مجزرة جديدة تم الكشف عنها اليوم في حلب بعد انتشال 65 جثة من نهر قويق أعدم معظمهم برصاص في الرأس. وتبادل طرفا النزاع في سوريا المسؤولية عن قتل الضحايا ومحاولة إلصاق التهمة بالآخر.


حلب: اتهمت دمشق مساء الثلاثاء جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة بارتكاب quot;اعدام جماعيquot; بحق قرابة 80 شخصا انتشلت جثثهم الثلاثاء من نهر في حي بستان القصر في مدينة حلب (شمال)، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا)، مشيرة الى ان هؤلاء هم مدنيون كانوا مخطوفين لدى الجبهة.

وافادت الوكالة quot;ان مجموعات ارهابية من جبهة النصرة في حلب نفذت اعداما جماعيا بحق عشرات المخطوفين وألقت بجثامينهم في نهر قويق في منطقة بستان القصر في حلبquot;.

اضاف المصدر ان quot;الاهالي تعرفوا إلى اعداد ممن أعدمتهم جبهة النصرة الارهابية، واكدوا ان اختطاف ابنائهم كان بسبب رفضهم التعامل مع هذه الجبهة ومطالبتهم لإرهابييها بمغادرة أحيائهم السكنيةquot;.

واشارت الوكالة الى ان بعض الاهالي اكدوا quot;ان هذه الجثث تعود لاقربائهم المخطوفين من قبل الارهابيين الذين اتصلوا بهم اكثر من مرة في اوقات سابقة لدفع فدية مقابل اطلاق سراحهمquot;.

وكان طرفا النزاع تبادلا الثلاثاء الاتهامات بمسؤولية قتل الاشخاص الذين انتشلت جثثهم من نهر في منطقة يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الاسد.

وسبق لمصدر امني سوري كبير ان افاد فرانس برس في وقت سابق الثلاثاء ان المقاتلين المعارضين نفذوا quot;حكم الاعدامquot; بحق هؤلاء.

من جهته قال مقاتل معارض قدم نفسه باسم quot;ابو سيفquot; لوكالة فرانس برس في مدرسة اليرموك التي تم نقل القتلى اليها، ان المقاتلين quot;انتشلوا 78 جثة، ولا زالت 30 اخرى موجودةquot;، ولا يمكن انتشالها quot;بسبب قناصة القوات النظامية المتواجدين في حي الاذاعة المجاورquot;.

واتهم ضابط من المقاتلين عرف عن نفسه باسم quot;ابو صدىquot; النظام quot;باعدامquot; الضحايا.

وكان مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن افاد عن انتشال 65 جثة على الاقل quot;لشبان في العشرينات مكبلي الايدي بمعظمهم واعدموا برصاصات في الراسquot;.

واضافت سانا الى انه quot;ليس هناك اي تواجد للجيش العربي السوري على اطراف نهر قويقquot;، مشيرة الى ان القوات النظامية quot;وضعت في وقت سابق أسلاكا شائكةquot; في مجرى النهر quot;لمنع تسلل الارهابيينquot;، وهي العبارة التي تستخدمها لوصف المقاتلين المعارضين.

واوضحت ان الجثث quot;عثر عليها في الجهة التي يتواجد فيها الارهابيون، ولو قتلت في المناطق الامنة لكانت علقت في هذه الاسلاك الشائكةquot; قبل وصولها الى حيث عثر عليها.

واشارت الى ان quot;ارتفاع المياه في مجرى نهر قويق ضئيل جدا والمياه راكدة، وبالتالي لا يمكن ان تجرف المياه الجثث التي تم العثور عليهاquot;.

ولم تكن جبهة النصرة معروفة قبل النزاع السوري المستمر منذ 22 شهرا، وادى الى مقتل اكثر من 60 الف شخص.

واكتسبت الجبهة دورا متعاظما على الارض، وتبنت عددا من الهجمات التي استهدفت في غالبيتها مقارّ امنية وعسكرية. وأدرجتها الولايات المتحدة مؤخرا على لائحة المنظمات الارهابية.

وتتكدس في إحدى مدارس حي بستان القصر في مدينة حلب شمال سوريا، أكثر من 65 جثة غطيت بقماش أزرق لا يظهر منها سوى الوجه ليتاح للعائلات التعرف اليها، بعد انتشالها الثلاثاء من نهر في المدينة، وتبادل طرفا النزاع المسؤولية عن قتلهم.

في مدرسة اليرموك الواقعة في هذا الحي الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون، خصص لكل جثة رقم. وتحمل احدى الجثث آثار تعذيب قاسية، اذ احرق الوجه واصابه تشويه كامل. وتعود الجثث الى شبان غالبيتهم في العشرينات من العمر، وهم مصابون برصاص في الرأس.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية ان quot;65 جثة على الاقل انتشلت من نهر قويق في مدينة حلبquot;، موضحا ان عناصر في مجموعات مقاتلة معارضة يواصلون انتشال المزيد.

من جهته، قال مقاتل معارض قدم نفسه باسم quot;ابو سيفquot; إن المقاتلين quot;انتشلوا 78 جثة، ولا زالت 30 اخرى موجودة في النهر، ولا يمكن للمقاتلين المعارضين انتشالها بسبب قناصة القوات النظامية المتواجدين في حي الاذاعة المجاورquot;.

وأشار إلى أن quot;غالبية الجثث تحمل آثار رصاصة في الرأس، وبعضها مصابة بطلقات في الجسدquot;، وان عددا من الضحايا quot;ألقي بهم في المياه وهم ما زالوا احياء، وتوفوا غرقاquot;. ولفت إلى أن بعض الجثث تعود الى ايام مضت quot;لكن الغالبية اعدمت حديثاquot;.

ويوضح أن الامر quot;يتعلق بمدنيين، ومن بينهم طفل أعدم بدم باردquot;، مشيرا الى انهم quot;في العادة، نعثر على جثتين او ثلاث، لكننا لم نعثر يوما على عدد مماثلquot;. يضيف quot;بعض الجثث تعود الى ايام مضت، لكن الغالبية اعدمت حديثاquot;،

وتبادل طرفا النزاع السوري المستمر منذ 22 شهرا، المسؤولية عن قتل الضحايا ومحاولة الصاق التهمة بالآخر. وقال quot;أبو سيفquot; إن نظام الرئيس بشار الاسد quot;رماهم في هذا النهر ليصلوا الى المنطقة الخاضعة لسيطرتنا، وليعتقد الناس اننا نحن من قتلناهمquot;.

وكان ضابط في الجيش السوري الحر عرف عن نفسه باسم quot;ابو صدىquot;، قال من مكان انتشال الجثث إن النظام quot;اعدمهمquot;، مشيرا إلى إنهم quot;مدنيونquot;.

النظام يتهم quot;مجموعات إرهابيةquot;

من جهته، قال مصدر أمني كبير في حلب لوكالة الانباء الفرنسية إن quot;المعلومات التي حصلنا عليها تؤكد أن الجثث بمعظمها تعود لمواطنين من بستان القصر خطفتهم مجموعات ارهابية بتهمة الموالاة للنظامquot;.

واشار الى انه quot;تم تنفيذ حكم الاعدام بهم في حديقة طلائع البعث في حي بستان القصر الواقع تحت سيطرةquot; هذه المجموعات quot;ليل البارحة وتم إلقاء الجثث في النهرquot;. واشار الى quot;معلومات اكيدةquot; مفادها ان quot;بين المقتولين اناسا تم خطفهم واهاليهم يعرفون بوجودهم لدى المجموعات الارهابية المسلحة وقد حاولوا التفاوض معهم اكثر من مرةquot;.

وتدور في حلب كبرى مدن شمال سوريا، معارك يومية منذ تموز (يوليو) الماضي. وتسيطر المجموعات المقاتلة على عدد من احياء المدينة، بينما لا يزال عدد منها تحت سيطرة القوات النظامية. وشاهد مراسل فرانس برس 15 جثة تنقل في شاحنة. وقال احد المتطوعين الذين ساهموا في انتشال الجثث quot;لا نعرف من هم، انهم لا يحملون بطاقات هويةquot;.

وفي شريط فيديو تم بثه على موقع quot;يوتيوبquot;، يمكن رؤية عشرات الجثث على ضفة نهر، مع آثار دماء من رؤوسهم. وتبدو جثثهم منتفخة على الارجح كونها كانت في المياه.

وفي شريط آخر، يقول شخص ملتح يقف قرب عدد من الجثث ووسط جمع من الناس، بعضهم مسلحون، quot;اليهود لم يقوموا بهذا الامر... ذنبهم انهم من سكان بستان القصر وانهم من السنةquot; ويهتف من حوله quot;الله اكبر، لبيك يا اللهquot;.

ويضيف الرجل الملتحي quot;اين انتم يا رؤساء يا كذابين... ونحن نقتل على الهويةquot;. ووضع بعض الموجودين اقنعة على انوفهم لحماية انفسهم من رائحة الجثث، بينما حمل احدهم لافتة كتب عليها quot;نحمل هذه الجرائم لما يسمى العالم المتحضر والاسلاميquot;.