الجزائر: دعت مجموعة من الاحزاب الجزائرية بعد اجتماع عقدته الاربعاء السلطات الى غلق المجال الجوي الجزائري امام الطيران الحربي الفرنسي، الذي يستخدم اجواء الجزائر في اطار الحرب التي يخوضها دعمًا لسلطات باماكو في حربها على جماعات اسلامية تسيطر على شمال مالي، بحسب بيان ورد الخميس على وكالة فرانس برس.

وبدأ تدخل عسكري فرنسي في 11 كانون الثاني/يناير لمساعدة القوات المسلحة المالية على استعادة السيطرة على شمال البلاد الذي تحتله مجموعات اسلامية متشددة منذ عشرة اشهر.

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعلن في 15 كانون الثاني/يناير ان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة quot;سمح لعدد من طائراتنا بالتحليق فوق الاراضي الجزائريةquot;.

وطالبت الاحزاب الجزائرية، وبينها بالخصوص حزب حركة مجتمع السلم (اسلامي معتدل) العضو السابق في التحالف الحاكم، السلطة بـ quot;وقف مسلسل التنازلات والتمسك بمواقف جزائر الثورة الثابتة والمبدئية من الاستعمار ومن التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية للدول ومناصرة القضايا العادلة للشعوب الواقعة تحت اطماع الاستعمار القديم والجديد والعمل على تصفيتهquot;. ودعت الى quot;غلق الممرات الجوية الجزائرية امام الطيران العسكري الفرنسي وغير الفرنسيquot;.

كما دعت quot;فرنسا الرسمية الى وقف التدخل العسكري في المنطقة والانسحاب الفوري لقواتها من شمال ماليquot;، مضيفة quot;ونحذرها من عواقب سياسة الكيل بالمكيالين لمواطني مالي، بذريعة تجفيف منابع الارهابquot;، في اشارة الى تقارير عن تجاوزات في مالي.

واعرب الاتحاد الاوروبي الاربعاء عن quot;قلقه العميقquot; من التقارير بشأن امكان حصول تجاوزات في مالي، تتهم منظمات حقوقية الجيش المالي بارتكابها بدوافع قد تكون اتنية او طائفية.

واضاف البيان ان الاحزاب تحذر quot;المجتمع الدولي من مغبة مسايرة الاطماع الاستعمارية الجديدة التي تستهدف ثروات الشعوب وامنها واستقرارها واستباق ما يحدث بالعلاج الصارم لسياسة خلق بؤر توتر في المنطقة بتوظيف الجماعات الارهابية كذريعة للتدخل الخارجيquot;.

واكدت انها quot;تندد بشدة بالتدخل العسكري الفرنسي المنفرد في شمال مالي وتستنكر فتح السلطة للاجواء الجزائرية امام الطيران الحربي الفرنسي بمبررات واهية تمس بالسيادة الوطنية وتضع الجزائر في موقع الشريك في الحرب، فضلا عن تعريض جزء من الامن القومي والاستقرار الاجتماعي للخطر، وقد يفرض على الجزائر دفع كلفة باهظة جراء التدخل على حساب اولويات تنمويةquot;.

من جهة اخرى ندد البيان quot;بالعملية الارهابية الاجرامية التي طالت الابرياء من العمال الجزائريين والرعايا الاجانبquot; في موقع تيقنتورين قرب ان اميناس جنوب شرق الجزائر، واشاد بـquot;الاداء المتميز لافراد الجيش الوطني الشعبي في التصدي للمخطط الارهابي والدفاع عن التراب الوطني ومنشآتنا الاقتصادية الحيويةquot;.

وشهدت الجزائر في 16 كانون الثاني/يناير اعتداء داميا لمجموعة ارهابية مسلحة احتجزت رهائن جزائريين واجانب لمدة اربعة ايام، قبل ان يشن الجيش الجزائري هجومًا على المجموعة وينهي العملية.

وقتل في الاعتداء جزائري واحد و37 اجنبيا معظمهم برصاصة في الراس. في المقابل قتل 29 ارهابيا وتم توقيف ثلاثة آخرين، بحسب حصيلة رسمية غير نهائية.