كبرت جرذان طهران وغزت المدينة، حتى تجاوز حجمها حجم الهررة، فما كان أمام النظام الإيراني إلا الاستعانة بالقناصة ليلًا لإبادتها، بعدما فشلت كل الوسائل الأخرى.


حين يتعلق الأمر بالتصفية والإبادة، فلدى النظام الإيراني خبرة يعترف بها العدو والصديق. وهذه ميزة يريد هذا النظام توظيفها الآن لسحق عدو جديد... الجرذان التي تغزو طهران، والتي لم تنفع كل الوسائل الأخرى في التخلِّص منها. فبعدما أثبت السمّ عدم فاعليته في مكافحة العدو الجديد، استخدمت السلطات الإيرانية فرقًا من القنّاصة.

جرذ بحجم الهر
تعيث الجرذان فسادًا في 26 منطقة في طهران، بحسب وكالة البيئة الإيرانية، وخصوصًا في جادة ولي عصر، التي تشطر المدينة من الشمال إلى الجنوب، وتتوسطها المطاعم الفخمة ومطاعم الوجبات السريعة. وهي جرذان عملاقة، تردد أن وزنها يصل إلى عشرة ارطال، ويصل حجمها إلى حجم الهررة.

قال إسماعيل كهرام، الأستاذ الجامعي ومستشار مجلس بلدية طهران لشؤون البيئة، في تصريح صحافي: quot;تعرّضت الجرذان لطفرة وراثية على ما يبدو، ربما نتج ذلك من إشعاع كيميائي استخدم ضدهاquot;.

أضاف: quot;إنها الآن أكبر، وتبدو مختلفة، وهذه تغيرات تحتاج عادة ملايين السنوات من النشوء والتطورquot;، مشيرًا إلى أن وزن الجرذ في طهران قفز من 60 غرامًا إلى خمسة كيلوغرامات، وأن القطط باتت الآن أصغر حجمًا منها.

حرب مستمرة
ازدادت مقاومة الجرذان للسمّ، الذي يُستخدم عادة ضدها، فلجأ مجلس بلدية طهران إلى طرق غير تقليدية، ناشرًا عشر فرق من القناصة يخرجون ليلًا لاصطيادها ببنادق مزودة بأجهزة للرؤية الليلية.

ونقلت صحيفة تايمز عن رئيس وكالة البيئة محمد هادي حيدر زادة قوله: quot;نستخدم السموم الكيميائية لقتل الجرذان خلال النهار، والقناصة لقتلها خلال الليل، فأصبحت حربًا متواصلة على مدار الساعةquot;. واقترح مسؤولون في مجلس المدينة تشكيل مجلس أعلى لمكافحة هذه الآفات.

وقتل القناصة حتى الآن 2205 جرذان فقط، لكن مجلس بلدية طهران يعتزم زيادة فرق القناصة إلى 40 فريقًا. وتحرق الجرذان بعد قتلها، أو تُنقل إلى منطقة كهريزك في جنوب طهران، حيث تُدفن بعد تغطيتها بالكلس، وهي المنطقة نفسها التي تضم معتقلًا سيئ الصيت، سُجن فيه محتجّون معارضون للنظام في ظروف مروعة، بعد انتخابات 2009 الرئاسية المطعون في نزاهتها.