تعرضت حلب مجددًا للقصف العشوائي بالبراميل المتفجرة، ما أوقع أمس الجمعة 94 قتيلًا، وهو مؤشر جديد على وحشية نظام الأسد.



بيروت: حين وافق النظام السوري على تسليم الأمم المتحدة زمام أسلحته الكيمياوية، أوهم الغرب العالم إن الحرب السورية انتهت، وإن اتلشعب السوري صار بمأمن من القتل اليومي. لكن هذا القتل ما توقف يومًا. فليس بالكيميائي وحده يموت السوريون، بل بالمجازر، والقصف المدفعي والصاروخي، وبالغارات الجوية... وبالبراميل المتفجرة.

حلب مجددًا
فبعد أكثر من 120 قتيلًا في حلب خلال الأسبوع الماضي، عادت البراميل المتفجرة لتنهمر عشوائيًا على ريف حلب، وخصوصًا على مدينة عندان، فتقتل الجمعة 94 سوريًا، وفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان. وبالرغم من هذا القصف، والمجازر التي يسببها، تمكن الثوار السوريون من السيطرة على المستشفى الكندي داخل حلب، وهو كان نقطة عسكرية مهمة تابعة للنظام.
وكانت الطائرات المروحية استهدفت 12 منطقة حلبية قبل أيام بنحو 25 برميل متفجر، وتركزت الغارات على حي دوار الحيدرية، إلى جانب استهدافها المخبز الآلي في حي المشهد، ما أسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة آخرين بجروح، بينما سقط عدد كبير من القتلى في حيي المرجة والفردوس.
كما استهدف النظام مدينة جاسم بدرعا بالبراميل المتفجرة.
وهذه البراميل التي تستخدمها قوات النظام السوري محلية الصنع وبدائية نسبيًا، لكنها عشوائية جدًا تقتل من دون تمييز. فهذه براميل مليئة بالوقود بترولي والمسامير والشظايا الحادة والمواد المتفجرة، ومزودة بفتيل، ترمى من أي مروحية.
جريمة حرب
يراقب خبير الأسلحة براون موزيس، ومعه جماعات حقوق الإنسان، الدور الهدام الذى تلعبه هذه الأسلحة فى سوريان خصوصًا أن اتفاقية الأمم المتحدة بشأن حظر أو تقييد بعض الأسلحة التقليدية تمنع استخدام الأسلحة الحارقة فى المناطق المأهولة بالسكان.
إلا أن سوريا لم توقع على هذه الإتفاقية، وبالرغم من ذلك، ترى منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الانسان أن استخدام هذه الأسلحة ومثيلاتها جريمة حرب تستوجب المحاكمة.
وفي هذا السياق، تجددت مساع دولية لإدانة استخدام هذه الأسلحة، لكن روسيا رفضت مساندة قرار أعدته دول غربية لطرحه على مجلس الأمن، يدين استخدام الرئيس السورى بشار الأسد هذه الأسلحة فى قصف المناطق السكانية. والجدير بالذكر ان سوريا استخدمت انواعًا أخرى من الذخائر المحظورة، كالقنابل العنقودية روسية الصنع، ضد السوريين فى مناطق تسيطر عليها المعارضة، ما يعد مؤشرًا على وحشية النظام السوري.