القانون الذي أقرته اللجان المختصة في البرلمان اللبناني اليوم بشأن الانتخابات البرلمانية أثار غضب كتلة المستقبل التي وصفت الأمر بـquot;المشروع الانتحاريquot; وأفضل هدية تُقدم لإسرائيل.
بيروت: أقرت اللجان المختصة في البرلمان اللبناني اليوم الثلاثاء مشروع قانون جديد تجري على أساسه الانتخابات النيابية في يونيو/حزيران المقبل وهو قانون اللقاء الارثوذكسي الذي يقضي بأن يكون لبنان دائرة انتخابية واحدة، تنتخب كل طائفة ممثليها وتُعتمد على أساسه النسبية في العملية الانتخابية.
وصوّتت كل الأحزاب والتيارات السياسية مع القانون بعد انسحاب نواب تيار المستقبل الذي يرأسه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، ونواب الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط والنائبين المستقلين روبير غانم وبطرس حرب.
ويُنتظر أن يدعو رئيس المجلس النيابي نبيه بري لجلسة للهيئة العامة لمجلس النواب يتم التصويت خلالها على مشروع القانون ليصبح نافذا إذا نال أكثرية الأصوات.
وينص مشروع القانون الجديد أيضا على أن يصبح عدد نواب البرلمان اللبناني الجديد 134 أي بزيادة نائبين للأقليات المسيحية، ونائب كاثوليكي، ونائب درزي، ونائب شيعي ونائب سني، بعد أن كان يضم 128 عضوا.
ووفق التوزيع الطائفي السياسي المعتمد منذ عام 1989، فإن مقاعد البرلمان اللبناني الـ128 موزّعة مناصفة بين المسلمين والمسيحيّين وفق الحسابات التالية: 28 للسنّة، 28 للشيعة، 34 للموارنة، 14 للأرثوذكس، 8 للدروز، 8 للكاثوليك، 5 للأرمن، 2 للعلويّين، ومقعد واحد للأقلّيّات.
ويختلف مشروع قانون quot;الأرثوذكسيquot; عن نظيره الذي جرت على أساسه الانتخابات النيابية الماضية في عام 2009 والمعمول به حاليا في أن القانون الحالي ينص على تقسيم البلاد وفقا للمناطق على أن تقسّم العاصمة بيروت إلى 3 دوائر ما يجعل عدد الدوائر بشكل عام 24 دائرة انتخابية، فيما ينص قانون quot;اللقاء الأرثوذكسيquot; على أن يكون لبنان دائرة واحدة تتنافس فيها قوائم انتخابية طائفية أي كل طائفة يكون لها قوائم انتخابية خاصة بها تتنافس في ما بينها، فتفوز كل قائمة بعدد مقاعد يوازي نسبة الأصوات التي حصلت عليها.
ومواكبة لإقرار مشروع القانون عبر اللجان النيابية، أطلق عدد كبير من اللبنانيين حملة واسعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي بعنوان quot;أنا ضد قانون اللقاء الأرثوذكسيquot;، معتبرين أنّه قانون طائفي يعزّز الانقسام بين اللبنانيين.
وفيما اعتبر الحريري في تصريحات صحافية أن إقرار مشروع اللقاء الأرثوذكسي في اللجان المشتركة quot;يوم أسود في تاريخ العمل التشريعيquot;، بشّر النائب آلان عون، عضو تكتل quot;التغيير والإصلاحquot; الذي يرأسه العماد ميشال عون، اللبنانيين بأنّه quot;تم قطع مسافة كبيرة في الطريق من أجل إجراء الإنتخابات تبعاً لقانون جديد رغم محاولات البعض لعرقلة النقاش إلا أن الديمقراطيّة انتصرت وتم إقرار مشروع القانون الأرثوذكسيquot;.
وترى كتلة quot;المستقبلquot; أن مشروع القانون يدخل لبنان وطريقة الحكم فيه في منزلق خطير وغير مسبوق يهدد بتدمير ما سبق ان عاشه الشعب اللبناني من قيم وخاصة العيش المشترك والاعتدال.
واعتبرت الكتلة في بيان لها، بعد اجتماعها الاسبوعي تلاه النائب عمار حوري، أن quot;ما اقدم عليه بعض النواب في جلسة اللجان لم يكن الا نتيجة ساعة تخلّ عن اسس لبنان وهو يوم اسود في تاريخ التشريع اللبنانيquot;. ورفضت الكتلة المشروع quot;المدمر لمبادئ الميثاق الوطني واسس العيش المشترك، التي اقدمت عليها بعض الجهاتquot;، معتبرة اياه quot;افضل هدية للعدو الاسرائيليquot;.
وأكدت الكتلة أنها quot;تصر على التمسك بموقفها ولن تتوقف عن معارضة المشروع الانتحاري بكل الوسائل الديمقراطية المتاحة والوقت لا يزال معادا للعودة عن المعصية وتحولها الى خطيئة مميتة وتدارك الامر عبر عدم اقراره في الهيئة العامة لمجلس النوابquot;.
التعليقات