منذ وفاته وحتى إعادة فحص رفات الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والأسئلة تدور حول الغموض الذي اكتنف موته. وبينما قالت روسيا إنها لم تعلن عن نتائج اسباب الوفاة، خرج تقرير بريطاني يضع احتمالات جديدة.


أعلنت الوكالة الروسية للأبحاث الطبية البيولوجية إنها لم تعلن نتائج خبرائها الذين فحصوا عينة من رفات الزعيم الفلسطيني وسلمت تقاريرها إلى وزارة الخارجية الروسية.
وقال متحدث باسم الوكالة لـquot;نوفوستيquot; إنهم لم يعلنوا أي نتائج للتحاليل، ولم يؤكدوا ولم ينفوا أخبارًا صحفية تحدثت عن العثور على مادة البولونيوم في رفات ياسر عرفات أو عدم العثور عليها.
وظل سبب وفاة عرفات لغزًا على مدى عقد كامل، وردد أفراد عائلته وأنصاره الاتهامات بأنه ذهب ضحية عملية تسميم.
وكانت إسرائيل حاصرت عرفات في مقر إقامته في quot;المقاطعةquot; برام الله، ولاحقًا بدا عرفات مريضًا بشكل حير الأطباء، فنقل إلى مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا، وفي الثالث من نوفمبر/تشرين ثاني وقع في غيبوبة، وفارق الحياة في الساعات الأولى من 11 نوفمبر/تشرين ثاني 2004، عن عمر يناهز الـ75 عاماً.
تحاليل سويسرية
وكانت مجلة quot;لانسيتquot; البريطانية نشرت نتائج تحاليل أجراها خبراء سويسريون في العام الماضي. ورجحت تلك النتائج أن يكون عرفات تعرض للتسميم بمادة البولونيوم 210 المشعة.
وكانت السلطة الفلسطينية بدأت تحقيقًا في أسباب وفاة ياسر عرفات بعد أن أعلنت تقارير إعلامية عن العثور على آثار لمادة البولونيوم 210 على الاغراض الشخصية لعرفات.
يشار إلى أن عينات من رفات عرفات نقلت الى موسكو لفحصها من جانب وكالة الأبحاث الطبية البيولوجية الروسية في ابريل/ نيسان 2013، وحينها قال رئيس الوكالة إن الخبراء الروس سينتهون من فحص رفات الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في نهاية هذا العام، مشيرًا إلى أن الفحوص الكيميائية الإشعاعية تحتاج إلى وقت.
وقد استخرجت العام الماضي رفات ياسر عرفات من ضريحه بحضور خبراء من كل من فرنسا وروسيا وسويسرا، يشاركون في التحقيق بأسباب وفاته.
وقررت السلطات القضائية الفرنسية فتح تحقيق جنائي في أسباب وفاة عرفات، وذلك على خلفية فرضية تعرضه للتسمم، بعد اكتشاف مادة البولونيوم المشعة في أغراض شخصية تعود للراحل.
وجاء فتح التحقيق بعدما أعلنت سهى عرفات، أرملة الزعيم الفلسطيني، أنها سترفع دعوى في باريس ضد مجهول بتهمة اغتيال زوجها، عقب نشر تقرير إعلامي نتائج تحقيق مخبري تم إجراؤه على أغراض شخصية لعرفات، كشف عن وجود مادة البولونيوم السامة فيها.
احد الاحتمالات
والى ذلك، تحدث تقرير جديد نشرته صحيفة (ديلي ميل) اللندنية عن أحد الاحتمالات الممكنة في أحد تقاريرها.
ويقول معد التقرير الذي يحمل عنوان quot;هل قتل الموساد عرفات عن طريق فرشاة أسنانه؟quot; إن أول الشكوك بخصوص موت عرفات كان التسميم عبر الأكل، حيث بعد تناوله العشاء بساعتين، في 11 أكتوبر/تشرين أول عام 2004، بدأ عرفات يحس بأعراض مرضية، وبدأت تسوء حالتهيومًا عن يومquot;.
ويضيف التقرير: quot;احتار أطباؤه في تشخيص سبب أعراضه المرضية، ثم بعد مرور أسبوعين حضر طبيبان من تونس واكتشفا أنه يعاني من نقص في الصفائح الدموية، وهو ما يؤدي إلى نزيف داخليquot;.
ثم طالبت أرملته وابنته بعد مضي سنتين على رحيله السلطات القضائية الفرنسية بالتحقيق في وفاته، وبدأ علماء سويسريون بالتحقيق.
ويقول التقرير إن ما يمكن تأكيده من التقرير هو أن عرفات مات مسمومًا، لكن من أقدم على تسميمه؟
المشتبه الأول هو الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، تقول الصحيفة التي تسرد أسماء عدد من الشخصيات الفلسطينية وغير الفلسطينية التي اغتالها (الموساد) بوسائل مختلفة.
ويختم التقرير قائلاً: إسرائيل حاولت اغتيال عرفات 13 مرة من قبل، وهي دولة نووية، لديها مادة البولونيوم المشعة، مما يعزز الشبهة في أنها كانت وراء عملية اغتيال عرفات.