في سابقة أولى من نوعها، تنعقد في دبي القمة الحكومية، بمشاركة نحو ألفي شخصية من الدول العربية والعالم، تحت شعار quot;الريادة في الخدمات الحكوميةquot;، لتكون منصة تتيح تبادل الخبرات والتجارب العملية بين المشاركين.


لأول مرة في المنطقة العربية، وفي سابقة تتفرد بها دولة الإمارات العربية المتحدة، تنظم الامارات القمة الحكومية العربية الأولى، يومي 11 و12 شباط (فبراير) الجاري في دبي، التي تحمل شعار quot;الريادة في الخدمات الحكوميةquot;.
يشارك في هذه القمة الحكومية نحو ألفي شخصية عربية وعالمية، وقيادات وصناع قرار وخبراء وأكاديميون ومختصون في القطاع الحكومي، ومنظمات وهيئات ومؤسسات إقليمية ودولية. ويضاف إلى هؤلاء مشاركة واسعة النطاق، رسميًا ومؤسساتيًا، من دول المنطقة.
هذه المروحة الواسعة من المشاركين ستجعل من هذه القمة الحكومية منصة متقدمة، تتيح تبادل الخبرات والمعارف والتجارب العملية في سبيل الارتقاء بالخدمات الحكومية.

جلسة مفتوحة للأسئلة

يشارك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الامارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في افتتاح أعمال القمة الحكومية، وذلك ضمن جلسة مفتوحة، يلقي فيها كلمة تلخص نظرته المستقبلية لتطوير الأداء في حكومة الإمارات، وأهم التطورات المستقبلية في مجال الخدمات والسياسات الحكومية العامة، ثم يجيب على أسئلة المواطنين والإعلاميين، التي تدور حول رؤيته لمسيرة العمل الحكومي خلال الفترة المقبلة، وأهم مبادئ القيادة الحكومية التي يتبناها.
كما يستعد الشيخ محمد للرد على تساؤلات المواطنين والاعلاميين حول الأولويات الوطنية للحكومة الإماراتية، وصولًا لتحقيق رؤية 2021 التي أطلقها قبل نحو ثلاث سنوات، وهدفها الأعلى جعل الإمارات واحدة من أفضل دول العالمquot;.
تضم قائمة المتحدثين خلال القمة الحكومية الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، إذ يتناولان مواضيع خاصة بتطوير الأداء الحكومي الاماراتي.
ودعت اللجنة المنظمة للقمة الحكومية جميع المواطنين المهتمين والإعلاميين لإرسال أسئلتهم إلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر موقعه الإلكتروني الرسمي www.uaepm.ae إبتداء من اليوم الثلاثاء، الخامس من شباط (فبراير)، وحتى تاريخ عقد القمة في الحادي عشر من الشهر نفسه.

ارتقاء بالعمل الحكومي

في بيان حول أعمال هذه القمة الحكومية، قال محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء في الإمارات ورئيس اللجنة المنظمة للقمة الحكومية، إن القمة تندرج في إطار الاهتمام المباشر بتوفير وجهة جديدة للارتقاء بالعمل الحكومي وتطوير الخدمات الحكومية، ووصفها بأنها أول منبر إقليمي من نوعه يجمع القيادات وصناع القرار من الوطن العربي والعالم في وقت ترتفع التساؤلات بشأن إمكانية تعزيز قدرات المؤسسات الحكومية لتوفير نوعية عالية من الخدمات.
في إطار الشراكة المعرفية، سيتم خلال القمة إطلاق مطبوعات وتقارير دولية تنشر للمرة الأولى باللغة العربية، حول الادارة الحكومية وتوفير الخدمات ذات الكفاءة العالية، على أن توزّع في العالم العربي لتعميم المعرفة، ووضعها في متناول صناع القرار والباحثين والخبراء الحكوميين.
كما ستشهد القمة أيضًا طرح أوراق عمل عدة ونقاشات بناءة وبحث في التحديات التي تعوق تعزيز جودة الخدمات الحكومية، ما يسهم في إرساء نموذج يحتذى لتطوير مفاهيم وممارسات العمل الحكومي في المنطقة.

تجارب مميزة

تتشعب الخدمات الحكومية في القطاعات المختلفة، لهذا أخذ منظمو القمة في الحسبان جذب الشخصيات الفاعلة في عدد كبير من القطاعات الحكومية، من أجل توسيع افق بحث الوضع الراهن والآفاق المستقبلية لهذه الخدمات، والتوصل إلى صيغ تعاون عملية وفاعلة، تكون مرجعًا إقليميًا معتمدًا في مجال جودة الخدمات الحكومية، والرقي بها لتقارب المستويات العالمية المتطورة.
كما حرص المنظمون على استقطاب شخصيات فاعلة لعرض عدد من التجارب والنماذج المتميزة عالميًا.
وتضم القمة جلسة يتحدث فيها صقر غباش، وزير العمل، إضافة إلى جلسة نقاشية مفتوحة تضم وزراء الصحة والتعليم والشؤون الإجتماعية في الامارات.
وتستضيف هذه القمة متحدثين من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وسنغافورة ومن بعض المنظمات والمؤسسات العالمية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي وبعض الشركات العالمية الناجحة في مجالات خدمة المتعاملين.

أجندة تفاعلية

تتسم أجندة هذه القمة الحكومية بالتفاعلية، إذ تندرج فيها محاور عدة، أهمها تطوير الإدارة والخدمات الحكومية، وتحقيق النتائج الإيجابية في العمل الحكومي. وكان اختيار جلسات الحوار النقاشية والتفاعلية المباشرة، لتجمع بين المتحدثين فيها كبار الشخصيات والوزراء والمسؤولين الحكوميين من دول المنطقة والعالم، والخبراء والمفكرين الذين يهتمون بالعمل الحكومي والتطوير، يعرضون تجارب متميزة في الإمارات ودول العالم، وخصوصًا الرائدة منها، وفي مقدمها التجارب الكندية والكورية والدنماركية والأوسترالية والبرازيلية.
كما تركز الجلسات على القطاعات الحيوية في الإدارة الحكومية، التي تحتاج إلى ابتكار وتجديد يمكنان من التقدم نحو المستقبل، ويساهمان في تحقيق الاستفادة القصوى وتعميم المعرفة في المنطقة العربية.
وقال القرقاوي إن القمة الحكومية بأجندتها الحاشدة، quot;تشكل إضافة مهمة على مستوى الخدمات الحكومية، ليس على المستويين المحلي والإقليمي فحسب، وإنما على المستوى الدولي أيضًا، ولهذا فإننا حرصنا على أن تشتمل الجلسات النقاشية للقمة على محاور مهمة تمس احتياجات المواطن من الإدارات الحكومية المختلفة وطرق الرقي بالخدمات وجودتهاquot;.
وأوضح القرقاوي أن القمة تحرص على الخروج من الأطر التقليدية في عرض الأفكار والنقاشات، نحو إيجاد نوع من التفاعل والحوار، وتشكيل منصة مثالية لتبادل الخبرات والمعارف، وبما يمكن من تحقيق التواصل البناء بين الجهات المشاركة في القمة وتمكين الجميع من تحقيق الريادة في تقديم الخدمات الحكومية quot;.