تنوي إسرائيل إقامة منطقة عازلة في الأراضي السورية إذا انهار نظام الرئيس بشار الأسد، لمنع الجماعات المتشددة من الاقتراب من حدودها، لحمايتها كما كان الوضع في أيام حكم الرئيسين حافظ وبشار الأسد.
القدس: أوضحت هذه المصادر لفرانس برس أن quot;القيادة العسكرية للشمال لديها خطة (اليوم التالي)، التي تفترض أن الأسد لم يعد رئيسًا لسوريا، وأن هناك خوفًا من رؤية عناصر إرهابية تسعى إلى الاقتراب من السياجquot;.
وأضافت هذه المصادر: quot;يريدون عندها إقامة نوع من المنطقة العازلة في الأراضي السورية وإخطار الكل بها، وذلك لمنع اقتراب إرهابيين من السياج من دون أن نتمكن من منعهم أو من رؤيتهمquot;.
وأشارت إلى أنها ستكون quot;منطقة عازلة تابعة لسوريا، لن نجتاح الأراضي السوريةquot;، مشيرة إلى أن هذه الخطط لا تزال في المرحلة الأولية من دون أن توضح عمق هذه المنطقة العازلة.
وردًا على سؤال لفرانس برس رفض متحدث عسكري التعليق على هذه الخطط، مذكرًا بأن الحاجز الأمني الجديد على طول خط فضّ الاشتباك مع سوريا عند هضبة الجولان بات شبه مكتمل.
وكانت إسرائيل استولت على هضبة الجولان خلال حرب حزيران/يونيو 1967 قبل أن تضمها العام 1981. إلا أن المجتمع الدولي لا يعترف بهذا الضم.
إلى ذلك، أقرّت إسرائيل ضمنيًا الأحد بأنها شنت غارة جوية على سوريا الأربعاء الماضي، في حين اتهمها الرئيس السوري بشار الأسد بالعمل على quot;زعزعة استقرارquot; بلاده وquot;إضعافهاquot;. وفي ميونيخ، أجرت المعارضة السورية للمرة الأولى اتصالات مع أبرز دولتين داعمتين لدمشق، وهما روسيا وإيران، اللتان رحّبتا برغبة الائتلاف الوطني السوري المعارض في فتح حوار ولو مشروطاً مع النظام السوري.
وفي ميونيخ أيضًا، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ضمنًا أمام مؤتمر الأمن الدولي، الغارة الجوية التي شنها الطيران الإسرائيلي في سوريا الأربعاء. وقال باراك quot;ما حصل قبل أيام (...) يثبت أنه حين نقول شيئًا إنما نلتزم به. لقد قلنا إننا لا نعتقد أنه يجب السماح بنقل أنظمة أسلحة متطورة إلى لبنانquot;، في إشارة إلى حزب الله الشيعي اللبناني حليف دمشق.
من جهته، اتهم الرئيس السوري الأحد إسرائيل بالعمل على quot;زعزعة استقرارquot; بلاده وquot;إضعافهاquot; بعد أيام من غارة شنها الطيران الإسرائيلي على منشآت عسكرية قرب دمشق. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن الاسد تأكيده خلال لقائه امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي، أن quot;العدوان الاسرائيلي (...) يكشف الدور الحقيقي الذي تقوم به اسرائيل بالتعاون مع القوى الخارجية المعادية وادواتها على الاراضي السورية لزعزعة استقرار سوريا واضعافهاquot;.
واكد الاسد أن بلاده quot;بوعي شعبها وقوة جيشها وتمسكها بنهج المقاومة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والتصدي لأي عدوان يستهدف الشعب السوري ودوره التاريخي والحضاريquot;.
كما اكد وزير الخارجية وليد المعلم، بدوره، خلال استقباله جليلي quot;أن العدوان الاسرائيلي الغاشم على سوريا يثبت انخراط اسرائيل المباشر مع المجموعات الارهابية المسلحة في ضرب البنى التحتية وتخريب مراكز التنمية والتطوير في سوريا وتناسق الادوار في ما بين اسرائيل وهذه المجموعات الارهابيةquot;. واعتبر أن الاعتداء quot;يبرهن على عدوانية اسرائيل وخرقها لقواعد القانون الدوليquot;.
الغارة الإسرائيلية ألحقت أضرارًا بمركز أبحاث حول الأسلحة الكيميائية
هذا وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الاحد أن الغارة التي شنتها طائرات اسرائيلية في الاسبوع الماضي في سوريا قد تكون الحقت أضرارًا بمركز الابحاث الرئيس حول الاسلحة البيولوجية والكيميائية في هذا البلد.
ونقلت نيويورك تايمز عن المسؤول العسكري الاميركي أن الغارة استهدفت مركز الدراسات والبحوث العلمية السوري، وأن الاضرار التي لحقت به نتجت على الارجح عن قنابل، استهدفت آليات كانت تنقل اسلحة ارض جو وانفجار الصواريخ على الاثر.
وسبق أن فرضت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى عقوبات على هذا المركز، الواقع شمال دمشق، لاكثر من عقد، للاشتباه في ارتباطه بانتاج الاسلحة الكيميائية والبيولوجية.
وقال المسؤول للصحيفة استنادًا الى تقارير استخباراتية إن الاسرائيليين نشروا quot;مجموعة ضاربة صغيرةquot;، مرجّحًا أن تكون اسرائيل ارسلت عددًا ضئيلاً من المقاتلات لاختراق الدفاعات الجوية السورية. وتابع: quot;من الواضح أنهم استهدفوا اسلحة دفاع جوية على شاحنات نقلquot;.
وكان مسؤول اميركي قال لوكالة فرانس برس الجمعة إن الطيران الاسرائيلي استهدف موقع صواريخ ارض-جو روسية الصنع من طراز اس ايه 17 كانت موضوعة quot;على آلياتquot;، اضافة الى مجمع عسكري مجاور يشتبه في أنه يحوي اسلحة كيميائية، موضحًا أن الاسرائيليين كانوا يخشون نقل هذه الاسلحة الى حزب الله الشيعي اللبناني المتحالف مع دمشق وطهران.
التعليقات