كشفت تقارير أمنية وإعلامية استقت معلوماتها من اعترافات quot;عميل لحزب اللهquot; اللبناني، عن مخططات للحزب لاغتيال إسرائيليين وأجانب آخرين في الخارج استنادا إلى شبكة تجسس تزوّده بالمعلومات اللازمة.

بيروت: السياح الإسرائيليون الذين استقلوا طائرة تابعة لإحدى شركات الطيران الخاصة من تل أبيب إلى قبرص في 6 يوليو/تموز، لم يدروا أن عيوناً كانت تراقبهم عند وصولهم. فقد كان هناك رجل يحصي الركاب عند نزولهم من الطائرة وصعودهم إلى حافلة أقلتهم إلى الفندق الذي سيقيمون فيه والذي كان هو الآخر مراقباً عن كثب، وفقاً لصحيفة quot;واشنطن بوستquot;.
ذلك الأجنبي الملتحي، الذي ظل يتعقب الإسرائيليين بصمت، قام بواجبه على أكمل وجه، فعرف أين سيقيم هؤلاء، وأين سيتسوّقون ويتناولون وجباتهم. وعرف أيضاً نوع الحراسة الأمنية على الفندق الذي يقيمون فيه وعلى مرآب السيارات، وما هو الوقت الذي ستستغرقه الشرطة للوصول إلى المكان.
لكن الرقيب كان مراقباً بدوره، فعندما ألقت الشرطة القبرصية القبض عليه لم يكن ذلك الرجل سوى عميل لحزب الله اللبناني وسرعان ما أقرّ بتجسسه على أولئك السياح الإسرائيليين، لكنه زعم أنه لا يدري السبب وراء ذلك.
وأبلغ الرجل الشرطة أنه يجمع فقط معلومات عن اليهود، قائلاً إن quot;هذا ما تفعله منظمته في كل مكان من العالمquot;.
غير أن اعتقال حسام يعقوب، اللبناني المولد والسويدي الجنسية، يوم 7 يوليو/تموز ما لبث أن أصبح طي النسيان حتى جاءت حادثة تفجير حافلة كانت تقل مجموعة أخرى من السياح الإسرائيليين في منتجع بورغاس البلغاري. وأسفر الحادث عن مقتل خمسة إسرائيليين وسائق الحافلة البلغاري، ووجهت السلطات أصابع الاتهام لحزب الله.
بعد سبعة أشهر من ذلك الهجوم، بدأت تتكشف المزيد من التفاصيل عن قضية المعتقل يعقوب، والذي مثل علناً للمرة الأولى أمام المحكمة الأسبوع الماضي في قبرص. غير أن الرواية الكاملة وردت بمستندات قانونية تلخص إفادات المتهم السويدي للشرطة أثناء استجوابه والتي حصلت عليها quot;واشنطن بوستquot;.
الأدلة التي تضمنتها تلك المستندات تتطابق مع نتائج توصل إليها محققون في بلغاريا وممثلو الادعاء العام في تايلاند والهند وأذربيجان وكينيا ودول أخرى شهدت موجة اغتيالات وتفجيرات ارتبطت بحزب الله أو quot;راعيتها الرئيسةquot; إيران.
ويعتبر المسؤولون الأميركيون أن تلك الحوادث، التي وصفتها الصحيفة بـ quot;المؤامراتquot;، جزء من حرب سرية تديرها طهران، والهدف في جانب منها هو الانتقام من الغرب لمحاولة عرقلة برنامج طهران النووي.
وتكشف الأدلة التي حصلت عليها الصحيفة جهود حزب الله quot;الاحترافية والجيدة التمويلquot; لتجنيد وتدريب ونشر عملاء في القارة الأوروبية، والتي يصفها محللون أميركيون بأنها quot;استعدادات من جانبه للقيام بما سموه عمليات إرهابية في المستقبلquot;.
ومع أن معظم الهجمات التي خطط حزب الله لتنفيذها في السابق، إما أُجهضت أو فشلت، إلا أن المعلومات التي جمعتها أجهزة الاستخبارات الغربية تُظهر أن حزب الله يتعلم من أخطائه، ويطبق أساليب عملاء الاستخبارات المحترفين للتعتيم على عملياته والتوسع في تهديداته، وفقاً لمسؤولين أميركيين حاليين وسابقين.