اتهمت منظمات حقوقية إسرائيل بممارسة الفصل العنصري على غرار نظام الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا بعد إطلاق خدمة جديدة للنقل بالحافلات تقتصر على الركاب الفلسطينيين امتثالًا لاعتراضات مستوطنين بدعوى أن وجود فلسطينيين على وسائل النقل العامة يشكل quot;تهديدًا أمنيًاquot;.


إعداد عبد الاله مجيد: ابتداء من الاثنين سيكون على الفلسطينيين القادمين من الضفة الغربية للالتحاق بأعمالهم وسط إسرائيل أن يستقلوا حافلات تتوفر على حواجز تفتيش بدلا من حافلات الخدمة الاعتيادية التي يستخدمها الإسرائيليون.

وقررت وزارة النقل الإسرائيلية اعتماد هذا النظام بعد شكاوى قدمها سكان مستوطنتين إسرائيليتين بأن الفلسطينيين الذين يسافرون على الطريق السريع رقم 5 بين الضفة الغربية وتل أبيب يشكلون تهديدًا أمنيًا. كما تحدثت تقارير عن حدوث ازدحامات وشجارات بين مسافرين إسرائيليين وفلسطينيين.

نظام الفصل العنصري

وذهبت وزارة النقل الإسرائيلية إلى أنّ الهدف من الإجراء هو quot;تحسين الخدمة للفلسطينيين الذين يدخلون إسرائيلquot;. ولكن منظمات للدفاع عن حقوق الانسان وصفت الاجراء بأنه quot;عنصرية صارخةquot; على طريقة نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا.

وقالت الناشطة اوفرا يشوا لايث من منظمة quot;النساء من أجل العصيان المدنيquot; إن المسؤولين الإسرائيليين quot;يعملون على قوننة فصل الخدمات المتاحة لليهود وغير اليهودquot;.

وأضافت أنّ كثيرين لا ينظرون إلى الوضع في إسرائيل على أنه فصل عنصري لعدم وجود مظاهر فصل على الطرق وفي المقاهي ولكن تخصيص حافلات للفلسطينيين وحدهم quot;خطوة باتجاه الفصل بسبب التمييز بين الأشخاص في أنشطتهم اليوميةquot;.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن المتحدث باسم وزارة النقل الإسرائيلية افنير اوفاديا انه ليس هناك ما يحظر على الفلسطينيين استخدام الحافلات العامة. وأضاف ان وزارة النقل ليست مخولة إيقاف أي راكب يستخدم هذه الحافلات.

ولكن سائقين في شركة افيكيم لنقل الركاب التي تسيِّر حافلات على الطريق السريع بين الضفة الغربية وتل ابيب قالوا إن الفلسطينيين الذين يحاولون استخدام الخدمات العامة يُقال لهم أن يستقلوا حافلة مختلفة.

خدمة تقتصر على العرب

وقال سائق حافلة لموقع يديعوت احرونوت الاخباري على الانترنت quot;ليس مسموحا لنا أن نحجب الخدمة ولن نأمر أحدا بالنزول من الحافلة ولكننا نفهم مما قيل لنا.... انه ستكون هناك تدقيقات على حاجز التفتيش وسيُطلب من الفلسطينيين ان يستقلوا حافلات خاصة بهمquot;.

ووُزعت مناشير تعلن عن الخدمة الجديدة التي تقتصر على العرب في محطات وقوف الحافلات قرب القرى الفلسطينية في الضفة الغربية. وقال المتحدث باسم مجلس المستوطنين اليهود يسرائيل مايداد إن الإسرائيليين يشعرون أن لديهم ما يبرر رفضهم ركوب الحافلات مع الفلسطينيين بسبب خبرة إسرائيل مع الانتحاريين.

وأضاف مايدياد quot;أنّ العرب يفجّرون أنفسهم في حافلات وان الاسرائيليين يجدون ذلك مثيرًا للقلق ولو سألت شابا راديكاليا فانه سيقول إن إجبار العرب على ركوب حافلات إسرائيلية سيكون شكلا من أشكال الاستعمار وان توفير حافلات خاصة بهم ينبغي ان يكون موضع ترحيب بوصفه إجراء يأتي في اطار عملية بناء الدولةquot;، على حد تعبيره.

وأكد ناشطون ان الجنود الإسرائيليين بدأوا يأمرون الفلسطينيين الذين لديهم تراخيص عمل إسرائيلية بالنزول من الحافلات استجابة لمطالب المستوطنين منذ تشرين الثاني (نوفمبر).

ليس مسموحًا لكم بالسفر!

وبعد ان كانت الناشطة يشوا لايث شاهدة على حادث رأته بأم العين قدمت تقريرا إلى منظمة quot;مخسوم ووتشquot; الحقوقية التي تراقب ما يقع من حوادث على حواجز التفتيش روت فيه كيف أنزل الجنود الإسرائيليون نحو 30 عاملًا فلسطينيًا من إحدى الحافلات المسافرة من تل أبيب إلى الضفة الغربية.

وكتبت يشوا لايث في تقريرها quot;صرخ الجندي/الضابط، quot;تحركوا!quot; ثم quot;اجلسوا على عجيزتكم! على عجيزتكم!quot; واقتادوهم بعد ذلك إلى سياج المحطة وأجبروهم على الوقوف في صف بمحاذاة السياج ثم الجلوس على الأرض الباردة والانتظار. وحين سأل الرجال الفلسطينيون لماذا أُنزلوا من الحافلة قيل لهم quot;ليس مسموحا لكم بالسفر على الطريق السريع رقم 5. ليس مسموحا لكم باستخدام النقل العام على الاطلاقquot;.

وقال فلسطينيون إنهم يضطرون للمشي عدة كيلومترات إلى بيوتهم أو استخدام سيارات الأجرة باهظة الكلفة عليهم منذ بدأ إنزالهم من الحافلات. ويُقدر ان 29 الف فلسطيني يتوجهون إلى اعمالهم في إسرائيل يوميا، بحسب الأرقام الرسمية.