لم يترشّح الاقباط والنساء بشكل يعكس مكانتهم في المجتمع المصري خلال الانتخابات الماضية، ولتدارك ما فات، يسعى الاخوان المسلمون وجبهة الانقاذ المعارضة كل حسب طريقته الى كسب ودّ المرأة والأقباط للترشح ضمن قائماتهم الانتخابية.
أحمد حسن من القاهرة: يتسابق الاخوان المسلمون في مصر وخصومهم الليبراليون وأنصار الدولة المدنية، من أجل كسب ودّ قاعدة عريضة من المصريين تتمثل في الأقباط والنساء. ويأتي ذلك في سياق الاستعداد للانتخابات البرلمانية القادمة
أعلن حزب الحرية والعدالة عن استعداده لتمثيل مشرف لكل من الأقباط والمرأة في قائماته، في حين استغلت جبهة الإنقاذ رفض بعض التيارات الإسلامية التمثيل المتقدم للمرأة، لتعلن عن اختيار أقباط وسيدات على رأس قائمات الجبهة.
لا اعتراض على النساء وكوتا للأقباط
يوضّح فريد إسماعيل، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة أن الحزب كان ملتزمًا بنتائج الحوار الوطني حول قانون الانتخابات، ومؤيدًا لوضع المرأة في النصف الأول من القائمة الانتخابية، ولم يكن له اعتراض على كوتا للأقباط.
يضيف لـquot;إيلافquot;: الحزب يؤمن بدور المرأة البرلماني، وكانت لنا تجارب ناجحة في الانتخابات السابقةquot;.
ويشير إسماعيل إلى أن الحزب قرر بأن يكون تمثيل الأقباط في القائمات وبعض المقاعد الفردية ما بين 5% و7% من المرشحين، وتتراوح نسبة تمثيل الشباب ما بين 25 % و30%، وعلى أن يكون تمثيل المرأة بنسبة 20%، وسوف يعتمد الحزب في اختياراته للمرشحين من الأقباط على بعض الأعضاء بالحزب، حيث يضم المؤتمر العام لحزب الحرية والعدالة (11) قبطيًا من إجمالي( 1025)، في حين يبلغ عدد الأقباط المؤسسين في الحزب ( 93 ) عضوًا من أصل (8821).
الأقباط في الصدارة
يقول فريد إسماعيل القيادي في حزب الحرية والعدالة، إنّ حزبه quot;يقوم بمخاطبة بعض القيادات القبطية والرموز للترشيح على قوائم الحزب، حيث سيكون الأقباط على رأس العديد من القائمات وتحديدًا في دوائر الصعيد مثل: بني سويف، وسوهاج، وأسيوط حيث تتركز الكتلة القبطية من الناخبين، كما استقر الحزب على ترشيح النائبات بالبرلمان السابق، ومن بينهن: الدكتورة عزة الجرف، والدكتورة أميمية كامل، والدكتورة هدى غنية، ومن المقرر أن يرشح الحزب ما لا يقل عن (80) مرشحة من السيدات منهن ( 40 ) مرشحة في مراكز متقدمة من القوائمات، وقد قام الحزب بعقد دورات تدريبية أقيمت لخمسمائة شباب وفتاة من مختلف المحافظات من أجل اختيارهم للترشح، ونجح في الاختبارات حتى الآن حوالي 45 شابًا وفتاةًquot;.
لا تمييز لفئة على حساب أخرى
يؤكد مراد علي، وهو المتحدث الرسمي لحزب الحرية والعدالة لـquot;إيلافquot; أنّ حزبه يمثل الأغلبية، ومن المؤكد سعيه الى تمثيل جميع عناصر المجتمع دون تمييز فئة على أخرى ودون تجنب كتلة أساسية في المجتمع مثل المرأة والأقباط؛ لما لهم من دور عظيم في نجاح ثورة يناير المجيدة؛ على حدّ تعبيره.
يضيف: quot;هناك حرص من الحزب بتمثيل مشرف ومميز للأقباط والمرأة عند ترتيب المرشحين في القائمة والفرديquot;.
وأشار إلى أن الحزب كان يسعى الى ترشيح أقباط في الانتخابات الماضية إلا أن الأقباط أنفسهم كانوا متخوفين وامتنعوا عن الترشح على قائمات الإخوان المسلمين، وهو ما سيختلف خلال الانتخابات المقبلة.
السلفيون يضعون معايير
يوضّح صلاح عبد المعبود، القيادي في حزب النور السلفي أن حزبه لا يمانع في ترشيح المرأة في جميع القوائم، ولكن دون تمييز أو ضغط على الأحزاب ونفس الأمر بالنسبة للأقباط.
يقول: quot;حزب النور بما يحمله من وسطية، فإنه يعمل على مصلحة الجميع دون استثناء، فهناك أقباط صوتوا لصالح حزب النور في الانتخابات الماضيةquot;.
يضيف لـquot;إيلافquot;: اختيار المرشحين سوف يكون ضمنهم سيدات وأقباط، ونحن وضعنا معايير لترتيب المرشحين سوف تطبق على الجميع بالعدل دون محاباة أو تمييز.
شروط تجاه الأقباط
من جانبه، يؤكد جمال صابر، رئيس حزب الأنصار السلفي لـquot;إيلافquot; أن التحالف الحر الذي يضم عددًا من الأحزاب السلفية بقيادة الشيخ حازم أبو إسماعيل قد وضع شروطًا لترشيح الأقباط على قائمات الحزب من بينها: الإيمان بفكر ومنهج التحالف القائم على ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية، أما بالنسبة لترشيح المرأة فنحن نؤمن بدورها، ولكن دون تميز في الترتيب وسوف يتم الدفع بعدد من المرشحات.
الليبراليون يعوّلون على النساء
للأحزاب الليبرالية كذلك موقفها في مسألتي الاقباط والنساء، ويؤكد الدكتور عبد الجليل مصطفى، عضو جبهة الإنقاذ المدنية المعارضة لـquot;إيلافquot; أن الجبهة quot;تعطي اهتمامًا كبيرًا لترشيح المرأة والأقباط على رأس القائمات الانتخابية؛ سعيًا لكسب أصوات كتلة كبيرة من الشعب وإعطائهم دورًا بعد تجاهلهم من قبل الأحزاب الإسلامية، وقد تراجع الإخوان عن وعودهم في الحوار الوطني أثناء النظر في قانون الانتخابات.
وأوضح أن الاتجاه يتم نحو ترشيح 30 % للأقباط على قوائم الجبهة وتخصيص 15% للمرأة في الترتيب وسيكون ترتيبًا متقدمًا جدًا في القائمات، ومن المنتظر أن تقوم الجبهة بمخاطبة الكنيسة لترشيح عدد من الأقباط للدخول ضمن قائماتها، إلى جانب التقدم لمراكز حقوقية متخصصة قبطية للترشيح أيضًا، كما سوف تتم مخاطبة مراكز حقوق المرأة والمجلس القومي للمرأة لترشيح عدد من السيدات، على حد تعبيره.
ويؤكد الدكتور عبد الجليل مصطفى أن الجبهة تستغل جميع الظروف لإسقاط التيار الإسلامي، وهناك كتلة كبيرة تمثل المرأة والأقباط ولا بد من استغلال أصواتهم.
في صالح المعارضة
يرى الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بشؤون الأحزاب بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن رفض الإسلاميين وجود كوتا للمرأة والأقباط في قانون الانتخابات، سوف يصب في صالح جبهة الإنقاذ بالحصول على أصوات كتلة انتخابية كبيرة بالمجتمع، ولو تم استغلالها على النحو المطلوب والوصول إليها ستحقق الجبهة نتائج عظيمة في الانتخابات.
ويتوقع وجود صراع كبير بين الإخوان وجبهة الإنقاذ لنيل أصوات المرأة والأقباط، بالاضافة إلى سعيهم الى ترشيح عدد كبير منهم في القائمات والنظام الفردي في ظل استبعاد الأحزاب السلفية ترشيح أحد من الأقباط.
التعليقات