تونس: أعلن وزير التربية التونسي، والقيادي بحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات المشارك في الائتلاف الحاكم، رفضه لمقترح رئيس الحكومة، حمادي الجبالي، بتشكيل حكومة كفاءات (تكنوقراط).

وقال عبد اللطيف عبيد في تصريحات خاصة لمراسل quot;الأناضولquot;: quot;لا أفهم كيف أن بلدا يصنع ثورة ثم يقول إنه سيعطي الحكومة للتكنوقراط، وكأن الذين نجحوا في الانتخابات هم غير جديرين بهذا النجاح، وليسوا قادرين على تسيير البلادquot;.
ويتعارض موقف الوزير مع موقف حزبه الذي يقوده رئيس المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان)، مصطفى بن جعفر، والذي وافق نهاية الأسبوع الماضي على مقترح الجبالي.
وأضاف عبيد: quot;لا أحبذ حكومة تكنوقراط من الكفاءات الوطنية؛ لأن السياسة ليست شيئا زائدا عن شخصية الإنسان، وأنا أرى أن الأحزاب التي نجحت في انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011 جديرة بالحكم، خاصة وأنه لم تبق إلا فترة قصيرة على الانتخابات المقبلةquot;.
وحذّر الوزير من أن الترويكا (الائتلاف الحاكم) إذا لم تتشكل الحكومة من أعضائها: quot;ستتصادم مع حكومة التكنوقراط، وستكون هناك معارضتان، المعارضة التقليدية الحالية ومعارضة الترويكاquot;.
واعتبر عبد اللطيف عبيد أن quot;المشكلة تكمن في أن الترويكا لم تكن واثقة من نفسها بدرجة كبيرة وفتحت المجال أمام الإعلام المضاد والمعارضة المضادة والثورة المضادة، ولم تقم بجهد كبير لدحض كثير من التشويهات والأباطيل التي كانت تروج يوميا خاصة في الإعلام المسموع والإعلام المرئيquot;.
وحول رأيه فيمن يقف وراء عملية اغتيال المعارض اليساري، شكري بلعيد، الأسبوع الماضي، قال عبيد: quot;قد تكون العملية في إطار مؤامرة.. فهناك قوى غربية وغيرها لها مصلحة في إفشال الربيع العربي، وإفشال التقاء الإسلاميين بالعلمانيين، كما هو الحال في حكومة الترويكاquot;.
ونفى عبيد أي علاقة لحركة النهضة بعملية الاغتيال قائلا quot;أستبعد أن تكون لحركة النهضة مسؤولية في الاغتيال، فقد تبين في الأيام الأخيرة أن حركة النهضة هي التي أصابها الضرر الأكبر من تلك العمليةquot;، وطالب عبيد بأن تأخذ العدالة مجراها.
واستبعد عبد اللطيف عبيد أن تنزلق البلاد إلى العنف، بقوله quot;التونسيون شعب متجانس ضارب في القدم فخلال ثلاثة آلاف سنة تعلم التونسيون التسامح والاعتدال والوسطيةquot;.
وسبق أن أعلن الطرفان الأخيران في الترويكا، وهما حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية رفضهما رسميا لاقتراح الجبالي بتشكيل حكومة تكنوقراط.
وأرجع محمد عبو، أمين عام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، رفض حزبه إلى تخوفه من أن تكون تلك الحكومة بوابة لعودة أعضاء حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل الحاكم سابقا في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، فيما بررت حركة النهضة رفضها بتخوّفها من عدم وجود أي أسماء يقع الاتّفاق حول استقلاليتها.
ومن جانبه أرجع رئيس الحكومة الجبالي، في وقت سابق، رغبته في تشكيل حكومة تكنوقراط إلى أن المفاوضات مع الأحزاب السياسية حول تشكيلة الحكومة الجديدة وصلت إلى طريق مسدود.