كويتا: كانت اجواء الغضب مخيمة الاربعاء لدى تشييع 89 شيعيا قتلوا في احد اكثر الاعتداءات دموية في تاريخ باكستان ضد هذه الاقلية المسلمة، ما ادى الى وقوع صدامات بين اقارب الضحايا وقوات الامن.
وكان الزعماء الشيعة في كويتا عاصمة ولاية بلوشستان (جنوب غرب) وافقوا الثلاثاء على انهاء احتجاجات دامت ثلاثة ايام ودفن موتاهم بعد ان نفذت السلطات مداهمة ضد مشتبه بهم ووعدت اسر الضحايا بتعويضات مالية.
لكن اسر الضحايا رأت ان هذه التدابير لم تكن كافية. وقال مراسل لفرانس برس على الارض ان حوالى الف متظاهر رددوا الاربعاء شعارات معادية للحكومة.
ووسط اجواء غضب، رفض شباب ونساء في البداية تشييع الضحايا ثم قاموا بدفنهم. وخلال مراسم التشييع القى اقارب الضحايا الحجارة على سيارة كانت تقل مسؤولا حكوميا ما حمل الشرطة على اطلاق النار في الهواء.
ولم يصب احد بجروح لكن كلما كان يدفن نعش كان مئات الاشخاص يشكلون سلسلة بشرية تضامنا ولحماية مراسم التشييع.
ومنذ العاشر من كانون الثاني/يناير شهدت باكستان اعتداءين ضد الشيعة يعتبران الاكثر دموية في تاريخها واسفرا في كويتا عن مصرع 92 و89 شخصا على التوالي.
واعلنت جماعة عسكر جنقوي المسلحة المحظورة مسؤوليتها عن هجمات كويتا.
وهذه الجماعة منبثقة عن حركة متشددة تأسست في ثمانينات القرن الماضي لمحاربة نفوذ الثورة الايرانية في باكستان. وفي العام 2001 افرجت محكمة عن مالك اسحق رئيس جماعة جنقوي بكفالة، بعد ان امضى 14 عاما في السجن.
وتساءل علي رضا (35 عاما) quot;لماذا يقتلوننا؟ ما ذنبنا؟quot;.
واضاف كاظم علي احد الطلاب الذي اتى لدفن قريب له quot;اننا في حال صدمة نريد ان تتخذ الحكومة تدابير فعلية. الجيش فرصتنا الاخيرة عليه ان ينفذ عملية واسعة النطاقquot; ضد المجموعات الاسلامية المسلحة.
واسفت اللجنة الباكستانية لحقوق الانسان لعدم توجه الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الى كويتا لتهدئة غضب الشعية بعد اعتداء العاشر من كانون الثاني/يناير والتفجير الذي وقع في نهاية الاسبوع.
التعليقات