سحب مثقفون مصريون الثقة من الرئيس المصري محمد مرسي وطالبوا باجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وكان مرسي عدل يوم أمس موعد الانتخابات التشريعية بما يتوافق مع أعياد المسيحيين المصريين.


القاهرة: أصدرت الجبهة الوطنية للثقافة والتغيير - تحت التأسيس- ومثقفون وأكاديميون مصريون بيانًا الأحد أعلنوا فيه سحب الثقة من الرئيس المصري محمد مرسي وحكومته وطالبوا باجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وانتقد البيان quot;حفاظ الرئيس مرسي على السياسات القديمة التي كانت سائدة في عهد (حسني) مبارك نفسها دون وجود أي استراتيجيةquot;.

وجاء في البيان أنه quot;بمبادرة من الجبهة قام اكثر من مائة مثقف وفنان مصري باصدار هذا البيان، حيث يرى الموقعون أنه يجب سحب الثقة بمرسي وحكومته ويدعون كل طوائف الشعب المصري ونقاباته وحركاته الثورية واحزابه السياسية الى التأكيد على هذه الخطوة واعلان تأييدهم لاجراء انتخابات رئاسية مبكرةquot;.

وطالب البيان quot;باقالة فورية لكامل حكومة هشام قنديل الفاشلة ذلك لأن مصر في اشد الحاجة الى وزراء مبدعين في مجالاتهم كافة وليست في حاجة الى موظفين وتكنوقراطquot;.

وأكد على ضرورة quot;اقامة حكومة وفاق وطني موقتة تضم ممثلين لمختلف الاتجاهات الوطنية والسياسية والفكرية والمستقلين الى جانب محاسبة المسؤولين وقياداتهم السابقة والحالية عن كل الدماء والشهداء الذين سقطوا من اجل ثورة يناير العظيمةquot;.

وأوضح أن quot;الحكومات التي تعاقبت على ادارة مصر بعد ثورة 25 يناير لا تمثل القوى الثورية القائمة ولا تعبر عن اهدافها الى جانب غياب أي اجراءات حقيقية تستجيب لمطالب الشعب الملحةquot;.

واعتبر البيان أن quot;من اهم اسباب تأخر ثورة يناير المجيدة عن تحقيق اهدافها يكمن في فشل حكومة مرسي في وضع مشروع شامل وحقيقي لاستراتيجية ثقافة قومية تطرح بديلاً ثقافيًا وفكريًا ومؤسسيًا جديدًا يمكنه أن يحتضن برنامج عمل يقوم على ارضية علمية وحضارية صحيحة يلتف من حولها شعب مصر العظيم بمختلف اتجاهاته الفكرية وانتماءاته العقائديةquot;.

وأكد أنّ quot;الاعتراض على مؤسسة الرئاسة هو اعتراض ثقافي في الاساس وهو وجه الاحتراب الذي لم ينتبه اليه مرسي وحكومته الفاشلة فالصراع الدائر في مصر الآن هو صراع بين ثقافة جماعة مؤطرة بإرث تاريخي يصلح لها وحدها ومن اقتنع بمبادئها وثقافة شعب متعدد الطوائف والمشارب والاتجاهاتquot;.

ومن الموقعين على البيان الروائيون صنع الله ابراهيم وابراهيم عبد المجيد وميرال الطحاوي وسعد القرش والشعراء سيد حجاب وعبد المنعم رمضان والنقاد عبد المنعم تليمه وعلاء عبد الهادي وعز الدين نجيب ومن الفنانين محسنة توفيق وصفاء الطوخي، الى جانب عدد كبير من اساتذة الجامعات.

تعديل موعد الانتخابات التشريعية

إلى ذلك، أصدر الرئيس المصري قرارًا جمهوريًا بتعديل موعد الانتخابات التشريعية quot;استجابة لمطالب الاخوة المسيحيينquot;، بحسب بيان للرئاسة السبت.

وبموجب القرار الجديد جرى تقديم موعد الجولة الاولى للانتخابات بحيث تجري في 22 و23 نيسان (أبريل) بعدما كانت مقررة يومي 27 و28 منه، فيما تجري الاعادة للجولة نفسها في 29 و30 نيسان (أبريل) بدل يومي 3 و5 ايار (مايو).

وتزامنت المواعيد السابقة للانتخابات مع احتفالات عيد الفصح لدى الاقباط المصريين الذين اشتكوا من هذا الامر وطالبوا بتعديلها. وقال بيان الرئاسة إن التعديل جاء quot;في استجابة سريعة من الرئيس مرسي لمطالب الأخوة المسيحيين بتعديل موعد اجراء المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النوابquot;.

وأضاف أن quot;التعديلات شملت تقديم مواعيد باقي المراحل وجولة الاعادة بواقع يومين أو ثلاثةquot;. ووفقًا للقرار الجديد، سيعقد مجلس الشعب الجديد اول اجتماعاته في الثاني من تموز (يوليو) بدلًا من السادس منه.

وكانت الانتخابات التشريعية الاخيرة التي نظمت في اواخر 2011 واوائل 2012 قد جرت على ثلاث مراحل كل منها على قسمين وبحسب المناطق. وانبثق من تلك الانتخابات برلمان يسيطر الاسلاميون على نحو 70% من مقاعده.