يختار الطلاب العرب، وخاصةأبناء الخليجمنهم، لندن كوجهة دراسية بسبب التنوع الذي توفره ثقافياً واجتماعيًا وتاريخيًا، كما إن شهاداتها معترف بها في أنحاء العالم كافة.
لندن: أظهرت دراسة إحصائية أجرتها جامعة وستمنستر أن أعداد الطلاب العرب في المملكة المتحدة قد ارتفعت بشكل ملحوظ في السنوات ما بين عام 2009/2010 الدراسي والعام 2011/2012.
ووفقًا لإحصاء وكالة التعليم العالي (HESA) شهدت أعداد الطلاب من خارج الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة ارتفاعاً بنسبة 6.2 % خلال العامين الماضيين، معظمهم من الدول العربية، وتحديداً منطقة الخليج.
فالدراسة في الخارج حلم يراود الكثير من الطلاب، سواء المقتدرين أم العاديين، وذلك لارتفاع مستوى الجامعات في دول، مثل الولايات المتحدة، وكندا، وألمانيا، والمملكة المتحدة وفرنسا وغيرها، لكون هذه الجامعات المتقدمة تتيح للطلاب التعلم من خبرة أفضل الأساتذة والاحتكاك بالثقافات المختلفة، وتوفر مواد علمية حديثة، قد لا تكون موجودة في الجامعات العربية.
من بين 22 دولة من أعضاء الجامعة العربية، يشكل الطلاب من منطقة الخليج غالبية عدد الذين يتابعون تحصيلهم العلمي على مقاعد جامعات لندن، وذلك بعدما أثبتت الأرقام وجود 10270 طالباً من المملكة العربية السعودية وحدها، مما يضعها في المرتبة السابعة بين الدول من خارج الاتحاد الأوروبي، التي ترسل طلاباً إلى المملكة المتحدة، وبارتفاع في عدد الطلاب بنسبة 23.14% مقارنة مع العام الدراسي 2010/2009. وعن طريق إضافة الأرقام من الدول العربية الأخرى، ترتفع هذه المرتبة بشكل أكبر.
صقل شخصيات الطلاب
الدراسة في الخارج تعود بفوائد كثيرة على الطلاب، فعلى الرغم من أنها تبعدهم عن بلادهم وعائلاتهم، إلا أنها تساهم بشكل كبير في صقل شخصياتهم، لا سيما من ناحية الخبرة الهائلة، التي يكتسبها الطالب من الحياة في بلد أجنبي، واحتكاكه بزملاء من ثقافات مختلفة، فيتعرف إلى حضارات العالم، ويتعلم تقبّل الآخر واحترام وجوده ورأيه.
لندن قبلة تعليم العرب
عن طريق طرح الأسئلة على سفارات دول الخليج في المملكة المتحدة، أظهرت الدراسة التي أجريت أخيراً أن هناك 886 طالباً من دولة الإمارات العربية المتحدة، و1200 طالبًا من قطر و2000 طالبًا من سلطنة عُمان في العام الدراسي 2011/2012، مما يشير إلى أن لندن لا تزال مقصداً رئيساً للطلاب العرب بالمقارنة مع المدن الأوروبية الأخرى.
وعلى الرغم من أن بعض الطلاب يعجزون في البداية عن إتقان لغة الدولة التي يقدمون إليها، مما يشكل عقبة كبيرة أثناء الدراسة، إلى جانب اختلاف الثقافة الذي يشكل عبئاً نفسياً عليهم، إلا أن لندن تشكل حاضناً لمئة ألف طالب دولي من أكثر من 200 دولة مختلفة، مما يجعلها مدينة تتميز بسهولة الحياة. ولذلك يمكن للطلاب الشباب الانسجام مع بعضهم البعض، وعيش تجربة جديدة من دون الشعور بالغربة.
جامعات لندن تستقبل الطلاب العرب بصدر رحب، وتحيطهم بالاهتمام، سواء أصدقاء الدراسة أو الأساتذة، مما يسهل على الطالب متابعة تحصيله براحة ونشاط. وهناك 341 طالب من منطقة الشرق الأوسط مسجلين في جامعة وستمنستر للدراسات الجامعية والدراسات العليا.
تنوع الأنشطة الثقافية عامل جاذب
تقول تريش إيفانز، محاضرة في الجامعة، إن quot;جامعات المملكة المتحدة تستقبل الطلاب من كل أنحاء العالم. وفي السنوات الأخيرة كنا محظوظين بالعديد من الطلاب العرب الذين شاركوا في الصفوف، وساهموا في تعميق التفاهم وبناء علاقات عبر الحدودquot;.
وأضافت: quot;نحن نتطلع إلى استقبال المزيد من الطلاب من البلدان الناطقة باللغة العربية للانضمام إلى صفوف دراسة وسائل الإعلام في جامعة وستمنستر، ولأنهم سوف يكتسبون المهارات والمعرفة من ذوي الخبرة والمعلمين الذي يتميزون بالخبرة والتقديرquot;.
لدى سؤال عدد من الرعايا العرب في لندن عن سبب اختيارهم الدراسة في المملكة المتحدة، أجمعت غالبية الإجابات على أن لندن مدينة عالمية توفر أصنافاً متنوعة من الأنشطة التاريخية والثقافية والاجتماعية لطلابها. كما اختار العديد منهم القدوم إلى المملكة المتحدة بسبب شهاداتها المرموقة والمعترف بها في أنحاء العالم العربي كافة، لا سيما وأن الحصول على شهادة من جامعة أجنبية محترمة قد يتيح لهم الحصول على وظيفة أفضل في بلادهم.
بوجود 26060 طالب من الشرق الأوسط في لندن، حازت المنطقة المرتبة الثالثة من بين الدول غير الأوروبية التي ترسل أكبر عدد من الطلاب إلى المملكة المتحدة بعد الصين بـ 67325 طالب، والهند بـ 39090 طالب.
التعليقات