قال البابا بنديكتوس السادس عشر لدى اعلانه إنه سيستقيل اعتبارا من 28 شباط/فبراير، انه لم يعد يملك quot;القوةquot; المطلوبة للبقاء على رأس الكنيسة بسبب سنه.


الفاتيكان: أعلن البابا بنديكتوس السادس عشر أنه سيستقيل اعتبارا من 28 شباط (فبراير)، وقال إنه لم يعد يملك quot;القوةquot; المطلوبة للبقاء على رأس الكنيسة بسبب سنه.

وقال البابا (85 عاما) في خطاب ألقاه باللاتينية خلال مجمع كرادلة منعقد في الفاتيكان quot;بعد مراجعة ضميري أمام الله توصلت الى قناعة بأنني لم اعد قادرا بسبب تقدمي في السن على القيام بواجباتي على اكمل وجه على رأس الكنيسةquot; الكاثوليكية.

وأعلن الفاتيكان الاثنين انه يتوقع انتخاب حبر اعظم جديد الشهر المقبل. وقال المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي للصحافيين quot;نتوقع ان يكون لدينا حبر اعظم جديد قبل عيد الفصحquot; المصادف في 31 آذار (مارس) مشيرا الى ان مجمع الكرادلة سينعقد في الايام الـ15 الى العشرين التي تلي الاستقالة.

ومن المرتقب ان يتوجه البابا البالغ من العمر 85 عاما والذي لن يشارك في المجمع، الى دير في حرم الفاتيكان بعد الاقامة لفترة في المقر البابوي الصيفي في كاستيل غاندولفو قرب روما.

واوضح لومباردي ان البابا بنديكتوس السادس عشر quot;لن يكون له أي دور في مجمع الكرادلةquot; وسينصرف بعد مغادرة مهامه quot;لحياة من الصلواتquot; مؤكدا أن قراره quot;لم يكن فجائيا، وإنما حضر لهquot;. واضاف quot;لقد قال عدة مرات انه يريد ان يكرس وقته للصلاة والتفكير او حتى الكتابة (...) ذلك رهن بهquot;.

المانيا تعبر عن امتنانها للبابا

وعبرت المانيا الاثنين عن quot;احترامهاquot; وquot;امتنانهاquot; للبابا بنديكتوس السادس عشر المولود في ألمانيا عن السنوات الثماني التي أمضاها على رأس الكنيسة الكاثوليكية كما اعلن المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.

وقال ستيفين سيبرت ان quot;الحكومة الفدرالية تكنّ اكبر قدر ممكن من الاحترام للحبر الاعظم ولإنجازاته وعمله طوال حياته من اجل الكنيسة الكاثوليكيةquot; مضيفا انه يستحق quot;الامتنانquot; ايضا.

فرنسا تعبر عن احترامها قرار البابا

واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين ان قرار البابا بالاستقالة quot;موضع احترام شديدquot; وذلك على هامش زيارة لضواحي باريس. وقال الرئيس الفرنسي أمام الصحافيين quot;ليس لدي تعليق خاص على هذا القرار الذي هو موضع احترام شديد والذي سيؤدي الى انتخاب حبر أعظم جديدquot;.

واضاف أن quot;الجمهورية تحيي البابا الذي اتخذ هذا القرار، لكن لا شأن لها بالإدلاء بالمزيد من التعليقات على ما يخص اولا الكنيسةquot;. وتابع الرئيس الفرنسي quot;إنه قرار انساني وقرار مرتبط برغبة يجب أن تحظى باحترامquot;.

كبير حاخامات إسرائيل: البابا أسهم في خفض معاداة السامية

أعلن كبير حاخامات إسرائيل الاشكيناز يونا متسغير الاثنين ان البابا بنديكوس السادس عشر ساهم في تحسين العلاقات بين المسيحية واليهودية وأسهم في quot;خفض الأعمال المعادية للسامية في العالمquot;.

وصرح متحدث باسم كبير الحاخامات ردا على إعلان استقالة البابا لوكالة فرانس برس، quot;تحت سلطته اصبحت العلاقات بين الحاخامية والكنيسة، اليهودية والمسيحية، أوثق ما أدى الى خفض الاعمال المعادية للسامية في العالمquot;. واضاف الحاخام عبر المتحدث باسمه quot;إننا ممتنون حيال البابا بنديكتوس السادس عشر لكل ما قام به من أجل تعزيز الروابط بين الأديان وتشجيع السلام بين الطوائفquot;.

وقال quot;اتمنى له دوام الصحة على مرّ الايام والسنين، وآمل وأصلي ان يتواصل ارثه وان يتواصل توجه الفاتيكان الذي اعتمد ابان فترة توليه البابوية وفترة سلفه (يوحنا بولس الثاني)quot;. وأحد أبرز الانجازات التي حققها البابا بنديكتوس السادس عشر هي بالنسبة الى الطائفة اليهودية، في إعفاء الشعب اليهودي من مسؤولية موت المسيح.

وفي كتاب نشر في 2011، كتب البابا ان quot;ارستقراطية المعبدquot; في القدس وquot;الجموعquot; -- وليس quot;الشعب اليهودي في مجملهquot; -- مسؤولة عن صلب المسيح. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رحب انذاك بquot;شجاعةquot; البابا، واعتبر عدد من المسؤولين الدينيين اليهود انها مرحلة أساسية في مكافحة معاداة السامية داخل الكنيسة.

واعلن المجلس اليهودي العالمي الاثنين في بيان ان بنديكتوس السادس عشر quot;رفع العلاقات بين الكاثوليك واليهود الى مستوى غير مسبوقquot;. وجاء في البيان quot;لم يقم أي بابا قبله بزيارة هذا العدد الكبير من الكنس. والتقى ممثلين عن الجالية اليهودية كلما قام بزيارة الى الخارج. لم يبذل أي بابا قبله الجهود التي بذلها لتحسين العلاقات مع اليهود على مستويات عدةquot;.

الرئاسة الفلسطينية: العلاقات مع الفاتيكان كانت جيدة ومتطورة في عهد بنديكتوس

واكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة الاثنين quot;ان العلاقات مع الفاتيكان كانت جيدة ومتطورة في عهد البابا بنديكتوس السادس عشر، وهي تاريخيا علاقات وثيقةquot;، ردا على اعلان استقالة البابا بسبب تقدمه في العمر.

واضاف لوكالة فرانس برس quot;قداسته زار فلسطين والتقى الرئيس محمود عباس وكانت زيارته تاريخية للحفاظ على الاماكن المقدسة وعلى السلام في المنطقةquot;. وتابع quot;الرئيس عباس التقاه عدة مرات حيث زار الفاتيكان وكانت اللقاءات ايجابيةquot;. واضاف quot;ان دولة فلسطين والفاتيكان يجمعهما كذلك كونهما عضوين مراقبين في الامم المتحدةquot;.

البطريرك المسكوني يصف البابا بأنه quot;صديقquot; الكنيسة الارثوذكسية

اعرب بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الاول الاثنين عن quot;حزنهquot; للاستقالة المعلنة للبابا بنديكتوس السادس عشر الذي وصفه بأنه quot;صديقquot; الكنيسة الشرقية.

وفي بيان نشر على الموقع الالكتروني للبطريركية التي مقرها في اسطنبول، اعتبر برثلماوس الاول ان البابا المستقيل quot;ما زال قادرا، بحكمته وتجربته، على ان يعطي كثيرا للعالمquot;.

واضاف quot;نحن الارثوذكس سنعتبره دائما صديقا لكنيستناquot;.

وشدد برثلماوس الاول الذي يؤيد بشدة الحوار بين الاديان على quot;التعاون الجيدquot; الذي اقامه مع البابا بنديكتوس السادس عشر في اطار جهود التقارب بين كنيستي الشرق والغرب.

اوباما يعرب عن quot;تقديرهquot; للبابا وquot;يصليquot; من اجله

اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعرب عن quot;تقديرهquot; للبابا بنديتكوس السادس عشر الذي اعلن الاثنين استقالته وquot;يصليquot; من اجله.

وقال اوباما في بيان ان quot;الكنيسة تؤدي دورا مهما في الولايات المتحدة والعالم، واتمنى كل الخير لمن سيجتمعون قريبا لاختيار خلف لقداسة البابا بنديكتوس السادس عشرquot;.

واضاف quot;ميشيل (زوجته) وانا نود ان نعرب عن تقديرنا ونرفع صلواتنا الى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشرquot;.

وكان اوباما وزوجته التقيا البابا لمرة واحدة خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الاميركي للفاتيكان في تموز/يوليو 2009.


بان كي مون يشيد بالتزام البابا التسامح والسلام

اشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين بquot;التزامquot; البابا بنديكتوس السادس عشر quot;العميق للحوار بين الاديانquot; والسلام، وذلك بعد اعلان البابا استقالته اعتبارا من 28 الجاري.

ونقل المتحدث مارتن نيسيركي عن بان كي مون quot;تقديره التزام البابا بنديكتوس السادس عشر العميق للحوار بين الاديان وعزمه على خوض التحديات العالمية التي يشكلها الحد من الفقر ومحاربة المجاعة وتعزيز حقوق الانسان والسلامquot;.

وامل الامين العام للمنظمة الدولية في ان quot;تكون الحكمة التي تحلى بها (البابا) خلال ولايته البابوية ارثا يتم البناء عليه لمزيد من الحوار والتسامحquot;.