موسكو: بعد ان حقق سلسلة نجاحات اراد الرئيس فلاديمير بوتين من خلال العفو عن صاحب امبراطورية النفط السابق ميخائيل خودوركوفسكي وكذلك عن افراد فرقة بوسي رايوت، ان يثبت بان لا شيء يهدد تفوقه في روسيا.
وقال نيكولاي بيتروف من المعهد العالي للاقتصاد في موسكو quot;هذا يشبه العفو الملكي الذي يمنحه بوتين في الوقت الذي يحتفل بنجاحات السياسة الخارجية الروسية ولا يخشى في ان يقرأ بانه علامة ضعفquot;.
وفي حين ان بداية ولايته الرئاسية الثالثة في 2012 شهدت احتجاجات غير مسبوقة، خرج بوتين منتصرا في نهاية 2013.
وسمحت مبادرة من الدبلوماسية الروسية بتفادي في اللحظة الاخيرة تنفيذ مخطط اميركي لتوجيه ضربات لسوريا، في حين ان اتفاقا مع اوكرانيا ابرم الاسبوع الماضي قطع الطريق امام المعارضة الاوكرانية المؤيدة لاوروبا التي تنفذ حركة تعبئة منذ شهر في كييف للمطالبة بتوقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي.
وفي هذا الاطار فان قرار الافراج عن الد معارضيه قبل اشهر من انتهاء عقوباتهم يذكر بقرارات الاباطرة الرومان الذين كانوا ينقذون حياة المصارعين في الحلبة في اللحظة الاخيرة.
وقال بيتروف quot;يشعر بوتين بانه منتصر وهو بالتالي قادر على اظهار تفوقهquot;.
وثقته بالنفس هذه ترجمت خلال مؤتمره الصحافي السنوي عندما رفض التطرق الى مسألة الخلف المحتمل.
وهذه السنة كانت الافضل بالنسبة الى بوتين.
فقد رسخت روسيا سلطتها على الساحة الدولية وفرضت نفسها كوسيط في النزاع السوري مع اقتراح تدمير الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي، الحل البديل للضربات الاميركية على سوريا.
وخلافا للتوقعات، لا يزال الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة في سوريا المدعوم من موسكو، حليف دمشق الرئيسي ويفترض عقد مؤتمر سلام دولي حول سوريا في سويسرا في نهاية كانون الثاني/يناير.
وادى اتفاق ابرم في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر بين ايران ومجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن -الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا- اضافة الى المانيا) للحد من الانشطة النووية الايرانية، الى رفع جزئيا العقوبات الغربية وهو اجراء لطالما اراده الكرملين.
ويبدو ان زخم التظاهرات المؤيدة لاوروبا في كييف احتجاجا على رفض اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي لصالح روسيا، تراجع اثر اعلان موسكو منح اوكرانيا 15 مليار دولار وخفض سعر الغاز الروسي الذي يسلم لهذه الجهورية السوفياتية السابقة.
وفي روسيا نفسها حركة الاحتجاج التي ادت الى تعبئة عشرات الاف الاشخاص ضد بوتين في صيف 2011-2012 تفتقر الى شخصية قادرة على منافسة الرئيس الروسي.
ونقلت اذاعة صدى موسكو عن المحلل اليكسي ملاشينكو من مركز كارنيغي في موسكو قوله ان quot;بوتين واثق اليوم من قوته اكثر من اي وقت مضىquot;.
وقال نيكولاي بيتروف quot;قبل عام يبدو ان النظام كان ضعيفا. لكن اليوم يبدو متيناquot;.
ورأى ان quot;بوتين بحاجة للعفو عن خودوركوفسكي ليؤكد على حقه في المعاقبة واظهار الرأفةquot;.
وخودوركوفسكي الذي يعتبره البعض الزعيم المحتمل لقسم من المعارضة الروسية، منفي في المانيا ويؤكد ان لا طموحات سياسية لديه.
لكن على بوتين الذي قد يترشح لولاية رئاسية رابعة في 2018، الا يستريح على امجاد الماضي لان الاقتصاد الروسي اصبح يسجل نموا ضعيفا اكثر واكثر.
ولا تتجاوز توقعات نمو اجمالي النتاج الداخلي في روسيا 1,4% لعام 2013 بسبب فشل الرئيس ايجاد مناخ موات للمؤسسات الخاصة واصلاح النظام القضائي.
ونقلت وكالة انباء ريا-نوفوستي عن وزير المال الروسي السابق اليكسي كودرين قوله الاثنين quot;حاليا نحن في حال ركود. للاسف هذا هو الواقع. لا ارى الحكومة تتخذ تدابير حاسمة. نرى اننا اهدرنا العامين الماضيينquot;.
التعليقات