لا تبدي المعارضة المصرية أي نوع من الحماس لزيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى القاهرة، وترى في الإدارة الأميركية داعما أساسيا لجماعة الإخوان المسلمين.

بينما وصل اليوم جون كيري إلى مصر في أول زيارة له كوزير للخارجية الأميركية، فإنه سيكون على موعد مع سيل من الاتهامات من المعارضة المصرية التي تقول إن واشنطن تنحاز للإخوان في الانقسامات السياسية الحادة التي تشهدها البلاد.
ويأتي ذلك في وقت تشعر فيه الولايات المتحدة باحباطات تجاه قوى المعارضة العلمانية والليبرالية التي تطغى عليها الانقسامات وحالة من سوء التنظيم. وقد ضغطت قبل أيام على جبهة الإنقاذ الوطني، التي تعتبر أبرز جماعات المعارضة في مصر الآن، لكي تراجع قرارها الخاص بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر المقبل.
هذا وتعيش مصر منذ شهور على وقع أزمة سياسية، وسط موجات متعاقبة من الاحتجاجات ضد الرئيس الإسلامي محمد مرسي، تحولت بشكل متكرر لشغب وصدامات عنيفة.
وتتهم قوى المعارضة الرئيس مرسي وجماعة الإخوان بالاستحواذ على السلطة، بقيامه على نحو فعال بنفس الدور الذي كان يقوم به الرئيس السابق حسني مبارك، وبإخفاقه في القيام بإصلاحات، بينما يسعى أنصاره لفرض نظام أكثر محافظة من الناحية الدينية. وهي التهم التي ترد عليها إدارة مرسي وجماعة الإخوان بالقول إن خصومهم يحاولون استخدام فوضى الشارع لقلب انتصاراتهم الانتخابية.
ولفتت في هذا الصدد شبكة إيه بي سي نيوز الأميركية إلى أن واشنطن مازالت تحتفظ بعلاقات دافئة نسبياً مع نظام الرئيس مرسي. وسبق لإدارة أوباما أن أثنت على جهوده التي بذلها لتسوية المعارك التي اندلعت العام الماضي بين إسرائيل وحماس، ولنجاحه في الوقت عينه في المحافظة على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
وأشارت الولايات المتحدة إلى أنها ترغب في تشجيع بناء الديمقراطية في مصر، كما حثت، وسط هذه الاضطرابات السياسية، كافة الأطراف من أجل إنهاء الخلافات بينهم.
لكن المعارضة أكدت أن المسؤولين الأميركيين لم ينتقدوا ما يطلق عليها الطرق غير الديمقراطية التي ينتهجها الإخوان في سبيل فرض السلطة، بما في ذلك تمرير دستور مدعوم من قبل التيارات الإسلامية رغم مقاطعة المعارضة في نهاية صياغته.
هذا وتحدثت تقارير صحافية مصرية عن أن اثنين على الأقل من أبرز رموز المعارضة في البلاد، هما أحمد البرعي، أمين عام جبهة الإنقاذ الوطني، ودكتور سيد البدوي، رئيس حزب الوفد، قد رفضا دعوات تلقوها من السفارة الأميركية لمقابلة كيري.
كما لن يتقابل مع كيري المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية دكتور محمد البرادعي، أحد أبرز قادة جبهة الإنقاذ الوطني وربما أبرز شخصيات المعارضة، رغم أنه لم يتضح ما إن كانت قد تمت دعوته لإجراء مقابلة معه وجهاًَ لوجه أم لا.
وبينما برزت على الساحة مشاعر الغضب التي يكنها المعسكر المناهض لمرسي تجاه كيري والولايات المتحدة، فقد بدا الاستقطاب الغاضب والمستمر واضحاً هو الآخر في البلاد.
وعاودت الشبكة الأميركية لتقول إن الدعوة التي أطلقتها الخارجية الأميركية لمطالبة كافة الجماعات السياسية في مصر بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة قد أثارت على وجه الخصوص غضب كثيرين في المعارضة، ممن ينظرون إلى دعم واشنطن للانتخابات على أنه دعم للإسلاميين أنفسهم. وقد دعا المرشح الرئاسي السابق وأحد أبرز قادة جبهة الإنقاذ الوطني، حمدين صباحي، جون كيري لأن يكون متسقاً في تعليقاته حول حقوق الإنسان ودعم الولايات المتحدة للديمقراطية.