يستمر تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن، وتستمر السلطات الأردنية في استضافتهم على الرغم من ضيق ذات يد ميزانيتها وضعف اقتصادها. وقد ألفت لجنة أمنية تعنى بمتابعتهم، كما اصدرت بطاقة لاجئ لتسهيل أمرهم، تسلمها 197 ألف لاجئ حتى اليوم.


رانيا تادرس من عمان: استحدث الأردن منذ العام الحالي إدارة أمنية مختصة بإدارة شؤون اللاجئين السوريين، في ظل تزايد أعدادهم في المخيمات، اضافة إلى المتناثرين في محافظات المملكة المختلفة، عبر إصدار بطاقة لاجئ لهم، لتكون هوية إثبات شخصية لهم لتسهيل أمور حياتهم المختلفة، لأنها معتمدة لدى كافة الجهات الحكومية في الاردن. وقد حصل عليها لغاية امس الأحد 197 ألف سوري.

ووفق مصادر حكومية رسمية تحدثت لـquot;ايلافquot;، يأتي إنشاء هذه الادارة التي تضم جهات امنية وغير حكومية تعنى بملف اللاجئين، في ظل تزايد أعداد اللاجئين ومؤشرات متوفرة لدى الداخل الاردني الرسمي والامني على أن الازمة السورية مستمرة ولا تلوح في الافق أي نهاية وشيكة لها. فقد قررت الدولة الاردنية إنشاء هذه الادارة لضبط أمور المخيمات والمقيمين فيها من مدنيين وعكسريين منشقين في مخيم خاص، لتنظيم أمور حياتهم وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والامن لهم، وكل احتياجات حياتهم وتقديم المساعدات لهم.

ضابط لكل مخيم

يوزع السوريون، وفق الناطق الاعلامي لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن انمار الحمود، في عدة مخيمات أهمها الزعتري شمال عمان، وفيه اليوم 99 ألف لاجئ، متوقعًا أن يستوعب كذلك خلال الفترة المقبلة اكثر من 30 الف لاجئ في ظل استمرار الازمة. كما يوجد في محافظة الرمثا ثلاثة مخيمات صغيرة، وهي سكن الحديقة ويتواجد فيه 3657 لاجئا، وسكن سابير ستي ويحتضن 400 شخص، اما المخيم الثالث فهو مخيم العسكريين من الجيش النظامي المنشق، وعدد اللاجئين فيه يصل إلى 2286 عسكريًا.

يقول الحمود: quot;بات من الضروري تنظيم أمور هذه المخيمات، لذا تم استحداث إدارة متخصصة للإشراف على تلك المخيمات وحماية اللاجئين أنفسهم، خصوصًا أن مشاكلهم كثيرة، وكذلك لحماية الممتلكات والافراد القائمين بتقديم الخدمات الصحية والغذائيةquot;.

وقال المقدم محمد الخطيب، الناطق الاعلامي باسم مديرية الامن العام، لـquot;ايلاف quot; إن الحكومة الاردنية منذ 14 كانون الثاني (يناير) الماضي قررت استحداث ادارة لشؤون مخيمات اللاجئين السوريين برئاسة لواء عامل في جهاز الامن، إلى جانب كل الجهات الأمنية والحكومية المختلفة الموزعين على عدة مخيمات في المملكة.

اضاف: quot;تم تعيين ضابط امني برتبة عقيد لضبط امور كل مخيم امنيًا وإداريًا، وكذلك وضع مركز امني مدعم بقوة أمنية كبيرة لحماية المخيم، وحل المشاكل التي تحدث إلى جانب قوات الدرك، ومهمتها حلّ النزاعات وفضّ المشاجرات والسيطرة على أعمال الشغبquot;.

مستمرّون باستضافتهم

بحسب المعلومات الواردة لـquot;ايلافquot;، تتوقع مراكز صنع القرار في الاردن أن يصل عدد اللاجئين السوريين إلى مليون لاجئ قريبًا، ما يستدعي إنشاء مخيمات جديدة. وأكد الحمود انه يتم تجهيز وبناء مخيم جديد هو مخيم رجيب الفهود في محافظة الزرقاء، وسعته نحو 5500 لاجئ بتبرع من الامارات لافتًا في السياق ذاته إلى أن الحكومة الاردنية تدرس إقامة مخيم آخر لم يحدد موقعه بعد، لكن يستوعب نحو 50 ألف لاجئ.

وأكد الحمود أن الاردن مستمر في استضافة اللاجئين وتحمل أعباء الاستضافة العالية إلى حين انتهاء الازمة، ومسألة عودتهم حتمية بهد نهاية الازمة لكنها طوعية، فمن يريد البقاء لن يجبره الاردن على المغادرة.

وطالب المجتمع الدولي بالإسراع لانهاء الازمة السورية، كما دعا المنظمات الدولية والدول العربية للقيام بواجبها بدعم الاردن الذي بات غير قادر على تحمل اعباء المالية المرتفعة لاستضافة السوريين.