من المتوقع أن تفترق عواصم أوروبية عن واشنطن المتلكئة، وأن تبدأ تسليح المعارضة السورية خلال الأشهر القليلة المقبلة، كما أفاد ممثل الائتلاف الوطني للمعارضة السورية في بريطانيا وليد سفور.


توقع ممثل الإئتلاف الوطني للمعارضة السورية وليد سفور في مقابلة مع صحيفة الغارديان quot;ان يكون هناك اختراق ينهي القيود التي فرضتها الدول الأوروبيةquot; على ارسال السلاح عندما تعقد مجموعة اصدقاء سوريا مؤتمرها القادم في تركيا في الربيع أو مطلع الصيف هذا العام.

وقال سفور في حديثه لصحيفة الغارديان إن الإمدادات العسكرية quot;ستكون ما نحتاجه من ذخيرة ونوعية السلاح الذي نحتاجه لردع النظام السوري عن استخدام الطائرات وصواريخ سكود في قصف القرى والمخابزquot;.

وأكد سفور quot;نحن نتقدم بإطراد على الأرض ولكننا نعاني نقص العتاد ونتوقع ان يتغير هذا الوضع في المؤتمر القادم لأصدقاء سوريا في اسطنبولquot;.

إٍسقاط مروحية

وقال مسؤول آخر في المعارضة السورية يعمل في مجال إيصال الامدادات الى فصائل المعارضة المسلحة إن القيود الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة وتركيا على تدفق السلاح عبر الحدود التركية شهدت تخفيفا ملحوظا خلال الأيام الأخيرة. وأشار الى إسقاط مروحية وطائرة ميغ خلال اليومين الماضيين بصواريخ مستوردة للمرة الأولى.

وقال المسؤول في المعارضة السورية الذي لم يذكر اسمه لصحيفة الغارديان quot;ان هذه لم تكن اسلحة تم الاستيلاء عليها من قواعد الجيش السوري كما في السابق، بل هذه خرجت من مستودعات تركية وهي اسلحة اشترتها المعارضة من قبل، ولكن لم يُسمح بنقلها عبر الحدودquot;.

وتابع المصدر quot;في السابق كان 23 ملم هو العيار الأقصى للمضادات الجوية المسموح بها لقاذفات آر بي جي من دون قذائف خارقة للدروع. ولكن تغيرًا كبيرًا حدث على الأرض الآن والسياسة أخذت تتغيرquot;.

أبعد من الموقف الرسمي

واعرب المسؤول المعارض عن اعتقاده بأن quot;التحول في المواقف الاميركية يذهب أبعد بكثير من التقارير الرسميةquot; وان quot;واشنطن تعرف انها لم تعد قادرة على ترك المشكلة تتفاقمquot;.

وكان الاتحاد الأوروبي قرر رسميًا تغيير سياسة الحظر المفروض على توريد السلاح الى سوريا، حكومة ومعارضة، بالموافقة على إمداد المعارضة بعربات مصفحة ومعدات عسكرية غير فتاكة ومعونات تقنية. وجاء هذا الإجراء بالتزامن مع اول زيارة قام بها وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى بلد مسلم حين وصل الى انقرة حيث اجتمع بالمسؤولين الأتراك لبحث الأزمة السورية.

ولم يذكر ممثل الائتلاف الوطني في بريطانيا وليد سفور اسماء الدول الاوروبية المرشحة للمبادرة الى مدّ المعارضة بالسلاح، ولكن من المتوقع أن تكون الحكومة البريطانية أول المبادرين إلى اغتنام فرصة التخفيف من قيود الاتحاد الاوروبي على توريد السلاح، لأن بريطانيا هي التي تصدرت المطالبة بتخفيف هذه القيود اصلاً.

ومن المقرر أن يتلو وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بيانا في مجلس العموم الاسبوع المقبل يتحدث فيه عن طبيعة المعدات الجديدة التي ستقدمها بريطانيا الى فصائل المعارضة السورية وشكل التدريب الذي تعتزم توفيره لمناضليها. ومن المتوقع أن تشتمل المساعدات على عربات مدنية مصفحة من النوع الذي تزوده الحكومة البريطانية لموظفي الأمم المتحدة العاملين في سوريا.

وبإصرار من بريطانيا سيخضع الحظر الأوروبي على إرسال السلاح إلى سوريا للمراجعة مرة أخرى في حزيران/يونيو ومن المتوقع أن تطالب لندن بمزيد من تخفيف القيود على ما يمكن تقديمه للمعارضة إذا استمر النزاع الذي اسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 70 الف شخص بلا هوادة.

وقال مسؤول بريطاني إن بريطانيا ستواصل الضغط على نظام الأسد quot;وان مؤتمر اصدقاء سوريا في روما لم يكن نهاية عملية، بل هو بداية عمليةquot;.

مراجعة للمواقف

وأوضح سفور في حديثه لصحيفة الغارديان quot;إذا لم يتغير حظر الاتحاد الاوروبي فان بعض دول الاتحاد ستغير سياستها، إن لم يكن تغييرا سافرا فبهدوءquot;. وأضاف ان مسؤولين اميركيين ابلغوا الائتلاف الوطني لقوى المعارضة أن سياسة البيت الأبيض في تقديم مساعدات غير فتاكة فقط ستخضع هي الأخرى للمراجعة خلال الأشهر القليلة المقبلة مع انخراط الأعضاء الجدد في ادارة اوباما مثل كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل في المناظرة الداخلية بشأن سوريا.

وكانت تقارير تحدثت خلال الأسابيع القليلة الماضية عن حدوث زيادة ملحوظة في تدفق شحنات السلاح الى مقاتلي المعارضة، بما في ذلك قذائف مضادة للدبابات من كرواتيا، ولكن حكومتها نفت ان يكون لصناعة السلاح الكرواتية دور في هذه الامدادات.

ونقلت صحيفة الغارديان عن ايفيتسا نيكيتش مدير وكالة تصدير السلاح الكرواتية قوله quot;سنعلم إذا كانت هناك صفقة بيع من كرواتيا، ولم تُصدَّر أي اسلحة كرواتية الى أحد في سورياquot;.

وحين سُئل نيكيتش عن التقارير التي افادت بأن الأسلحة وصلت عن طريق العربية السعودية قال إن كرواتيا لم تصدر إلى المملكة إلا خوذا عسكرية وكانت بصدد التفاوض على بيع مسدسات. وعن وجود زبائن آخرين في الشرق الأوسط قال quot;نحن نبيع إلى أكثر من 50 بلدا في انحاء العالم ولا استطيع التكهن بشأن كل بلد منها وكل صفقة بيع معهاquot;.

وقال منسق الطوارئ الاقليمية في برنامج الغذاء العالمي مهند هادي إن تبرع بريطانيا بعربات مفصحة أنقذ ارواح موظفين في البرنامج يقومون بإيصال الأغذية على جانبي خطوط القتال. ولكنه حذر قائلا quot;إذا لم يصل تمويل في ايار/مايو لعمل البرنامج في سوريا ستكون هناك مشاكل خطيرة وستكون هناك انقطاعات في التموين. فان الأغذية تحتاج الى فترة متقدمة لإيصالها في الوقت المناسب نظرا لمعاملات الشحن واللوجستيات وبالتالي فاننا بحاجة إلى تمويل في وقت قريب جدا جداquot;.

ويتولى برنامج الغذاء العالمي توفير مواد غذائية الى 1.5 مليون شخص في كل محافظات سوريا الأربع عشرة.