطوير المشترك لتقنيات جديدة مجدية تجارياً، وتنمية رأس المال البشري. من ناحية أخرى، يفتح الباب أمام إجراء بحوث مشتركة حول مشاريع الطاقة المتجددة وتقنيات الاستدامة، مع تعزيز التعاون القائم حالياً بشأن الأطلس العالمي للطاقة المتجددة.

وتمتلك دولة الإمارات وفرنسا علاقات وثيقة للنهوض بقطاع الطاقة المتجددة. ومن الأمثلة على هذا التعاون الشراكة بين quot;توتالquot;، الشركة الفرنسية الرائدة في مجال إنتاج النفط والغاز، وquot;مصدرquot; في تطوير محطة quot;شمس 1quot; للطاقة الشمسية المركزة في المنطقة الغربية من أبوظبي، وهي أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في الشرق الأوسط.

وتسهم محطات الطاقة النظيفة التي تقوم بتنفيذها quot;مصدرquot;، بتحقيق هدف أبوظبي بتأمين 7% من احتياجاتها من الطاقة من مصادر متجددة بحلول 2020.

وتعمل محطة quot;شمس 1quot; للطاقة الشمسية المركزة من خلال تجميع أشعة الشمس بواسطة مئات آلاف المرايا التي تتخذ شكل القطع المكافئ والتي تعكس أشعة الشمس إلى أنابيب مركزية مليئة بالزيت الذي يسخن ليتم استخدام الحرارة الناتجة في دورة بخارية لتوليد الكهرباء، وتم تسجيل شمس 1 ضمن آلية التنمية النظيفة وفق بروتوكول كيوتو التابع للأمم المتحدة.

ويحقق مشروع quot;شمس 1quot; العديد من الفوائد للاقتصاد المحلي، وذلك من خلال توفير فرص العمل وبناء أحياء ومجتمعات جديدة في المناطق الريفية.